الاجتماع الأول للجنة الثقافية العربية التركية
محمد فاروق الإمام
يوم الجمعة 22/8/2014 تم عقد الاجتماع الأول للجنة المشتركة التركية السورية المنبثقة عن الجمعية التركية السورية (قيد التأسيس) بحضور الأستاذ محمد أمين مدير مكتب التشغيل في كيليس (işkor ايشكور)، وبحضور رئيس الجمعية عن الجانب السوري الأستاذ محمود داود ورئيس الجمعية عن الجانب التركي السيد سرحان ديار بكرلي، وبحضور الدكتور محمد عساف الذي قام بدور المترجم لكلا الطرفين.
وفي بداية الجلسة ألقى السيد محمد فاروق الإمام رئيس اللجنة الثقافية عن الجانب السوري كلمة موجزة جاء فيها:
الإخوة الأتراك الأعزاء هذا لقاؤنا الأول الذي نرجو أن يكون فاتحة خير ومحبة وتعاون لخدمة الإخوّة التركية السورية، التي كانت على الدوام تمثل تاريخاً مشتركاً يضرب جذوره في أعماق أعماق التاريخ، وشاهدنا مقامات الصحابة الأجلاء الذين يضم ثرى الأرض التركية مدافنهم، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر مقام الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري، الذي سقط شهيداً على أبواب القسطنطينية (اسطنبول) والتي فتحت فيما بعد على يد السلطان محمد الفاتح طيب الله ثراه.
ولعل من أهم موجبات تأسيس هذه الجمعية هي تمتين أواصر المحبة والتعاون بين السوريين الذين قصدوا الديار التركية، فراراً من براميل الموت وغاز السارين التي يمطرهم بها نمرود الشام بشار الأسد، وقد استقبلهم الإخوة الأتراك بكل الحب والود والترحيب، وقدموا لهم ما لم يقدمه لهم العديد من الأشقاء الأقربين، وليس لنا إلا أن نقدم الشكر والامتنان للشعب التركي المضياف، وللحكومة التركية النبيلة على حسن الاستقبال وحسن المعاملة امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "من لم يشكر الناس لا يشكر الله"..
وجرت في تلك الأثناء أنهار آسنة تريد تعكير صفو العلاقات الأخوية بيننا، كان مثيروها حفنة من أعداء الشعبين الشقيقين أو مندسين عملاء للنظام سواء كانوا أتراكاً أو سوريين، تطورت إلى اشتباكات وعمليات تخريب ما كنا نتمنى لها أن تحدث، وبالتالي زرعت بين الأطراف ثقافة الكره والحقد والثأر البغيضة.
وأمام هذه الحالة الشاذة كان لابد من التنادي لقيام هيئة من عقلاء الطرفين لوأد الفتنة واستئصالها، وترجمت تلك المناداة إلى تأسيس جمعية تركية سورية مهمتها الأولى إصلاح ذات البين وتناسي ما حدث بين الأتراك المضيفين والسوريين المضافين من سوء فهم ومشاحنات، وتمخضت الاجتماعات السريعة والمتكررة للنخب السورية والتركية والمهتمين بهذا الشأن إلى تأسيس جمعية رسمية مدعومة من الحكومة التركية، الأعضاء فيما بينها مناصفة بين الأتراك والسوريين، وتشكلت مكاتب وإدارات ذات اختصاص، وكان من بينها المكتب الثقافي الذي يجمعنا اليوم للتعارف وحصر المسؤوليات وتقديم ما لدى كل من الطرفين التركي والسوري من أوراق عمل لطرحها ومناقشتها وإقرارها.
وبعد انتهاء رئيس اللجنة من إلقاء كلمته التي لاقت ترحيباً وامتناناً من جانب الإخوة الأتراك، طرح السيد عبد الغني حمادة باسم اللجنة السورية ورقة العمل التي أعدتها اللجنة مقبلاً والتي تضمنت بعض المطالب التي لابد من أن يتحملها الجانب التركي، ورؤية اللجنة وطموحاتها المستقبلية وتضمنت الآتي:
1-إيجاد مقر للمكتب الثقافي مجهز بكل ما يلزم من (كمبيوترات) وطابعة وآلة نسخ ونت وتفرغ عدد من أصحاب الاختصاص لإدارة العمل يُتفق عليه.
2-جريدة أو نشرة نصف شهرية تطبع باللغتين التركية والعربية لتعريف المجتمعين السوري والتركي بأسلم الطرق الناجعة، التي لابد من التمازج بينها لتحقيق التواصل والتواد والمحبة والتعاون، والتعريف بعادات كلا المجتمعين والعمل على احترامها، ونخص بالذكر المجتمع السوري أن عليه واجب احترام عادات المجتمع التركي وخصوصيته لأنه هو الضيف والمجتمع التركي هو المضيف، إضافة إلى نشر نشاطات الجمعية وأهدافها واستقبال كل الاستفسارات والأسئلة من كلا الطرفين والإجابة عليها بكل شفافية. وتوزع لمنظمات المجتمع المدني والنوادي والمساجد والمستوصفات والدوائر الرسمية وفي الأسواق والمقاهي والمحلات العامة، وإنشاء صفحة فيسبوك يتداولها الأتراك والسوريون لمتابعة نشاطات المركز الثقافي في الجمعية والتعليق عليها.
3-طبع نشرات للتوعية بالعربي والتركي يتم توزيعها على المواطنين (سوريين وأتراك) في الأماكن العامة والتجمعات.
4-إقامة ندوات وإلقاء محاضرات وعقد أمسيات شعرية وأدبية مختلطة بين الأتراك والسوريين.
5-إقامة معارض فنية مشتركة تمثل الماضي والحاضر واستشرافات مستقبل العلاقات التركية السورية، وإبراز صورة التاريخ السوري التركي المشترك.
6-إقامة مسرحيات وتمثيليات معبرة عن الترابط بين الشعبين التركي والسوري.
7-تسهيل قيام السوريين بزيارات منتظمة للمتاحف والمراكز الثقافية التركية للتعرف على التاريخ التركي وحضارته وتنوع ثقافته، وعقد لقاءات دورية مع مدير المركز الثقافي في كيليس للاستفادة من خبرات الأتراك في هذا المجال.
8-تفعيل وتشجيع دور الترجمة التركية والعربية.
9- عقد دورات لتدريس اللغة التركية واللغة العربية.
10- تشجيع الطاقات الخلاقة والمبدعة المهتمة بالعلاقات السورية التركية من كلا الشعبين.
11-الاعتناء بالتراث الشعبي والحرفي لكلا الشعبين وإبرازه في معارض تقام لذلك.
12- إقامة حفلات فنية هادفة تبرز التراث الشعبي لكلا الشعبين.
13-إيجاد نادي ثقافي ومكتبة يرتادهما السوريون والأتراك.
وقد استقبل الإخوة الأتراك هذه المطالب بترحيب وتشجيع كبير.
وبعد المداولة المستعجلة قام الجميع بزيارة المركز الثقافي التركي لولاية كيليس حيث كان في مقدمة مستقبلينا مدير المركز الذي اصطحبنا إلى مكتبه العامر وغمر الجميع بحسن كرمه وضيافته ووعدنا بالتعاون وتقديم كل الخدمات التي من شأنها إنجاح المكتب الثقافي في الجمعية.