بعثة إقليم كردستان للحج

طموحات وتحديات

أحمد الزاويتي ـ مكة المكرمة

 (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (سورة الحَجّ 114

هو الحج ذلك التجمع الاسلامي الكبير يجمع المسلمين من كل قوم ولغة وفئة، ابيضهم واسودهم غنيهم وفقيرهم، يجمع الراعي والرعية، ما اريد ان اقوله في موضوعي هذا هو الحضور الكردي العراقي الملفت للنظر في حج هذا العام، الحضور الرسمي والشعبي، فاقليم كردستان العراق حاضر ببعثته الادارية الرسمية وتحت عنوان اقليم كردستان العراق، وان كان هذا الحضور موجودا سابقا في هذا المحفل الاسلامي الكبير الا انه يأخذ رسميته وبهذا الشكل لأول مرة الى درجة ان السلطات السعودية تعاملت معه هذا العام كبعثة خاصة لها خصوصيتها اسوة ببعثات الدول الاسلامية الأخرى، بل حتى الكردي الذي يحمل على صدره علمين (عراقي وطني) و(كردي قومي) يعامل معه من قبل حجاج العالم الاسلامي وحتى الباعة والمتجولون في مكة والمدينة، على انه حاج من كردستان، ومن السهل جدا ان يسمع الحاج كلمة ( وه ره كاكه وه ره!!) وهي كلمة كردية تعني (تعال يا أخي تعال) من الباعة العرب وغير العرب لجذب حاج كردي لشراء بضاعة منه، بل اصبح الحاج الكردي في مكة المكرمة والمدينة المنورة قضية تمشي بين الناس لانه يصطدم بسائل من حجاج العالم الاسلامي عن هذا العلم الجديد الذي يحمل على صدره؟ ومن هم الاكراد؟ ما مشكلتهم؟ اين يتواجدون؟ ما ديانتهم؟ ما مذهبهم؟ والى غير ذلك من الاسئلة الكثيرة التي كانت تحرك الحاج الكردي كناطق لقضية في اكبر محفل دولي في العالم, بل ان الحاج الكردي العراقي اصبح نقطة جذب لاكراد تركيا وايران وسوريا الذين وجدوا في الكردي العراقي ظالته، فجلس اليه ليتبادلا حديثا ذا شجون.

 البعثة الادارية لحج اقليم كردستان العراق تعج بالنشاط ترى فيه عالم الدين والداعي والمرشد الديني، والتاجر، والسياسي بين وزير وبرلماني، وصحفيين، جمعتهم فريضة الحج التي قال فيها الله سبحانه وتعالى:

 (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (سورة الحج 28)

واثناء تجوالنا في بعثة الحج لاقليم كردستان التقينا بمدير عام حج وعمرة الإقليم الشيخ (صلاح النقشبندي) وهو شاب يحيط به نشاط وهمة من اجل التقدم باقليم كردستان العراق كوحدة ادارية لها خصوصيتها بين محافل الدول الاسلامية وغير الاسلامية والتي جاء منها مسلموها لاداء فريضة الحج، لكن كان هذا النشاط والهمة تصطدم بين الحين والآخر ببعض العوائق التي وقفت في طريق البعثة الادارية لاقليم كردستان العراق.

اعرب النقشبندي عن فخره بالمنجزات التي ظهرت بعد نشاط بعثته الادارية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومن ابرز تلك المنجزات التي يراها النقشبندي تعامل السعودية معه كبعثة لها خصوصيتها وطبعت الملصقات باسمها وحتى الهدايا التي قدمت لحجاج اقليم كردستان من سجادات وبطانيات وصوابين ومعاجين غسل الاسنان، من قبل المطوف السعودي كتبت على جميعها اقليم كردستان! وابدى النقشبندي ايضا سعادته بالانتشار الواسع لحجاج الاقليم بشعار اقليمه بين الحجاج وفي جميع زوايا الحرم المكي وقبل ذلك المدني، وكذلك ابدى سعادته بحوار جرى بين اردنيين امام فندق (قصر النور) وهو سكن لبعض من حجاج اقليم كردستان العراق وهو الاقرب الى الحرم المكي من جميع فنادق السكن لحجاج الدول الاخرى من جانب مسعى (الصفا والمروة) حيث قال احدهما للآخر "اصبحنا نسمع منذ سنين قليلة كلمة اقليم كردستان العراق لكن مع ذلك فسكن حجاجهم اقرب الى الحرم من سكن حجاج جميع الدول الأخرى!"

 لكن لم يغب على وجه النقشبندي الهم والغم والاسى مما يواجهه من بعض المشاكل بعضها ذاتية واخرى موضوعية، منها ان ملصقات بعثته تتعرض للشق والاستهانة والاستخفاف من بعض من لا يعجبهم اسم اقليم كردستام العراق، وقال مريوان النقشبندي وهو المسؤول الاعلامي لبعثة الحج لاقليم كردستان العراق عند زيارتهم لبعثة الحج العراقية، وعودتهم منها لبعض الأمور التنسيقية مع بعثة الحج العراقية، يتفاجؤون بشق جميع ملصقاتهم، ورميها امام بعثة الحج العراقية!! وكذلك يقول صلاح النقشبندي انهم مستغربون جدا من عدم ارتياح بعثة الحج العراقية من نشاط البعثة الادارية لاقليم كردستان العراق، ولم يخف مدير بعثة الحج لاقليم كردستان العراق محاولات خارجية بل حتى داخلية في اقليم كردستان العراق من اجل فشل مهمته هذه التي يعتبرها المهمة الاكثر انجازا للقضية الكردية في الحج على مر التاريخ، وعند استفسارنا لماذا محاولات من داخل الاقليم؟ وممن بالتحديد لفشل مهمته؟! قال لمنعي التجارة بحجاج اقليم كردستان!