اليوم كوتة.. وغدا بونص..
وعودة مقنعة لزمن الحريم
د. انتصار شعير
الإسكندرية ـ مصر
نعم هى عودة مقنعة لعصر استغلت فيه المرأة كسلعة تباع وتشترى واليوم تعرض الدولة أربعة وستين مقعداً ليس من أجل اعطاء المرأة حقوقها كما يزعمون ولكن من أجل عيون الحزب الوطنى وأغلبية الحزب الوطنى , وليثبت عكس ذلك _ إن كان محقاً _ فكل التحليلات وكل المؤشرات تشير إلى الرغبة الكامنة فى زيادة السلطة لتسلطها , وتزييف إرادة الشعب فى اصلاح حقيقى ,فإنما هى مجرد ( بروباجندا ) اعلامية , تدعو الأحزاب والمؤسسات للزج بالمرأة وإن لم تكن مؤهلة لذلك الدور , ولكن كيف يملأ كل هذا الفراغ المفاجئ وإن لم يكن دستورياً , وهذا فى تقديرى الشخصى إهانة فى حق المرأة ودور المرأة فى المجتمع .. فاليوم مقاعد المرأة كوتة وغداً تصبح بونص لحزب الأغلبية مكافأة له على إحكام قبضته الحديدية على إرادة شعب جل ما يرجوه أن يحيا حياة كريمة فى وطن يحترم حقوقه كإنسان يؤدى ما عليه من واجبات تجاه هذا الوطن .
المرأة ليست مخلوقاً ضعيفاً لا من حيث الإرادة الشخصية ولا من حيث البنية الجسمانية , فهى تتحمل أعباء لا يتحملها الرجال , بل إنها تستطيع أن تقود المجتمع للخير والعطاء و النماء متى توفرت لديها البيئة الصالحة لذلك , ولكن أين هذه البيئة الصالحة مع حزب السلطة الأوحد الذى اتخذ اقصاء الآخر شعاراً له , ومع سياسة خرس الألسنة والسب والمشاحنات , وغداً مع وجود هذا العدد من النساء ستدخل ظاهرة شد الشعر والردح والصوت الحيانى واتفرج ياسلام على المجلس البرلمانى .