حقيقة الدعوة النَّبويَّة بين الرؤية العلمانية والرؤية الإسلامية
حقيقة الدعوة النَّبويَّة
بين الرؤية العلمانية والرؤية الإسلامية
محمد أفقير(صهيب)
باحث في تاريخ الإسلام
يتّسم العصر الحديث بتحكم المادية في تفكير الناس وفي سلوكهم، والمادية تنكر القيم الروحية التي تمثل جوهر الدين؛ حب الله تعالى ورسوله والمؤمنين، حلاوة الإيمان، الرحمة والبذل والإيثار، وكل ما يشيع في كيان الإنسان من الأذواق الربانية، والعواطف الإنسانية نحو الفرد والمجتمع والناس أجمعين. وأخطر ما في المادية أنها تثير وتقصد شهوات الناس التي تميل إلى الملذات وإلى المحسوسات، وقد بين الله هاته النوازع النفسية في قوله تعالى: Cكَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الآخِرَةَB([1])، وقال جلّ من قائل: Cإِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاًB([2]).
إن المادية تنكر على الدين الدعوة إلى الإيمان بما وراء الطبيعة؛ الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والحساب والجنة والنار والبرزخ، وكل ما لا يقع في مجال المدركات الحسية التي هي عمدة وأساس العقل المادي، في الحكم على الأحداث وقبولها أو رفضها. أي أن المادية تغرق الناس في المحسوسات ليتخذوا من المادة دينا وينصرفوا عن الدعوة/ الدين. وهذا منهج الاستشراق الغربي وكل من تأثر به، لهذا كانت رؤيتهم للدعوة على نحو مغاير للمسلمات الإسلامية. وهاته خلاصة لبعض الأفكار الاستشراقية والعلمانية حول الدعوة:
رأى المستشرق بروكلمان/ Karl BROCKELMANN (ت1956م) أن النبوة عبارة عن تأملات داخلية شخصيَّة، وأن الدعوة عبارة عن حركة احتجاج اجتماعية الغاية منها تغيير الأوضاع السياسية والاقتصادية والسيطرة على بلاد العرب. ورأى رودنسون/ RODENSSON(ت1425ه/ 2004م) أن الأفكار العقيدية الدّعوية التي جاء بها النبي ذات مرجع سياسي واجتماعي. إذن، هما يتفقان على أن النبي الأمين لم يكن نبيّاً مرسلاً، إنما هو مصلح اجتماعي ورجل ثوري، جاء بعقيدة وشريعة محكمة تمكن من خلالها من تحقيق نتائج كبيرة. وهذان نموذجان للاستشراق الغربي، الذي اعتمد مناهجا خاصة أفضت إلى قصر الدعوة على الجانب الاجتماعي والاقتصادي، وأقصت الغيب والوحي والنبوة. وسنجد ترديد صدى هذا الأمر لدى العلمانيين([3]) العرب المعاصرين، المتأثرين بالمناهج المادية الاستشراقية كطه حسين(ت1393هـ/ 1973م)، وعبد الرحمن الشرقاوي(ت1987م)، وأحمد عباس صالح، وحسين مروة(ت1987م). فهم وإن كانوا لا ينكرون النبوَّة، إلا أنهم يعتبرون الباعث الحقيقي للدَّعوة هو تغيير الواقع الاقتصادي والاجتماعي بالجزيرة العربية وبالعالم كله، من خلال الثّورة والانقلاب على الأغنياء، حسبما يرون. ولهذا كان أتباع الدَّعوة هم المستضعفون والعبيد والموالي، وكان أعداؤها هم الأغنياء. على اعتبار أنَّ الصِّراع الطبقي، في نظرهم، هو العامل الأساسي المحرك للدعوة والدولة.
بكلمة، فهؤلاء الدارسون العرب تلقّوا تأثيرات غربية مضادة للمصادر الإسلامية([4])، أوصلتهم إلى نتائج لا تنسجم مع البديهيات الدينية. كما يقرر عماد الدين خليل. فهو يرى أنه "ليس بمقدور الحسّ أو العقل أن يدلي بكلمته في السيرة النبوية ـ إلّا بمقدار. وتبقى المساحات الأكثر عمقا وامتدادا، بعيدة عن حدود عمل الحواس وتحليلات العقل والمنطق"([5])، معللا ذلك بأن المستشرق والمتغرب "من خلال رؤيته الخارجية، وتغرّبه، يمارس نوعا من التكسير والتجريح في كيان السيرة ونسيجها، فيصدم الحسّ الديني، ويرتطم بالبداهات الثابتة"([6]). ويضيف: "وهو من خلال منظوريه العقليّ والوضعيّ يسعى إلى فصل الروح عن جسد السيرة، ويعاملها كما لو كانت حقلا ماديا للتجارب والاستنتاجات، وإثبات القدرة على الجدل"([7]). ومن هذا المنطلق النقدي لمواقف أولئك، فماهي بواعث الدَّعوة وما غاياتها الحقيقية من وجهة نظر إسلامية؟.
