هل السيدة مريم هي زوجة الرب.. أم هي عشيقته.. أم هي أمته

د. موفق مصطفى السباعي

هل السيدة مريم هي زوجة الرب..

أم هي عشيقته.. أم هي أمته؟؟!!!

د. موفق مصطفى السباعي

[email protected]

الجزء الأول

جاءني أحدهم من أهل الكتاب .. غاضباً .. متجهم الوجه .. ويتكلم بحدة .. وعصبية .. وتشنج .. قائلاً :

لماذا أنتم المسلمون تعتبرون أنفسكم .. كأنكم أوصياء على دين الله ؟؟؟!!!

تنظرون إلى غيركم .. نظرة تكبر .. وغطرسة .. واستعلاء !!!

وتعتبرون أن دينكم .. هو الدين الوحيد المقبول عند الله .. وأن كل البشر غير المسلمين .. هم كفار .. ومأواهم جهنم خالدين فيها !!!

لماذا هذه النظرة الفوقية .. والعصبية .. للآخرين ؟؟؟!!!

من أنتم أيها المسلمون .. حتى تتعاملوا مع الآخرين هذه المعاملة السيئة .. الحاقدة عليهم ؟؟؟!!!

قلت له :

على رسلك .. يا صاحبي .. يا أخي في الإنسانية !!!

هل تريد أن تسمعني بإنصات .. وبتأمل .. وتفكير واسع ..

لأعرض عليك جملة من الحقائق عن الوجود .. والرب المعبود .. ورسله .. ودينه .. بشكل منطقي .. عقلاني .. بعيد عن التزمت .. والعصبية .. والعنصرية .. مع الإستدلال ببعض الآيات القرآنية .. الربانية .. الخالدة .. الثابتة .. ثبات هذا الكون !!!

قال:

هات ما عندك .. وأنا أسمعك .. وكلي آذان صاغية !!!

بادئ ذي بدء .. أحب أن ألفت نظرك – يا صاحبي - إلى أن المصيبة الكبيرة التي تقع بين أفراد البشرية جميعاً هي :

سوء الفهم بين المتحاورين ، وضعف اللغة ، وتأويل الكلام .. بشكل مخالف لما يتضمنه من معاني ، وتفسير بعض الأمور بشكل خاطئ .. سواء كان عن قصد .. أو بدون قصد ، والإعتماد على روايات باطلة أو ضعيفة .. للإستدلال على صحة ما يعتقده .. أو يؤمن به .. أو يقوله !!!

الحقيقة الأولى :      وجوب .. وفرضية الإيمان بصفات الله تعالى .. وأسمائه الحسنى .. التي تؤهله كي يكون الإله الواحد .. الأحد .. المسيطر والمهيمن على الكون ( الأرض والسموات ) !!!

وأهم صفة لله تعالى .. أنه واحد لا شريك له .. لا ابن له ولا زوجة ، ولم يلد ولم يولد .. ولم يحل في أي كائن بشري !!!

وبدونها ، لا يمكن لأي عقل بشري .. أن يقبل .. ويقتنع به ..كإله .. مهيمن ..ومسيطر على الكون !!!

وهذا ما يؤكده القرآن الكريم :

لَوْ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ       سورة الأنبياء آية 22

والمنطق يقول : طالما أنه إله قادر مقتدر ، خالق الكون .. وجميع المخلوقات التي فيه ، وإذا أراد أن يفعل أي أمر لا يحتاج منه إلا أن يقول له : كن ، فيكون !!!

فما فائدة الولد .. أو الشريك له ؟؟؟

إن الإنسان يحتاج إلى الولد .. لأنه ضعيف .. فيحتاج إلى من يساعده .. وخاصة حينما يكبر ويهرم !!!

ولديه غريزة .. أودعها الله تعلى فيه ، بحبه ، ورغبته في حصوله على الولد !!!

وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم :

ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۖ     سورة الكهف آية 46

 أما الله تعالى فهو قوي عزيز ، أبدي سرمدي ، حي لا يموت ، ولا تأخذه سنة .. ولا نوم !!!

ومبرأ من الغرائز البشرية !!!

لَيْسَ كَمِثْلِهِۦ شَىْءٌۭ ۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ    سورة الشورى آية 11

علاوة على أن أي ملك بشري .. يرفض أن يشاركه في ملكه وحكمه أحد ، حتى ولو كان إبنه .. بالرغم من ضعفه .. وتعرضه للمرض .. والموت !!!

