الجيران الطيبون !
الجيران الطيبون !
يوميات الصبر والمقاومة -2
أ.د. حلمي محمد القاعود
" الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم (التوبة : 97 ) .
المذابح والصمت !
صمت الأعراب على مذابح غزة التي وصلت حتى كتابة هذه السطور أكثر من ألف وثمانمائة شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين ، وأغلبيتهم الساحقة من المدنيين الأبرياء ، بالإضافة إلى ما يقرب من عشرة آلاف جريح ومصاب عدا آلاف البيوت المدمرة على امتداد القطاع من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه . لم ينطق الأعراب الذين يملكون المال والسلاح والقدرة السياسية – لو أرادوا - أن يوقفوا هذه المجازر، وأن يمنعوا تدمير البيوت والمدارس والمساجد ، ولكنهم جيران طيبون كما وصفهم اليهود النازيون الغزاة !
خرج واحد من الحكام الأعراب بعد أربعة وعشرين يوما من المذابح ليدين صمت العالم على مجازر غزة . شكر الله سعيكم يا طويل العمر ! فقد استنكر موقفكم وموقف بقية الأعراب ديفيد أرون ميللر، المفاوض الأمريكي السابق حين وجه إليكم اتهاما صريحا يقول فيه : "لم أر موقفا كهذا يقبل فيه هذا العدد الكبير من الدول العربية ضمنا موت غزة وتدميرها وضرب حماس".
كان موقف الحكام في أميركا اللاتينية الذين لا يرفعون راية الإسلام ولا حماية الأماكن المقدسة أكثر شرفا ونبلا وإنسانية من الحكام الأعراب ، حيث انتهى اجتماع زعماء البرازيل والأرجنتين وبوليفيا وفنزويلا والأوراجوي والباراجوي ، إلى إلغاء إتفاقية الميركسور للتعاون الإقتصادي مع الكيان الصهيوني .
فقهاء الأعراب
حكام أميركا اللاتينية سحبوا السفراء من تل أبيب ، وأدانوا المجازر من أول لحظة ، ونددوا بالقصف اليهودي الهمجي ، وقطع بعضهم العلاقات الدبلوماسية ، وخرج بعض رؤسائهم ليقودوا مظاهرات غاضبة ضد النازية اليهودية في فلسطين ، بينما فقهاء الأعراب يحرّمون المظاهرات ويصفونها بالغوغائية ، ويمجدون فتات المساعدات المالية التي لا تصل أبدا إلى ضحايا النازية اليهودية . بئس علماء السوء وفقهاء السلطان في كل زمان ومكان !
الأعراب سلطوا أبواقهم الكاذبة وقنواتهم العبرية الخائنة على المجاهدين الذين يقدمون دماءهم وأرواحهم فداء للأمة الإسلامية وللإسلام في غزة ؛ يخذّلون من جهادهم ويطعنونهم من الخلف في خسة غير مسبوقة ونذالة مكشوفة ويستضيفون العملاء والمرتزقة الذين لم يتورعوا عن المجاهرة بموالاة العدو النازي اليهودي المجرم ، ويتهمون المقاومة الإسلامية النبيلة باستفزاز الغزاة المجرمين للعدوان عليهم ! أخزاكم الله أيها الأعراب الخونة !
إنها الشمال
قال الأعمش عن إبراهيم قال : جلس أعرابي إلى زيد بن صوحان وهو يحدث أصحابه ، وكانت يده قد أصيبت يوم نهاوند ، فقال الأعرابي : والله إن حديثك ليعجبني ، وإن يدك لتريبني فقال زيد : ما يريبك من يدي ؟ إنها الشمال . فقال الأعرابي : والله ما أدري ، اليمين يقطعون أو الشمال ؟ فقال زيد بن صوحان صدق الله : ( الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله )
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا سفيان ، عن أبي موسى ، عن وهب بن منبه ، عن ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من سكن البادية جفا ، ومن اتبع الصيد غفل ، ومن أتى السلطان افتتن " .
رواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي من طرق ، عن سفيان الثوري ، وقال الترمذي : حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث الثوري .
يقول ابن كثير : ولما كانت الغلظة والجفاء في أهل البوادي لم يبعث الله منهم رسولا وإنما كانت البعثة من أهل القرى ، كما قال تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ) [ يوسف : 109 ] .
تعزيز الحصار
فضائح الأعراب في زماننا جاءت على لسان الغربيين الذي لايشهدون الشهادتين ولا يقيمون الصلاة ، ولاعلاقة لهم بحماس . يقول مراسل صحيفة "الجارديان" في القاهرة باتريك كينجزلي : إن قرار مصر الوقوف إلى جانب إسرائيل في حربها على غزة كلف القطاع الفلسطيني الكثير، وأدى إلى تعزيز الحصار وفشل المفاوضات حول المبادرة المصرية.
وبدأ كينجزلي مقاله بالقول: "في الأسبوع الماضي، غادرت قافلة مساعدات طبية من مصر إلى غزة، ولكنها أوقفت على معبر رفح، ومنعها الجنود المصريون من الدخول، وعرف منظمو الحملة أنهم سيتعرضون للمنع، ولكن الحملة كانت جزءا من الخطة".
ويقول ديفيد كيرباتريك مراسل صحيفة نيويورك تايمز إنه "قبل عامين تقريبا عندما هاجمت إسرائيل غزة وجدت نفسها تتعرض للضغط من كل الأطراف والجيران العرب لوقف القتال ولكن ليس هذه المرة".
ويضيف "بعد الانقلاب العسكري على الحكومة الإسلامية في القاهرة العام الماضي تقود مصر تحالفا جديدا من الدول العربية- يضم السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن، وقف بشكل فعلي مع الكيان الصهيوني ضد حماس، الحركة الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة، وهو ما أسهم في فشل اللاعبين في الحرب للتوصل لوقف إطلاق النار بعد أكثر من 3 أسابيع من الحمام الدموي".
صلاة استخارة!
كان الأعراب ينتظرون تدمير غزة وسحق حماس العربية المسلمة في الأيام الأولى وظلوا يترقبون تحقيق حلمهم الشرير ليكافئوا العدو اليهودي المجرم ماديا ومعنويا ، ومن الطرائف أن أحد الأعراب التقى مع وزير خارجية العدو في باريس و عرض عليه تمويل الحملة العسكرية ضد حماس . فماذا فعل ليرد على هذا النبأ الصاعق ؟ كتب على حسابه الشخصي يخبرنا أنه صلى صلاة استخارة ليرد أو لا يرد ، واقتنع بعدم الرد ّبحثا عن الأجر والثواب وغفران الذنوب ! ياله من تقي شديد التقوى ! ولاندري هل استخار وهو يدعم السفاح بشار الأسد وفرنسا التي تحارب المسلمين في مالي وإفريقية الوسطى وأعداء الحرية والإسلام في مصر وليبيا واليمن وتونس ؟
مثقفو العسكر
الجيران الطيبون –حفظا لماء الوجه - أوعزوا إلى كتاب البيادة ومثقفي العسكر –وأغلبهم شيوعي أو شبيه بالشيوعي – ليصدروا بيانا يندد بالعدوان اليهودي المجرم بعد أن بدأ العدو يجرّ دباباته بعيدا عن غزة الدامية الرائعة التي صمدت قرابة شهر وهي شامخة أبية مسلمة مقاتلة!
أيها الجيران الطيبون لا بد أن يأتي يوم تدفعون فيه الثمن ، وعسى أن يكون قريبا إن شاء الله!