فمن وجهة نظر إسلاميَّة، الدَّعوة إلى الله دعوة لعقل ووجدان الإنسان، ليفهم ويعي حقيقة وجوده، مخلوقا قائماً بين يدي الله، مستخلفاً في الأرض لغاية العبادة والإعمار، ليلقى موعوده الجميل في الجنة إن آمن وأحبّ وأطاع وجاهد في الله حق جهاده بكل ما يعنيه الجهاد من معاني الإحسان والعمل الصَّالح([8]).
بهذا المعنى، تكون كل الرسالات السماوية باختلاف شرائعها تهدف إلى تحقيق غاية الوجود الإنساني: توحيد الله وإفراده بالربوبية والعبودية، والإحسان في العبادة وإعمار الأرض بالقسط. "ومعنى التوحيد الّذي جاءت به كل الرُّسل، إثبات الألوهية لله وحده، بأن يشهد أن لا إله إلا الله: لا يعبد إلا إياه، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يوالي إلاّ له، ولا يعادي إلا فيه، ولا يعمل إلا لأجله"([9])، وذلك يتضمن إثبات ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات. قال تعالى: Cوَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُB([10]) وقال سبحانه: Cوَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونB([11]) وأخبر عن كل نبي من الأنبياء أنه دعا الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له. قال عز من قائل: Cوَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَB([12]).
فرسل الله وأنبياؤه من أولهم إلى خاتمهم، بعثوا لدعاء الخلق إلى توحيد الله والتعبد له بالتزام الشرعة والمنهاج النبوي. لقد دعت الرّسل أقوامها إلى شهادة: لا إله إلا الله، والعمل بمقتضاها. يقول ابن تيمية (ت728هـ/ 1328م): "لا إله إلا الله: هي كلمة التَّوحيد، التي اتفقت عليها كلمة الرُّسل صلواتُ الله وسلامه عليهم أجمعين، بل هي خُلاصة دعواتهم وزبدة رسالاتهم، وما من رسول منهم إلا جعلها مُفْتَتَح أمْره، وقطْبَ رحَاهُ، فإذا قالوها فقد عَصَموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها، وحسابُهُم على الله عز وجل"([13]).
هذه الغاية العظمى للدَّعوة مبثوثة في القرآن الكريم من أوله إلى آخره، فضلا عن السنة النبوية الشريفة، فمن القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى: Cلِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَB([14]). وقوله عز من قائل: Cلِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَB([15]). وقوله عز وجل: Cيَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌB([16]). وقال ابن كثير(ت774هـ/ 1373م): "والمقصود أن الله تعالى بعث محمدًا على فترة من الرُّسل، وطموس من السبل وتغير الأديان، وكثرة عبادة الأوثان والنيران والصلبان، فكانت النعمة به أتم النعم، والحاجة إليه أمر عَمَم، فإن الفساد كان قد عم جميع البلاد، والطغيان والجهل قد ظهر في سائر العباد، إلا قليلا من المتمسكين ببقايا من دين الأنبياء الأقدمين، من بعض أحبار اليهود وعباد النصارى والصابئين"([17]).
مهمة الدعوة رد الناس إلى صفاء العقيدة ونفي الشّرك واللُّبس عن جوهرها، ولهذا كان لابدَّ أن يبعث الله رسولا لحسم هذا الاختلاف والاضطراب والشٍّرك بنداء: Cقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ, اللَّهُ الصَّمَدُ, لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ, وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌB([18]). إلى جانب رد الناس إلى صحيح الاعتقاد، قامت الدَّعوة بتغيير كل الأوضاع الفاسدة على جميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنفسية. باعتبار أن الإسلام دين ودولة عقيدة وشريعة، عبادة ونظام حياة. على خلاف الرؤية العلمانية التي تجعل العامل المادي هو السبب الوحيد والأساسي في الدعوة النبوية. قال تعالى: Cظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَB([19]). وقال قتادة(ت118هـ/ 737م): "هذا قبل أن يبعث الله نبيَّه رجع راجعون من النّاس"([20]).
