أي الحضارتين أحق بالاتباع؟!

يحيى بشير حاج يحيى

أي الحضارتين أحق بالاتباع؟!

يحيى بشير حاج يحيى

عضو رابطة أدباء الشام

عن المعرور بن سويد قال:

- مررنا بأبي ذر بـ (الربذة) وعليه بُرد، وعلى غلامه مثله! فقلنا: يا أبا ذر لو جمعت بينهما كانت حلة.

فقال: إنه كان بيني وبين أحد من إخواني كلام وكانت أمه أعجمية، فعيّرته بأمه، فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم- فلقيت النبي –صلى الله عليه وسلم- فقال:

"يا أبا ذر، إنك امرؤ فيك جاهلية"

قلت: يا رسول الله، من سَب الرجال سبّوا أباه وأمه..

قال: "يا أبا ذر! إنك امرؤ فيك جاهلية، هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فأطعِموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم مما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم".

وفي عام 1946م، في مدينة كولومبيا قصد زنجي وأمه إلى محل لإصلاح جهاز الراديو الخاص بهما، وبعد أن دفعا الأجرة المطلوبة تبين لهما أن الجهاز لا يزال على حاله؟ فأمر صاحب المحل بطردهما، ورفس أحد المستخدمين الأم برجله، فخرجت على وجهها، فغضب الزنجي لأمه، وضرب المعتدي عليها فأهوى به إلى الأرض، فما كان من جاره إلا أن صرخ في الجماهير: اقتلوا ابن الفاعلة! وتجمهرت الجماهير، وأخذت تنادي: فلنقتص منهما! والاقتصاص من الزنوج يكون بفصل رؤوسهم من دون محاكمة!

وأخيراً أنقذا من بين أيدي الجماهير، وسيقا إلى السجن، فلم يرض الجمهور ذلك، بل هرع إلى حي الزنوج ليقتص من الزنجية وولدها، وحاصرت الشرطة الحي المنكود، وطورد الزنوج المساكين في بيوتهم ومحلاتهم فنهبت، وأحرقت، وأطلق الرصاص على أولئك المساكين، فوقع كثير بين قتيل وجريح.

ومع ذلك يرفعون تمثالاً للحرية، يُعد من المعالم الحضارية في بلادهم!

ترى لو أن زنجياً صعد على هذا التمثال ونادى بأعلى صوته بأن الله خلق الناس جميعاً، داعياً إلى المساواة بين البشر، فهل كان هذا الزنجي ينزل كما صعد؟ أم أن حياته تنتهي قبل وصوله إلى الأرض؟

في حضارتنا وقف بلال الحبشي يوم الفتح فوق الكعبة ليؤذن، ويعلن كلمة الحق، لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وليتردد في جنبات الكون كله، إن أكرمكم عند الله أتقاكم.