طيران داعش الحربي
أحمد الجمال الحموي
أراد الماكرون أن يخيلو للناس أن داعش قوة عظمى يجب أن يتداعى العالم عليها لحربها وما هي كذلك وعملوا في الوقت نفسه على حصرها في فئة واحدة وهذه مراوغة وتضليل. إن داعش أسلوب ومنهج وليست فئة واحدة فكل من فعل فعلها ونهج نهجها في الماضي والحاضر فهو داعشي شاء من شاء أو أبى من أبى وبناءا على هذا فإن الدواعش كثر وهم على مراتب في الخطورة.وزعيمة الدواعش في العالم بلا منازع الولايات المتحدة الأمريكية التي قتل رجالها خمسين مليونا من الهنود الحمر وسرقوا بلادهم وقتلوا في القرن العشرين سكان هيروشيما وناغازاكي. وقتلو في هذا القرن في أفغانستان والعراق قرابة مليونين لذا على العالم الحر حسب قواعدهم ومنطقهم أن يحارب هذه الدولة الداعشية الخطيرة. ويماثلها في القتل والاجرام ما فعلته الشيوعية عندما قتلت ملايين المسلمين وغير المسلمين كما نقلوا السجناء والأسرى إلى سيبيريا وأذاقوهم ألوان العذاب الذي استعذبوا بسببه الموت.
والروافض من أخطر أرباب النهج الداعشي فقد قتلوا في العراق بعد أن سرقوه بمساعدة الولايات المتحدة أكثر من مليون مسلم تحت سمع صديقهم المحتل وبصره أما تشكيلاتهم وميليشياتهم التي تشوه الأسماء العظيمة كحزب الله ولواء أبي الفضل العباس ولواء بدر وفيلق القدس والحرس الثوري الايراني وغير هذه الأسماء فقد قتلت حتى الان من الشعب السوري لتثبيت الحكم النصيري حوالي نصف مليون. ومن المهازل أن حسن نصر الله وحسن روحاني وغيرهما من زعماء هذا النهج يتحدثون عن الارهاب وعن وجوب محاربته وكأن الناس جهلة لا يعرفون الحيقيقة ولا يدركون أن الروافض يريدون بهذا الهجوم أن يدفعوا عن أنفسهم أمرا هم غارقون فيه إلى الأذقان ولا تنفعهم الخطب والتصريحات في التنصل منه .
قام تحالف كبير جمع الدول والأمم لمحاربة هذه المجموعة التي تسمى داعش ويخطئ زعماء هذا التحالف وقادته اذا اعتقدوا أن كذبهم خاف على الناس وأن تدبيرهم مستور غير مفضوح بل أجزم أن العالم والجاهل والعامل البسيط والموظف الصغير والمفكر والسياسي والاعلامي والمرأة والرجل يوقن أن هذا التجمع حرب على الاسلام وليس على داعش.
وليعلم هذا التجمع أن الناس في عالمنا لم يصدقوا ولن يصدقوا تصريحات الزعماء وخطبهم الرنانة إلا اذا رأوا طائرات النظام النصيري تتهاوى محترقة واحدة تلو أخرى وعاينوا شللا تاما في مقدرة سلاح الطيران على إلقاء براميل الموت على بيوت الآمنين.
لقد صار واضحا لشعوبنا وهذا مما يتداوله الناس أن طيران التحالف يضرب الفصائل التي تحارب الطائفي بشار وشيعته وتلقي حممها على أبطال الجيش الحر والألوية التي تقارع حزب الشيطان وأمثاله كما أن الناس يتحدثون عن أن طائراتهم تقتل المدنيين وليس المقاتلين فقط .
هل تحتاج دولة العراق والشام (العظمى) هذا الحشد أيها الكذبة وتزعمون أن داعش شكلت تهديدا لدولكم فمتى حدث هذا. إن من يسمع كلام زعماء الغرب يخيل اليه أن طيران داعش يسرح ويمرح في سماء بلادكم وأن اسراب مقاتلاته يتبع بعضها بعضا لتنشر الدمار عندكم وتزهق الأرواح وتبث الرعب, أين كانت نخوتكم ورحمتكم عند قتل المسلمين في افريقيا وفي الهند وفي ميانامار وفي تايلند وفي اماكن كثيرة من العالم. ألا فاعلموا أن حربكم في نظر شعوبنا هي حرب على الاسلام وعلى الحكومة التركية بالذات التي تريدون تدميرها. فقد قدمتم الأسلحة بسرعة مدهشة إلى الأكراد ووصل السلاح أيضا إلى أكراد تركيا ليكونوا خنجرا في جنب هذه الدولة وعملتم على اجهاض التجربة الديموقراطية الناجحة هناك والحجة الباهتة هي محاربة داعش.
وقد علم القاصي والداني أن داعش أساءت في سوريا وليس في العراق فقط لكن لم تقدموا السلاح النوعي للمعارضة السورية ولو فعلتم لكانت قادرة على أن تكفيكم تهديد داعش بل وتقضي عليها بكلفة لا تبلغ عشر معشار ما يتطلبه هذا الحشد الصليبي.
إن الشعب السوري لا ينقصه قتلة دوليون ويكفيه النصيريون والروافض فهم قتلة محترفون متوحشون. لقد اندفع مقاتلو حزب الشيطان من لبنان ومقاتلو الروافض من العراق ومن ايران لذبح السوريين ولم نر طيرانكم يضرب تلك الجيوش الجرارة وهي تزحف نحو سوريا بلا غطاء لتدميرها.
أيها المتحالفون المخادعون لا تزيدوا الطين بلة وأن الذي يجري أوضح من ان يوضح ولا تظنوا أن الشعوب غبية بل هي يقظة تغلي كالمرجل لكنها مغلوبة على أمرها فاحذروا انفجارها وعسى أن يكون قريبا.