أطبق الفساد والظلم على الأرض كلّها، وجاء الرَّحمة المهداة للعالمين لنشر نور الدَّعوة في العالم لتحقيق غاية الوجود الإنساني، على خلاف ما ذهب إليه بروكلمان/Karl BROCKELMANN(ت1956م) من أن هدف دعوة النبي الكريم هو السيطرة السياسية على بلاد العرب، فحسب، تقزيما لمقاصد الدَّعوة. تجاهل بروكلمان/ Karl BROCKELMANN(ت1956م) الرِّوايات الواردة في الكتب المصدرية، وعلى رأسها القرآن الكريم وكتب المتون، كقوله سبحانه: }وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{([21]). وحديث: [بعثت إلى الأحمر والأسود]([22])، وأقام حججه على التخمين والتعسف في تأويل الأحداث والإشارات التاريخية.
فأما قول النبي : [بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، وَكَانَ النَّبِيُّ إِنَّمَا يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً]([23]) فدليل على عالمية الدعوة والدولة. ذكر الزمخشري(ت538هـ) أن المقصود بالأحمر والأسود العجم والعرب لأن الغالب على ألوان العجم الحُمْرة والبياض، وعلى ألوان العرب الأُدْمَة والسُمرة([24]). لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن، لماذا خص الرسول الكريم الأحمر دون الأبيض وهو اللون الغالب في العالم؟. نجد الجواب لدى ابن منظور(ت711هـ/ 1311م) الذي يرى "أن العرب لا تقول رجل أبيض، من بياض اللون، وإنما الأبيض عندهم الطاهر النقي من العيوب، فإذا أرادوا الأبيض من اللون قالوا: الأحمر"([25]). وقد رأى أيضا ابن الأثير(ت606هـ/ 1210م) أن المراد بالأحمر الأبيض مطلقا، لأن العرب تقول امرأة حمراء أي بيضاء([26]).
وفي تقديري، إن هذا التعليل فيه نظر، إذ من الثابت أن العرب قد استعملوا الأبيض في ألوان الناس وغيرهم. ومنه قول أَبِي جُحَيْفَةَ في وصف النبي : (كَانَ أَبْيَضَ، قَدْ شَمِطَ)([27])، والشَّمطُ في الرَّجل شيبُ اللِّحية([28])، وقول أنس بن مالك(ت91هـ) في وصفه : (كَانَ رَبْعَةً مِنَ القَوْمِ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلاَ بِالقَصِيرِ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ لَيْسَ بِأَبْيَضَ أَمْهَقَ وَلاَ آدَمَ)([29])، وَالمهق هُوَ بَيَاض سَمِج لَا تخالطه صُفرة وَلَا حُمرة([30]). وأيا ماكان المقصود بالأحمر والأبيض فإن تتمة الحديث الشريف تؤكد أن الدعوة إنما خص بها الناس كافة في كل العصور.
وإن مبدأ عالمية الرِّسالة، اتضح منذ العهد المكي، وأشارت إليه عدَّة آيات ومنها الآية سالفة الذكر. مما يدلُّ على أن هدف الدَّعوة يتجلى في بناء جماعة مجاهدة قوية يضمُّها بناء سياسي هو الدَّولة، هذه الدَّولة وظيفتها حراسة الدَّعوة والحرص على انتشارها في الآفاق. إذن، فالدعوة التي كانت تهتم في مراحلها الأولى بمكة ببناء المسلم، وتربيته على أساس العقيدة الصحيحة، وعلى قيم الإسلام، كانت تطمح إلى أن تغدو فعلا ممارساً على أرض الواقع. وهذا ما تحقَّق فعلياًّ في المدينة بعد 13 سنة، لمّا أسس النبي القائد الدَّولة الإسلاميَّة، وأرسل الرسل إلى الملوك والأمراء والقبائل يدعوهم إلى الإسلام، ووقع المعاهدات الدَّولية، ونظم الاقتصاد والمجتمع فتحقق موعود الله ورسوله في إيصال الدّعوة إلى الأسود والأحمر. ودُون تحقيق تلك الإنجازات التاريخية نتأت عقبات كؤود اعترضت طريق الدعوة، مما فرض على النبي الحكيم سلوك طريق التدرُّج والحكمة. ولهذا بدأت الدعوة سرية بدءًا، واستمرت على هذا الحال طيلة ثلاث سنين، دعا فيهن صاحب الإحسان كل من وثق في قبوله، فآمن به جماعة يعدّهم المؤرخون مادة الإسلام الأولى. أو كما يسمّون في كتب السيرة السَّابقون الأولون. من هؤلاء "أم المؤمنين خديجة(ت3ق.هـ/ 620م)، وأبو بكر الصديق(ت13هـ)، وعلي بن أبي طالب(ت40هـ)، وزيد بن حارثة(ت8هـ/ 629م) مولى رسول الله "([31]).