فكيف يُقبل عقليا أن يكون لله شريك ؟؟؟!!!

الحقيقة الثانية :        أن الله تعالى أرسل جميع الرسل .. من لدن آدم .. إلى محمد صلوات الله عليهم جميعا .. برسالة واحدة ، وعقيدة واحدة ، وهي الدعوة إلى عبادة الله .. وحده لا شريك له !!!

ماعدا الشريعة ، التي  كانت مختلفة من رسول إلى رسول .. حسب متطلبات البيئة التي أرسل إليها الرسول. .

وطالما أن الله .. واحد .. فمن المنطق .. أن يكون جميع الرسل .. يحملون رسالة واحدة ، ودين واحد .. وأوامر واحدة .. ثابتة .. تدعو إلى عبادته وحده دون سواه .

حتى في حالة الملك البشري .. الضعيف .. العاجز !!!

هل يُتصور عقلا .. ومنطقاً ..أن يرسل إلى شعبه .. رسائل مختلفة .. ومتناقضة ..  واحدة .. تأمرهم بطاعته .. وأخرى بطاعة شريكه .. أو نائبه الوهمي ؟؟؟!!!

فمن باب أولى .. ألا يُتصور عقلا .. ولا منطقاً .. أن يكون ملك الملوك .. ورب العالمين .. يرسل رسائل متعاكسة .. مضطربة .. مختلفة !!!

واحدة تدعو إلى عبادته وحده لا شريك .. ولا ند له .. ورسالة أخرى .. تدعو إلى عبادة شريكه .. أو إبنه الوهمي .. المزيف ؟؟؟!!!

وحقيقة الرسالة الواحدة التي أرسلها الله عز وجل .. إلى جميع الرسل هي :

رسالة الإسلام .. الذي هو عبارة عن  مصدر لفعل .. هو أسلم .. بمعنى خضع .. واستسلم .. وليس إسماً!!!

وبما أن الله هو الخالق .. وهو رب العالمين .. والمنعم عليهم بنعم لا تعد .. ولا تحصى !!!

فمن حقه الطبيعي .. المنطقي أن يحدد الدين الذي يريده .. وطبيعة العبادةالتي  يطلبها منهم جميعا !!!

ومن المنطقي أن يطلب منهم جميعاً .. بلا إستثناء ..  الخضوع .. والإستسلام له .. كنوع من أداء الشكر ، له على ما أنعم عليهم!!!

والخضوع .. والتذلل لله وحده .. هو تكريم للعبد الخاضع .. وتشريف له .. مما يجعله .. ممتنعاً عن الخضوع .. والتذلل للعبيد !!!

وهذا ما جاء في كتاب الله :

وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ    سورة الذاريات آية 56

من فضلك تابع قرءاة بقية الحقائق .. في الجزء الثاني .. للأهمية القصوى !!!

الجزء الثاني 

الحقيقة الثالثة : بالرغم من أن الله تعالى يطلب من جميع عبيده .. الخضوع والإستسلام له .. وعبادته وحده .. لا شريك له !!!

إلا أنه لم يقهرهم .. ولم يجبرهم على عبادته !!!

بل ترك لهم حرية الإختيار .. ليختاروا الطريق الذي يريدوه .. بعد أن بين لهم .. عن طريق الرسل جميعاً!!!

أن الذي يسير في طريق عبادته وحده .. ولا يشرك معه أحداً !!!

يكون مستسلماً له .. وبالتالي يُعتبر مسلماً .. ومؤمناً .. وعاقبته في الآخرة .. الفوز بالجنة!!!

بينما الذي يسير في طريق الشيطان .. ويعصيه .. ويشرك معه إلهاً  آخر .. أو ألهة أخرى ( الأب .. والإبن .. وروح القدس ) وأخواتها !!!

يُعتبر مستنكفاً .. ومستكبراً .. وكافراً بالله وحده .. وبالتالي عاقبته في الآخرة .. جهنم !!!

هذا تحليل منطقي بشري .. وليس أمر رباني فقط !!!

والهدف من هذا التخيير كله هو :

تمييز الخبيث من الطيب .. والشرير من الصالح .. وإبتلاء الناس .. وإختبارهم !!!

وهذا ما يتوافق مع قواعد المنطق .. التي تتطلب التمييز بين الناس !!!

  فلو جعلهم صاغرين .. مقهورين .. مسيرين .. لكانوا كلهم نسخة واحدة مكررة .. لا إختلاف بينها !!!

