أغادير

عبد الواحد محمد

[email protected]

هي عالم من  مشاعرأصيلة  وبهية   تبحث عن ملهم لها في دروب مبدعة لاتعترف بفاصل بين حد وحدود ربما كانت هي الأخري ملهمة لنا جميعا بفضل الروح التي تشكلت الأصالة لديها بحرف الألف الذي فقدناه كثيرا في غيبة  عولمة الديار  وقهر التلفزة  الفضائية التي سجنتنا بلا سبب غير اننا صدقنا الحكاية  بلا سؤال للزمن ؟!

لتمضي معي في رحلة  قدرية مخصبة بصوت يطالعني عبر الأثير الإذاعي  الترحالي  الذي حرمت منه شابا بعدما كان هو الصديق لي طفلا يحلم بالسفر والكتاب الذي يدون فيه كل قصائدنا العربية بضمير النصر ووالثقافة النابضة بفلسفة وطن كبير يمتد من المحيط حتي الخليخ .. بل كان ركن حجرتي يضم المذياع هدية من والدي الراحل الذي أخلص لهذا الصندوق الذهبي حتي لقي ربه وانا مازالت شغوفا بهذا الكنز الذي يضم قصائدها العبقية والتي حولتني في عصرنا إلي فتي يافع وشاب حكيم يمتطي جواد عربي غير مهجن !

نعم ربما كانت تحمل أسماء من بينها اغادير .. رؤي .. أصالة .. وهي هكذا تلك الفاتنة التي تؤكد أن للسطر العربي حضور يومي عبر الأثير الإذاعي كشلال متدفق من مياة  نهر بلا حدود ؟

سيدتي الرائعة كنت محطة أحن لها بلا موعد وربما كان القدر رحيما بي وسط طابور لاينتهي من عالم فضائي  ترقص فيه كل الصبية بلا فن وفنون ؟

فكنت الفن والقصيدة التي لم تغب عني بل غيرت من منطقي نحو عالم آخر يشجيني كل ليلة قبل أن آوي لفراشي فكان وجهك حاضرا وساحرا يفرض نفسه علي كما فرضت قصائدك الشجية والحميمية علي قلبي وعقلي ليس من خلال الصندوق الإذاعي فقط بل كان نداء النداء كل ليلة ؟

فحققك علينا سيدة الدار هي القرب منك ليس رغبة ماجنة أو سفر يضعف من نبل قصائدك العربية التي أرددها  لطفلي قبل النوم  لكي يعلم أنك ( الأصل ) في كل عصر وزمان مهما ظلمتنا الرياح العاصفة ؟

فالفرق بين تلفزة جيل وأثيرك الحي النابض بحب الأوطان مختلف جدا ورائع صوتك فبقوا هم بين وهم  ليصبحوا مثل بيحيرة راكدة بلا جمهور يصفق لهم بل للصورة فقط ؟

فرق حقيقي  وأصيل سيدتي الحبيبة والرائعة وانا أحاول أكتشاف نفسي مرة اخري وسط عالم فضائي مخيف لعقلي وجسدي  ومدينتي التي أنتصرت علي كل الغزاة بفضل قصائدك العربية ؟

فأنت نبت طيب وطاهر ونبيل  لكل معني صال وجال من زمن رغم عمرك الشاب وحداثة تجربتك ..فالصدق تراكمي والإبداعي هكذا يأتي من رسول ورسل بلا مقدمات فوالدك مثل والدي حتما لم يغني بهلوانا أو ينشد غير قصائدنا العربية ربما عاش مثل أبي في كنف الراوي الكبير ليحكي لنا قصة الاجيال  وهو يعزف علي ربابة 0 عطر الليل )  بوعي يؤكد أننا لم نولد  غرباء ؟

سيدتي ( أصيلة ) الزمن وعنوان أسفاري لعالم لا أدري كيف سيكون دونك عندما يطالعني النهار بعد ليل حالم وقصائد تعزف لي وحدي  لحن عربي أصيل ؟

ربما أجدها أنانية مني لكي أسلب الأخرين متعة اللحن   لكنني أقسم لهم ولك أنني غير ذلك هم ذهبوا للتلفاز وأنا مثلك  أرتضيت أن أكون مخلصا للأثير الإذاعي وكل قصائدك القادمة ؟

 ومن بين الأسماء التي تناديني دوما  أسمك  العذب عندما يفرض علي السطر العربي رغما عن أنفي مثل الليل  العبقي  فالحرف الأول من روايتي  يحمل كلماتك ليطوف بها  وسط كل سلاطين الفكر ونبوءة  مذهبك دافع لهم ولي لكي نلتقي هكذا أقسموا  لي بعدما فتنتهم  قصائدك الأثيرية  تحولوا مثلما أنا تحولت وربما شخصي المتواضع أكثر لأن أكتب الرواية وأنت تكتبين القصيدة ؟

سيدتي أغادير بل أصيلة كل العشاق أغفري لي بعض حماقاتي  لأنني لم أجرب غير حكمة أبي أنني معك سوف أولد من جديد

هكذا أقرأ خبرية مستقبل قادم فيها تتبوأين  كل الديار التي أقسمت أن تكون لك حليفتك   ورفيقتك   ومعبودتك  بلغة تفتح ألف باب وباب لحوار إنساني جدا  وهذا هو  قدر تلك الديار وقدركم في مسائية عطر الليل مسافرا وملهما  لكل نداءت  عصر قادم ؟

سيدتي لاتظني بي سوء فحبك عبادة روحية دافعها  العمل والبحث عن كتاب نقرأ منه سويا  العربية التي  جني عليها من لايملكون غير رفض  ( الحقيقة  وهي قصيدتك التي  عطرت  غرفتي   ومسحت كل الدمعاتي يوم رحلت  بلا  شروق  فأنت  زمن  وعصر لايرفض   عالمنا  وفضائيتنا  وواقعنا بكل مايحمله من هجر للقصيدة لأنك الوطن الذي يسامحنا جميعا يغفر تلك الحماقات  الكثيرة والعجيبة والغريبة  فقبلاتي لك  ولكل من أحبك طفلا ورجلا وامرأة   وشيخا وزوجا  وبنتا  وجمهور لاعدد له لتبقين خير قصيدة عربية ياسيدة الدار  فقالوا أنك أغادير وقلت هي كل الأسماء الأصيلة.