وإذا كانت المصادر التاريخية الإسلامية تسمي هاته الزمرة السابقين والصحابة، وتعتبرهم مستجيبين أوائل لصوت الدعوة، وأخيار ينتمون إلى مختلف البطون والفئات الاجتماعية. فإن أصحاب النزعة الاشتراكيَّة يعتبرون أن أتباع الدعوة هم المستضعفون والفقراء والعبيد والموالي، الراغبين في تحسين الأوضاع الاجتماعية ونيل الحرية. فهل كان أتباع الدعوة من الطبقة المحرومة فعلا؟ وهل كانت دوافع اعتناقهم للإسلام هي الرغبة في الحصول على الحرِّية، والانتقام من الأسياد وتغيير الأوضاع الاجتماعية، وتحقيق حياة سياسية أفضل؟ وما هي الغاية الشاملة للدعوة؟.
إذا كان الأمر على النحو الذي يذكره اليساريون، فعلام يدلُّ إسلام، أمثال، خديجة(ت3ق.هـ/ 620م) وهي امرأة تاجرة مشهورة، وأبي بكر(ت13هـ) السيد العالم التَّاجر، وعثمان بن عفان(ت35هـ)، والزبير بن العوام(ت36هـ)، وعبد الرحمن بن عوف(ت32هـ/ 652م) الرجل الثري، وسعد بن أبي وقاص(ت55هـ/ 675م)، وطلحة بن عبيد الله(ت65هـ/ 685م)"([32]) وهؤلاء كلُّهم من أبناء سادة قريش وكبرائهم. كان من الأولى أن يكون اعتناق الأغنياء للإسلام مثار تساؤل يدفع الباحثين إلى تحليل الظاهرة، وكشف أسرارها وأسبابها الرّوحية والباطنية، بدل تعليلها بالنزعات المادية السياسية والاقتصادية. ما كان لهؤلاء الأغنياء الدخول في الدَّعوة التي كانت تواجه معارضة واضطهادا، تاركين حياة الرَّفاهية كما تركها مصعب بن عمير(ت3هـ)، لولا الجاذبيَّة الرّوحية التي يتمتع بها الحبيب المصطفى، هذا الذّي أروى ظمأهم القلبي والروحي.
الدَّعوة المحمدية استمدت قوتها من الأغنياء والفقراء على السَّواء، فالأغنياء خدموا الدَّعوة بمالهم كأبي بكر، والفقراء تحمَّلوا في سبيلها أشد أنواع العذاب كبلال بن رباح، فكان ثباتهم المنقطع النظير، انتصاراً لكلمة التوحيد على الشرك، كل ذلك في سبيل تمكين الدَّعوة على أرض الواقع. وهذا دليل على أن الدَّعوة لم تتوجَّه إلى "الطبقة"/ الفئة السُّفلى دون "الطبقة"/ الفئة العليا إنما هي دعوة للناس كافَّة.
إن اعتبار الصِّراع الطبقي هو الباعث على ظهور الدَّعوة، أو هو الدَّافع للفقراء والعبيد والموالي على اعتناق الإسلام، واتباع خير رسل الله، أو اعتبار امتناع سادة قريش/ البورجوازية عن الدُّخول في الإسلام وتأييد الدَّعوة كان نتيجة الحفاظ على الامتيازات المادية، فقط، قد لا يتفق مع النّصوص التاريخية المعتمدة. فمعارضة سادة قريش/ البورجوازية للدعوة، كما يحبُّ أن يسمِّيهم صاحب النزعة الاشتراكية، مرجعه إلى شبكة من العوامل. لكن العامل الديني، يظل جوهريا في تلك المعارضة، لأنَّ دين الآباء كان متجدِّراً في النفوس، عكس ما ذهب إليه طه حسين(1393هـ/ 1973م).