وتصبح الحياة .. مستنقعاً آسناً .. لا تنافس بين الناس .. ولا تسابق إلى الخير .. أو الشر .. وهذا مناقض لهدف الحياة .. الذي بينه خالق الحياة !!!

ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَوٰةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًۭا ۚ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفُورُ ﴿٢﴾    سورة تبارك

وهذا ما عبر عنه تعالى بخصوص التخيير .. في قوله :

فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ   سورة الكهف آية 29

إِنَّا هَدَيْنَـٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًۭا وَإِمَّا كَفُورًا      سورة الإنسان آية 3

إنها حرية كاملة .. ومطلقة للإنسان .. ليختار ما يشاء من الطريق .. دون أي تقييد .. ولا حجر !!!

وفي الآخرة .. هو الذي يتحمل مسؤولية إختياره !!!

فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًۭا يَرَهُۥ ﴿٧﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍۢ شَرًّۭا يَرَهُۥ ﴿٨﴾     سورة الزلزلة

الحقيقة الرابعة : أن الله تعالى خلق المخلوقات في هذا الكون .. على خمسة أصناف :

1-      الجمادات : وهي الأرض والسموات .. وهذه خاضعة .. ومستسلمة .. وصاغرة لأمر الله كليا .. وليس لها اختيار في التنفيذ .. وتسير بإنتظام دقيق !!!.

2-    الملائكة : وهي أيضاً خاضعة .. وصاغرة .. ومستسلمة لعبادة الله وطاعته وحده ، تسبحه ، وتمجده ، وليس لديها شهوات لتعصي الله !!!

3-    الشيطان : وهو عكس الملائكة تماماً .. بدأ حياته بمعصية  الله .. حينما أمره بالسجود لآدم .. فرفض السجود .. ومن ثم كرس حياته للغواية .. وإضلال البشر .. وإبعادهم عن طريق الله .. وتحريضهم على الشرك به .. وعبادة آلهة أخرى !!!

4-    الحيوان : وهو كتلة من الشهوات .. والغرائز المادية .. ولكنه خاضع .. ومستسلم لأمر الله تلقائياً .

5-    الإنسان : وهو أشرف المخلوقات طراً .. جمع الله فيه .. كل صفات المخلوقات السابقة .. وجعل المخلوقات كلها في خدمته .. تكريماً له .. وجعل له الحرية المطلقة .. لإختيار الطريق الذي يريده .. فحينما يؤمن بالله الواحد .. ويستسلم لدينه - الإسلام – يصبح أفضل من الملائكة !!!

وحينما يكفر بالله .. ويشرك به أحد مخلوقاته .. ويرفض اتباع دينه الحنيف – الإسلام – يصبح أشر .. وأسوأ من الشيطان .. ومن الحيوان !!!

وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلْأَنْعَـٰمُ وَٱلنَّارُ مَثْوًۭى لَّهُمْ ﴿١٢﴾       سورة محمد

الحقيقة الخامسة : جريمة الشرك بالله .. والإعتقاد بأن له إبن أو زوجة !!!

هي من الموبقات الكبيرة .. على وجه الأرض .. والجرائم الفظيعة بحق الله .. الجليل .. العظيم .... والتي لا تُغتفر إطلاقاً !!!

ومنطقياً .. وعقلياً .. هو إساءة .. وإهانة كبيرة ..لله تعالى .. وتشكيك في قدرته المطلقة !!!

إذ أن الملك البشري الضعيف .. يرفض أن يكون له شريكا في ملكه .. ولو كان ابنه أو زوجته .. فكيف بملك الملوك .. وخالق الكون القدير .. المقتدر .. يرضى .. ويقبل أن يكون له شريكاً في ملكه !!!

