سُلطانُ الوعي
سالم الزائدي
هل الكتاب والقراءة والقلم في يدنا ؟؟؟؟ هل نحن قادرين على تبني منهج العلم كأساس حياة ؟؟؟؟هل حبنا للحياة كحبنا للعلم ؟؟؟؟هل نظرتنا للجمال من حولنا كنظرتنا لمسئولية العلم ؟؟؟؟
العلم هو جوهر الحياة به تنمو شجرة أفكارنا وبه تنمو إبداعاتنا و تنمو ثقافتنا.. هو القدرة التي تدلنا على نور الطريق ورؤية الصواب من الخطأ ..هو محرك الحياة ، والانسان أساسه ومحور قاعدته .
العلم طريقنا إلى ونحو الحرية الحقيقية... طريقنا لإعداد جيل جديد ينتج ويبدع حريات تقودنا الى عقل جديد في إطار مجتمع جديد .
اذن أطلق لنفسك العنان ولا تعبأ بالحدود.....فلا مكان لمن يستجدون البقاء بعيدا ًعن العلم في تحولات اليوم ؟
أي سلاح نحمل في ظل تناحر الشعوب ؟
لاشك أنه سلاح العلم في قوته وقدرته على محاكاة العصر الحديث . لماذا ؟
لأنه البداية وكذلك النهاية .. نكون أو لا نكون... نرتقي أو لا نرتقي ، العلم الذي نتحدث عنه ، هو نفسه الذي حضًت عليه الشرائع السماوية في إثبات وإصرار وجوب تقديمه عن أي آمر أخر بكلمة " أقرأ " ومن خلالها فقط، نستطيع فك رموز الكون وتسخيره لخدمة ورفاهية الانسان..ومن خلاله فقط نستطيع فهم أنفسنا ومجتمعاتنا.. ومن خلاله نطور لغات وأبجديات تواصل فيما بيننا..
كيف يكون العلم ؟
في وضوح الهدف والرؤية نكون قادرين على تطوير الخطاب التربوي والاجتماعي والتعليمي والثقافي والديني بما يسمح بتنشئة الانسان القوي، مهيئاً وقادراً على تحقيق مفهوم ايجابي للذات وتحمل المسؤولية.
بالعلم نعمل على تعميق درجة الانتاج والعطاء وجهد الحوار والمشاركة في السعي للبناء والتصحيح، وفي رحابه أيضا تتجسد درجة الثقة بالنفس ويزدهر النماء والابتكار وإبراز الحلول والتصميم على اكتساب احترام الآخرين.
العلم يزرع فينا الحكمة والقدرة على التعاطي مع آليات تحدد لنا كيفية الخلاص من آفات المجتمع (الأشخاص والأشياء في قوالب فساد القلم والصورة والمشاهدة).
علينا اكتشاف الطريق ومشقته، من ثم الانطلاق في تطوير الذات بخطوات.. مدروسة الهوية، مشروعة التوجه، معلومة الهدف، وفق معايير مشتقة تضمن تحديات البقاء في قراءة جديدة للتراث الديني والتاريخ والموقع والبيئة.
واستخلاص هذا الانطلاق ليس تسييراً مركزياً أو حزمة أوامر فوقية، بل هو التشارك في طريق تصنعه الأقدام عند المشي، وتبنيه السواعد أثناء العمل.
المشاركة الفعالة لكافة أبناء الوطن، تحًـد من نسبة مغادرة أبنائنا لوجهات أخرى بسبب ضعف واهمال الدولة أو التطرف أو الخوف من المستقبل.. بالعلم نعمل على تطوير لغتنا العربية لتتحمل سرعة التقدم، وبنفس الهمة والعلا نتعجل في تطوير لغة خطاب نظيف لتقول جديداً معاصرا ً، وبنفس القدرة تصبح مدارسنا مراكز إشعاع علمي ، تساهم في إبراز ونور عقل جديد يواجه الرديء فينا ويواجه العالم.
ما هي مساراتنا ومعالجتنـا الأولية
الأمية والجهل وتدني مستوى التعليم آفات لابد من التعامل معها عند تطلعنا الى العلم كاستراتيجية أساسية في التطوير. ومن ضمنها رعاية الموهوبين على سبيل المثال ....حيث يمتلك الموهوبون أدوات خلاقة وحلول ابتكارية للعديد من المشكلات التي تقف عائقاً في سبيل التطور، علينا الاستفادة من الموهوبين والمخترعين ورواد الأعمال لدفع عملية التطور وتسريع الوصول الى الأهداف. إن رعاية الموهوبين توفر للمجتمع نبعا ًدفاقا ًمن الموارد البشرية المتميزة القادر على التحدي والعطاء ، والاسهام الفعال في حل المشكلات المختلفة التي تواجه المجتمع.
إن النهوض بالعلم مسؤولية تلقى على عاتق كل أديب وفنان ومبدع ومفكر واكاديمي واعلامي يؤثر في المشهد الثقافي ويؤدي دوراً فاعلاً في مواجهة ظروف الحياة القاسية التي تمر بها أمتنا.
إننا نددن على أوتار العود ، ونتغني بقصائد في أمسيات الليل، وأعلم ما مدى شجونه وحلاوته ولكني أعلم أيضاً وأعرف لحنا ً أجمل يطربنا هو كمنجا العلم وقيثارة المعرفة..
إن العلم يشد من أزرنا ويرفعنا درجات. صحيح موسيقى العلم ثقيلة بعض الشىء لكنها أجمل و أكثر إثراء ؟
فقد دُبر لهذه الأمة أن يصيبها الوهن واليأس والحزن، وأن تحيا قانطة متخبطة بلا هدف، وأن تُغتصب من شفتيها البسمة بلا ثمن، وأن تجرد من ثياب البهجة والأمل، وأن تخلع عنها حلل الحماسة والهمة والعمل .
ومن هنا حتًم علينا الواجب والحاجة الملحة للتذكير بالعلم وأهميته، وأن تتضافر الجهود لدفع النفسية العاجزة للهمة والنهوض .
ومن هنا أردت أن أسهم في هذا الميدان ولو بنذر وقد نهض جمع من علمائنا الأجلاء لهذه المهمة الجليلية فكانت مؤلفات تعالج الوهن وتحارب اليأس وتدفع القنوط وتحذر من القلق وما يزال نهر عطاءها مطلب كل ظمآن ، ونجم سماءها نظر كل حائر في الحياة.
في الختام أقول لك يأيها القارىء العزيز..
لا تكن أصعب ما في الحياة .. ولا تكن أسهل ما فيها .. و لكن كن أنت العلم فيه .. والحياة في أسمى معانيهـــــــــــــــــــــا.