أكتوبر بين النصر والفضيحة
خليل الجبالي
مستشار بالتحكيم الدولي
في يوم السادس من أكتوبر1973 انتصر المصريون علي اليهود المغتصبين ليكون نصرهم نصراً للعرب والمسلمين.
وفي هذه الأيام دمر السيسي هيبة الإنتصار وحلاوته حتي أصبح من العدم بمكان ، فقد أذاق السيسي أهل سيناء مرارة الأيام القديمة وخاصة بعد أن وقع السادات معاهدة كامب ديفيد ليترك سيناء جرداء خاوية علي عروشها دون تقدم في شيئ، حتي البنية التحتية لم يمدوا أهل سيناء بأي خدمات لها إمتثالاً لمعاهدة الشئوم (كامب ديفيد).
لقد تعهد مبارك أن لا يضع لبنة من الطوب علي أرض سيناء ، بل جعل المصريين يدخلونها بتصاريح مؤقتة، هذا بخلاف اليهود الذين يدخلونها تمتعاً بماءها وسماءها بمجرد إبراز جواز سفرهم الصهيوني.
إذا كان اليهود دنسوا أرض سيناء لحظات فإنه حكامها أمثال مبارك والسادات دنسوها سنوات وسنوات بتواطئهم مع اليهود في حرمان أهلها من حقوقهم المشروعة.
لقد شهدت مدة حكم الدكتور مرسي التي لم تتجاوز عاماً حالة من الإنفراج علي أهل سيناء، فقد سمح لأبناءها بدخول القوات المسلحة وأجهزة الشرطة التي حرموا منها طيلة حكم مبارك، كما شهدت سيناء تملكاً لأراضيها من قبل أبناءها التي منعوا منها، وخصص مرسي لهم 3 مليار جنيهاً لتطوير البنتية التحتية لها، وسمح ببناء منشات صناعية وسياحية علي أراضيها ، ووافق علي الإستثمار فيها بعدما منع المصريون من ذلك.
لقد شعر اليهود في عهد مرسي أن أرضهم تختصب كما يظنون ، وأن الجانب الغربي من دولتهم المزعومة ليس في مأمن بعدما سمح الدكتور مرسي بتواجد الجيش المصري علي حدود سيناء لحمايتها، فكادوا بليل، ودبروا للتخلص من زعيم العرب محمد مرسي كما أطلق عليه كثير من مواطني الدول العربية.
لقد تآمر الجيش المصري بقيادة السيسي ودعم من الصهاينة والأمريكان بالإنقلاب العسكري علي محمد مرسي ليطيحوا به تنكيلاً لما قام به من فتح سيناء للمصريين، والإهتمام بأبناءها الذي يشعرون اليوم أنهم أصبحوا خونة ومرقة وخارجين علي القانون.
إن سيناء ستظل قنبلة موقوتة أمام السيسي وزبانيته حتي تتطهر من رجز الخائنين واليهود الملاعين لتعود مرة أخري في أحضان مصر الشرعية وللمصريين.
إن يوم السادس من أكتوبر المجيد كان إنتصاراً في الماضي البعيد ولكنه بعد تآمر السادات عليه بتوقيع معاهدة كامب ديفيد ، وتآمر مبارك عليه بجرمان أهل سيناء من معاني الإنتصار الحقيقة، وتآمر السيسي عليه بتدمير ممتلكات وشباب وطاقات أهل سيناء أصبح السادس من أكتوبر فضيحة وعار في جبين هؤلاء لن يغفرها أهل سيناء لهم ولن تمحوها الأيام.
إن إنتصار أكتوبر الحقيقي يوم أن تعود الشرعية إلي المصريين التي سلبها السيسي منهم، ويوم أن يعود زعيم العرب محمد مرسي ليرد لأهل سيناء المحرومين حقوقهم المسلوبة، وكرامتهم المنتهكة، وعندها سيفرح جموع المصريين بإنتصار أكتوبر مع أهل سيناء المغتصبة.