وهذا ما عبر عنه الله تعالى في كتابه :

وَإِذْ قَالَ لُقْمَـٰنُ لِٱبْنِهِۦ وَهُوَ يَعِظُهُۥ يَـٰبُنَىَّ لَا تُشْرِكْ بِٱللَّهِ ۖ إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌۭ   سورة لقمان آية 13

وَقَالُوا۟ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَدًۭا ﴿٨٨﴾ لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْـًٔا إِدًّۭا ﴿٨٩﴾ تَكَادُ ٱلسَّمَـٰوَ‌ ٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلْأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدًّا ﴿٩٠﴾ أَن دَعَوْا۟ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدًۭا ﴿٩١﴾ وَمَا يَنۢبَغِى لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴿٩٢﴾ إِن كُلُّ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَ‌ ٰتِ وَٱلْأَرْضِ إِلَّآ ءَاتِى ٱلرَّحْمَـٰنِ عَبْدًۭا            سورة مريم

إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِۦ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَ‌ ٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفْتَرَىٰٓ إِثْمًا عَظِيمًا               سورة النساء  آية 48

الحقيقة السادسة : خرافة .. وأكذوبة .. أن الله ضحى بولده المزعوم .. لتطهير عبيده من الرجس .. والدنس .. والذنوب .. والمعاصي !!!

وهنا يطرأ سؤال منطقي .. وبريئ :

أليس لله القدرة المطلقة على أن يفعل ما يشاء .. ويقول للشئ كن فيكون !!!

إذا كان الجواب : نعم .

فهل يقبل العقل .. والمنطق .. أن يضحي الرب .. بإبنه طالما أنه يقدر على المغفرة .. والمسامحة  .. بدون أن يعرضه للعذاب .. والقتل .. والصلب .. خاصة وأنه موصوف بالرحمن .. الرحيم .. فكيف يتسق منطقياً أن يرحم عباده .. ولا يرحم إبنه المزعوم ؟؟؟

أليس الأقربون أولى بالمعروف .. وأن يرحم إبنه .. أولى من أن يرحم عبيده ؟؟؟

وإما أن الرب ليس له القدرة المطلقة .. وفوقه قدرة أكبر تجبره ، وتلزمه بأن يضحي بإبنه لأجل العبيد الآخرين !!!

وفي مثل هذه الصورة المشينة للرب .. التي تصوره بالعجز .. والضعف !!!

هل يقبل ذووا الألباب .. أن يعبدوا .. أو يحترموا .. مثل هذه الإله العاجز .. الضعيف ؟؟؟!!! – تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً –

الحقيقة السابعة : هل يقبل العقل .. أن يتصور .. أو أن يقتنع .. أن مادة الإبن .. تختلف كلياً عن مادة الأب؟؟؟!!!

فإذا كان يسوع .. المسيح .. عيسى بن مريم .. إبناً لله – كما يزعمون - !!!

فالمفروض منطقيا .. وعقلياً .. أن تكون مادة المسيح .. هي نفس مادة الله .. وليس مادة بشرية!!!

أليس كذلك ؟؟؟!!!

وبما أن الله تعالى .. ليس من البشر .. ولا يشبه البشر .. ولا تدركه الأبصار .. ولا يستطيع أحد من البشر رؤيته !!!

فيجب أن يكون الإبن أيضاً من جنس الله .. لا تدركه الأبصار .. ولا تراه العيون !!!

لو جاءك من يخبرك أن إمرأة ولدت خروفاً .. أو فأراً .. أو العكس شاة ولدت بشراً !!!

هل تصدق هذا .. ويقبل العقل السليم هذا الخبر الإفتراضي ؟؟؟!!!

مع العلم أن مادة البشر مشابهة إلى حد كبير .. لمادة فصيلة الحيوانات .. وخاصة في المرحلة الجنينية !!!

إذن كيف تصدق أن السيدة مريم .. قد ولدت إلهاً .. أو إبنا لله .. وخرج من فرجها .. ملوثاً بالدماء وماء المشيمة .. وأخواتها ؟؟؟!!!

هل يقبل أي إنسان .. ولو فيه مثقال ذرة من العقل .. أن يصدق هكذا حتوتة أسطورية .. خرافية .. عن خروج إله  من فرج إمرأة بشرية !!!

ثم يقبل أن يعبده ؟؟؟!!!

الجزء الثالث والأخير

يجب قراءة الجزئين الأوليين لفهم هذا الجزء

الحقيقة الثامنة :  إذا أردنا أن نصدق هذه الفرضية .. الخيالية .. الأسطورية .. أن يسوع المسيح هو إبن الله !!!

السؤال المنطقي .. والعقلاني يقول :

كيف نتج هذا الولد .. وعن أي طريق ؟؟؟!!!

علماً بأن البشرية منذ نشأتها .. وإلى اليوم لا تعرف إلا طريقين إثنين لا ثالث لهما لإنتاج الولد :

إما الزواج .. وإما السفاح أو الزنى !!!

