الورقة الرابحة

عبد الله الهدلق

[email protected]

تشهد ديكتاتورية إيران الفارسية غلياناً داخلياً ومعارضة عاتية وتمرداً عنيفاً رافضاً للنظام الحاكم في طهران ومنذراً بقرب انهياره من الداخل وفي ظل تلك الظروف المواتية لكل الاعراق والاثنيات غير الفارسية المضطهدة والمحرومة من أبسط حقوقها الإنسانية المدنية والسياسية للانقضاض على النظام الشمولي، تبرز الورقة الرابحة المطالبة بالتحرير وهي ورقة دولة الاحواز العربية التي انقضت عليها قوات الاحتلال الفارسي في 1925/4/20 بسياسة إرهاب منظم مارسته الدولة الفارسية في عهد رضا خان بهلوي فوقعت تلك الأرض العربية في قبضة إيران الفارسية المعادية للعرب والعروبة، وصاحب ذلك الاحتلال تمييزاً عنصرياً بغيضاً انتهجته قوات الاحتلال الفارسي الظلامية ضد مواطني ذلك الاقليم العربي من منطلق شعوبي شوفيني يزداد ضراوة بمرور الأيام وبعداً عن كل ما هو إنساني ومتحضر نصت عليه الوثائق الدولية واتفاقيات حقوق الانسان فضلاً عن الشرائع والتعاليم السماوية السمحة.

ليس بالهين ولا بالقليل ما يعانيه شعب بأسره شاء له القدر أن يكون ابناً لتلك الأرض الواقعة شمال الخليج العربي تعرف باسم (الأحواز) أو (عربستان» أي أرض العرب لانتساب معظم قاطنيها -البالغ عددهم أكثر من خمسة ملايين نسمة- إلى قبائل عربية عريقة كبني تميم، وبني أسد، وبني لام، وبني كعب، وطيئ، وتسميها السلطات الفارسية (خوزستان) بعد امتداد يد التغيير الفارسية إليها عام 1936 وهي أرض معطاءة وثرية بالنفط، ويمارس النظام الفارسي تمييزاً عنصرياً ضد العرب من أجل الاستعلاء والاستحواذ والتوسع لإحياء النزعة الصفوية الساسانية العنصرية الاقصائية القائمة على الكراهية والانتقام، ولم تختلف الثورة الفارسية المؤدلجة والعنصرية عن الحكم الاستبدادي المتعالي لـ«شاه إيران»، فها هي تعامل شيعة الأحواز العربي- فضلاً عن السنة- بقمعية لا يمكن أن تصدر عن دولة (متحضرة!).

الورقة الرابحة التي ستبذل كل جهد ممكن وتسعى بشتى الوسائل لإسقاط النظام الفارسي الحاكم وتحرير دولة الأحواز العربية هي ورقة الشعب الأحوازي الأبي والمقاوم والثائر، فهل لهذا الشعب العربي المناضل من وقفة مشرفة إلى جواره خلال محنته العصيبة؟! وإن لم تكن تلك الوقفة المشرفة نابعة من القيم العربية والإسلامية- وكفى بهما دافعاً- فليكن باسم الانسانية والدفاع عن القيم العليا ونشر العدالة وإحلال السلام، وكيف لا يكون ما يعانيه الإحوازيون احتلالاً والسلطات لا تكتفي بحرمانهم من تعليم أولادهم اللغة العربية والثقافة القومية فحسب بل يتعداه إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير وهو حرمانهم من تسمية أولادهم بأسماء عربية في محاولة تستهدف إضعاف ارتباطهم بجذورهم الحضارية لأمتهم العربية وفرسنة الأرض بتحويل أسماء مدنها وقراها ومعالمها العربية إلى مسميات فارسية ومواصلة تغيير التركيبة السكانية للإقليم العربي بتهجير العرب وتوطين الفرس، ومصادرة الأراضي العربية دون حق.

كيف لا يكون الشعب الأحوازي العربي ورقة رابحة لتحرير دولة الأحواز العربية؟! والإجرام الشعوبي لا يقف عند مصادرة الحقوق الثقافية والممتلكات الشخصية بل يتعداه إلى مصادرة الحريات والحياة نفسها وذلك بمزيد من الاعتقالات القمعية المتواصلة والقتل المتعمد، وهل يختلف ما يمارسه النظام الفارسي عما كانت تمارسه الدولة البلغارية في زمن «تيودور جيفكوف» الرئيس السابق ضد المسلمين من تمييز عنصري؟!

من هنا ومنذ حلول نكبة ابريل في منتصف عشرينيات القرن الماضي، اختار الشعب الأحوازي الثورات التحررية فقام بعدة ثورات فقد على اثرها الكثير من رموزه وأبنائه وما يزال عشرات الآلاف من أحراره وحرائره قيد الاعتقال، ومازالت جراحاته تنزف دماً، ومازال النظام الفارسي يواصل القمع والافتراس لهذا الشعب العربي الأبي المقاوم، ألا تشفع تلك الحقائق للشعب الأحوازي العربي المقاوم ليتحول إلى ورقة رابحة لتحرير دولة الأحواز العربية؟!