نجد كل الآيات المكية تذكِّر بالتوحيد الخالص، وتقدم الأدلة على ذلك، وتحقِّر من شأن الأوثان المعبودة من دون الله. منها قول الباري تعالى: Cوَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ, أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ, وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُB([33]). قال ابن كثير(ت774هـ/ 1373م): "أنكر المشركون ذلك وتعجبوا من ترك الشرك بالله، فإنهم كانوا قد تلقوا عن آبائهم عبادة الأوثان، وأشربته قلوبهم فلما دعاهم الرسول إلى خلع ذلك من قلوبهم، وإفراد الله بالوحدانية أعظموا ذلك وتعجبوا"([34]). والشاهد في الآية قوله تعالى: Cوانطلق الملأ منهمB والملأ هم سادتهم وقاداتهم ورؤساؤهم وكبراؤهم قائلين. (أن امشوا) أي: استمروا على دينكم. واصبروا على آلهتكم. ولا تستجيبوا لما يدعوكم إليه محمَّد من التَّوحيد"([35]).
يتضح بادئ الأمر، أن ما استنكرته قريش هو دعوة التوحيد، وما أثار حفيظتها أكثر هو التعرُّض لمعبوداتها وتراثها كما يرى الندوي(ت1420ه)ـ قال: "أن دعوته ـ ـ إلى الإيمان بالله وحده سهم مسدَّد إلى كبد الجاهلية، ونعي لها، فقامت قيامة الجاهلية ودافعت عن تراثها دفاعها الأخير، وقاتلت في سبيل الاحتفاظ به قتال المستميت"([36]). والشاهد من التاريخ مارواه ابن إسحاق(ت151هـ/ 768م) في سيرته: "فلما بادى رسول الله قومه بالإسلام وصدع به كما أمره الله لم يبعُد منه قومه، ولم يردُّوا عليه، حتى ذكر آلهتهم وعابها، فلما فعل ذلك أعظموه وذاكروه وأجمعوا خلافه وعداوته إلاّ من عصم الله تعالى منهم بالإسلام، وهم قبائل مستخفون"([37]). غير أن طه حسين(ت1393هـ/ 1973م) يرى بأن أول أمر اشتغل به نبيُّ الرحمة، هو تغيير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وهذا الذي أثار غضب ومعارضة السَّادة/ الملأ، خوفا على مكاسبهم المادية. وافترض كذلك، لو أنَّ الحبيب المصطفى دعاهم إلى التوحيد وترْك عبادة الأوثان دون المساس بالجوانب المادية لأسلموا دون مشقَّة([38]).
لا تخلو سورة مكية من دعوة التوحيد، المبدأ الجوهري للرِّسالة والعقيدة. وتركيز الدعوة في بدايتها على العقيدة، يبدو منطقيا وموضوعيا، إذ إن بناء العقيدة، يعني ترسيخ الإيمان في القلوب، وبناء تصوُّر شامل للوجود والحياة والمصير. ذلك لأنَّ الدَّاعي والمدعو، إن لم يكن يعرف حقيقة ما يعتقد؛ أسسه وغاياته، والوسائل المؤدية إليه. فكيف يبدأ عمله الدعوي مُجابها به الإنسان والواقع؟!.
منذ البداية دعا قائد الغر المحجلين إلى دين التَّوحيد، وهذا ما أعلن عنه، وعرَّف به رسالته لمَّا سأله عمُّه مستفسرا عن الأمر. قال أبو طالب(ت3ق.هـ/ 620م): "يا ابن أخي ما هذا الدين الذي أراك تدين به؟ قال أي عم هذا دين الله، ودين ملائكته ودين رُسله ودين أبينا إبراهيم، بعثني الله به رسولا إلى العباد"([39]). هكذا عرّف رسالته ببساطة وسلاسة. وقد دعاه فأنكر ولم يجبه إلى ما طلب مقدِّماً هذا العذر: "إني لا أستطيع أن أفارق دين آبائي وما كانوا عليه"([40]). وبدأ الخلاف على هذا الأساس العقيدي/ العقائدي، دين الآباء والأسلاف. وعليه أيضا ناوشته قريش وساومته. ويبدو الأمر واضحا في شكاويهم المتكرِّرة لعمِّه، الذي حدب عليه "يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سبّ آلهتنا، وعاب ديننا، وسفّه أحلامنا، وضلَّل آباءنا، فإما أن تكفه عنا، وإما أن تخلّي بيننا وبينه، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه"([41]). وتكرَّرت الاحتجاجات، حول النيْل من الآلهة نحو قولهم: "إنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنَّا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا. وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا، حتَّى تكفَّه عنَّا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحدنا"([42]).