إذا كان عن طريق الزواج : فهل الله تبارك وتعالى .. قد تزوج السيدة مريم ؟؟؟!!!

وأين تم هذا الزواج ؟؟؟!!!

أفي السماء .. أم في الأرض ؟؟؟!!!

ومن الذي شهد هذا الزواج .. واحتفل به ؟؟؟!!!

وإن لم يكن بالزواج !!!

معنى ذلك أن الله تبارك وتعالى .. قد زنى .. أو اغتصب السيدة مريم – تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً - ؟؟؟!!!

وأين تم هذا الزنى ؟؟؟!!!

أفي السماء .. أم في الأرض ؟؟؟!!!

وقد يبادر المؤمنون بفرضية : يسوع المسيح بن الله .. ويقولون إنه :

إنه نتج .. لا عن طريق الزواج .. ولا الزنى !!!

وإنما هو :

كلمة الله .. وروح منه .. ألقاها إلى السيدة المباركة مريم !!!

والجواب المنطقي .. اللغوي يقول :

إذن هذا إدانة لكم .. بأنه ليس إبن الله .. وإنما هو عبد لله !!!

نتج عن طريق كلمة لله .. التي تقول : للشئ .. كن .. فيكون !!!

وأن كلمة الله .. شئ .. وإبن الله .. شئ آخر .. لا تشابه بينهما .. ومختلفتان إختلافاً كبيراً!!!

وقد وضح الله تعالى ذلك في كتابه العزيز :

إذْ قَالَتِ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ يَـٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍۢ مِّنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًۭا فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٥﴾

قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِى وَلَدٌۭ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌۭ ۖ قَالَ كَذَ‌ ٰلِكِ ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ ۚ إِذَا قَضَىٰٓ أَمْرًۭا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٧﴾

وَجِئْتُكُم بِـَٔايَةٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿٥٠﴾ إِنَّ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ ۗ هَـٰذَا صِرَ‌ ٰطٌۭ مُّسْتَقِيمٌۭ ﴿٥١﴾     سورة آل عمران

والمسيح نفسه .. يقر ، ويعترف بأنه عبد الله .. وليس إبنه :

قَالَ إِنِّى عَبْدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِىَ ٱلْكِتَـٰبَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّۭا ﴿٣٠﴾   سورة مريم

 ذَ‌ ٰلِكَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ ٱلْحَقِّ ٱلَّذِى فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿٣٤﴾ مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍۢ ۖ سُبْحَـٰنَهُۥٓ ۚ إِذَا قَضَىٰٓ أَمْرًۭا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ﴿٣٥﴾ وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ ۚ هَـٰذَا صِرَ‌ ٰطٌۭ مُّسْتَقِيمٌۭ ﴿٣٦﴾     سورةمريم

وإذا أردنا أن نعتبر أن كلمة الله .. هي إبنه !!!

فالمفروض أن نعتبر أن آدم .. هو إبنه أيضاَ !!!

فهو نتج من غير أب .. ولا أم !!!

فلماذا لا يكون آدم .. إبن الله .. وحواء إبنته أيضاً ؟؟؟!!!

وقد رد الله تعالى .. في كتابه العزيز .. على هؤلاء البلهاء .. المعتوهين .. المخرفين :

إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ ۖ خَلَقَهُۥ مِن تُرَابٍۢ ثُمَّ قَالَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ      سورة آل عمران  آية 59 .

وقد سأل الله تعالى المسيح .. فيما إذا دعا الناس إلى عبادته !!!

فكان جوابه :

وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يَـٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ءَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِى وَأُمِّىَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَـٰنَكَ مَا يَكُونُ لِىٓ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِى بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُۥ فَقَدْ عَلِمْتَهُۥ ۚ تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلَآ أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـٰمُ ٱلْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَآ أَمَرْتَنِى بِهِۦٓ أَنِ ٱعْبُدُوا۟ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًۭا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِى كُنتَ أَنتَ ٱلرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾       سورة المائدة

الحقيقة التاسعة :    خرافة حلول الله تعالى في المسيح عيسى بن مريم .. أو ما يسمونه : حلول اللاهوت في الناسوت !!!

هل يتقبل العقل والمنطق .. أو أن يصدق .. أن الجمل يستطيع أن يلج في سم الخياط  ( يدخل في ثقب إبرة الخياطة ) ؟؟؟!!!

فكيف إذن يصدق أن الله جل جلاله .. الكبير المتعال .. الذي كرسيه لوحده يسع السموات والأرض .. ينحشر .. وينكمش .. ويدخل في جسم المسيح البشري ؟؟؟!!!

وهنا يأتي سؤال خطير :

ما الذي حصل للكون بعد أن انحشر رب الكون في هذا الجسم البشري ؟؟؟!!!

هل يمكن لخالق الكون .. أن يستمر في إدارة الكون .. وهو محشور في جسم بشري ؟؟؟!!!

وهنا لدينا إحتمالان :

1-      إما أن الكون يدير نفسه بنفسه .. وهذا هو مفهوم الإلحاد ( إنكار وجود الخالق ) !!!

2-      أو أن ثمة إله آخر بقي يدير الكون .. أثناء انحشار هذا لإله المزيف في داخل جسم المسيح !!!

الحقيقة العاشرة :   أكذوبة أن الحب .. والصفح .. والعفو .. والمغفرة .. كافية لتجعل البشر يعيشون بسلام .. وأمان .. وبدون جرائم !!!

هذا كلام نظري .. مثالي .. خيالي !!!

الواقع العملي يكذبه.. ودساتير دول العالم التي تتضمن قوانين العقوبات تكذبه  .. والطبيعة البشرية تكذبه .. وتؤكد أنها لا يمكن أن تسير بدون نظام الثواب .. الذي يرغب .. ويشجع الطيبين .. على عمل الخير .. بينما نظام العقاب .. يردع الأشرار .. ويحمي البشرية جمعاء من شرورهم !!!

وهذا ما بينه خالق البشر .. والخبير بطبيعتهم .. في كتابه الكريم :

وَلَكُمْ فِى ٱلْقِصَاصِ حَيَوٰةٌۭ يَـٰٓأُو۟لِى ٱلْأَلْبَـٰبِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ           سورة البقرة  آية 179

الحقيقة الحادية عشرة :    الفرق الكبير بين المسلمين .. وغير المسلمين !!!

المسلمون : يؤمنون بالله .. وملائكته .. وكتبه .. ورسله جميعاً .. دون تفريق بين أحد منهم .. ويحبونهم جميعاً .. ويعتزون بهم .. ويتسمون بأسمائهم – بما فيهم .. عيسى وموسى ويعقوب ومريم وسارة . ويريدون الخير .. والهداية لكل البشر .. ويدعونهم إلى الإسلام بالحسنى .. فإن أبوا .. لا يكرهونهم .. ولا يعادونهم .. ولا يحقدون عليهم .. ولا يجبروهم على إعتناق الإسلام!!!

ومما يؤكد صحة هذا الكلام .. هو استمرار وجود النصارى .. واليهود .. ومعابدهم في بلاد المسلمين  إلى اليوم !!!

بينما غير المسلمين .. لا يؤمنون بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم .. ولا بالقرآن .. ويشركون مع الله آلهة أخرى .. ويبغضون المسلمين .. ويحقدون عليهم .. ويسبون رسولهم .. ويسخرون منه .. ومن القرآن .. ويتهمونه بأنه هو الذي ألف القرآن .. ويبذلون كل جهدهم للتخلص من المسلمين .. والقضاء عليهم !!!

وهذا هو تقرير الله تعالى .. الذي لا يحابي أحدا من خلقه .. على حساب آخرين !!!

يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ بِطَانَةًۭ مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًۭا وَدُّوا۟ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَ‌ ٰهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ... ﴿١١٨﴾ هَـٰٓأَنتُمْ أُو۟لَآءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِٱلْكِتَـٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوٓا۟ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْا۟ عَضُّوا۟ عَلَيْكُمُ ٱلْأَنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ ۚ ... ﴿١١٩﴾ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌۭ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌۭ يَفْرَحُوا۟ بِهَا ۖ ...  ﴿١٢٠﴾   سورة آل عمران

والحروب الصليبية التي دامت مائتين سنة .. وإعدام المسلمين جميعاً .. وتعذيبهم عن طريق محاكم التفتيش في الإندلس .. بعد سيطرة النصارى عليها .. وتغيير إسمها إلى أسبانيا .. واستمرار إستعمار النصارى واليهود لبلاد المسلمين .. منذ القرون الوسطى .. وحتى اليوم .. بكافة أنواعه .. العسكري .. والإقتصادي .. والفكري .. أكبر شاهد .. وتأكيد على  صحة هذا الكلام !!!