توالت الشكوى لأجل أن يعدل نبي الحق عن دعوة التوحيد وعيب الأوثان فلمَّا حال دونهم ودونه عمُّه، الذي سخَّره الله لهذه الغاية. انتقلوا إلى أسلوب المساومة؛ "لقد شتمت الآباء وعبت الدين، وشتمت الآلهة وسفهت الأحلام، وفرقت الجماعة، فما بقي أمر قبيح إلا قد جئته فيما بيننا وبينك"([43]). وقالوا له: "فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا، حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا، فنحن نسودك علينا، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا"([44]). انظر كيف أن الخلاف بالأساس يدور حول الدين، أما الرياسة والملك فقد أبدوا استعدادهم للتنازل عنها. وأرجع النظر كرة في جواب إمام المتقين: [ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم. ولكن الله بعثني إليكم رسولا، وأنزل علي كتابا، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا، فبلغتكم رسالات ربي، ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم]([45]). من هذا الجواب الشافي يتضح أساس الدعوة الديني وبعدها السياسي. وقد استمرت المساومات ورسول الله ثابت على المبدأ، يدعو إلى الله الفقير والغني. وكذلك نقطة الخلاف واضحة من خلال قول رسول الله للملأ من قريش: "قولوا أسمع، قالوا: تدعنا وآلهتنا، وندعك وإلهك، قال أبو طالب(ت3 ق.هـ/ 620م): قد أنصفك القوم فاقبل منهم، فقال رسول الله العزيز : أرأيتم إن أعطيتكم هذه هل أنتم معطي كلمة، إن أنتم تكلمتم بها ملكتم بها العرب ودانت لكم بها العجم؟ فقال أبو جهل(ت2هـ/ 624م): إن هذه لكلمة مربحة، نعم وأبيك لنقولنَّها وعشر أمثالها. قال: قولوا لا إله إلا الله، فاشمأزُّوا ونفروا منها وغضبوا وقاموا وهم يقولون: اصبروا على آلهتكم"([46]).
إذن، فلا مشاحة في القول إن جوهر الدعوة هو الدين/ العقيدة، وما سواه فهو تبع ولازم بلزوم الجزء للكل. وعن ابن إسحاق(ت151هـ/ 768م): "أن قريشا دعت رسول الله إلى أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء، فقالوا: هذا لك يا محمد، وكف عن شتم آلهتنا، ولا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل، فإذا نعرض عليكم خصلة واحدة، ولك فيها صلاح. قال: ما هي؟ قالوا: تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، قال: حتَّى أنظر ما يأتيني من ربِّي، فجاء الوحي من عند الله: Cقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ, لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ, وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُB([47]) إلى آخر السورة. وأنزل الله: Cقُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ, وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ, بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَB([48])" ([49]).
تؤكد هذه الروايات، أن السبب الحقيقي في معارضة قريش للدَّعوة هو الدفاع عن دين الآباء والأجداد، على خلاف رواية طه حسين(ت1393هـ/ 1973م) الذي رأى أن قريشا "لم تكن مؤمنة بأوثانها إيماناً خالصاً، ولم تكن حريصة على آلهتها حرصاً دقيقاً"([50]). بالتالي كانت مُعارضَتها موجَّهةً للسياسات الاقتصادية والاجتماعية التي جاء بها النبي وليست موجَّهةً لعقيدة التَّوحيد.
بكلمة، لا يضار الدعوة المحمدية أن يقال بأنَّها جاءت لتقوِّم حياة النّاس وتدافع عن مصالح الفقراء، وتحقّق العدل، كما لا يضارّها أيضا أن يقال إن معارضة قريش للدَّعوة محكومة بعوامل مادية اجتماعية واقتصادية. لكن هذا يبقى جزءا من الوظيفة فقط، وليس كلّ الوظيفة. لقد وجدت عوائق أخرى، حالت دون اتباع الناس الدعوة الجديدة، كالحسد وحب الرئاسة والتنافس على الزعامة، كما هو حال أبي جهل(ت2هـ/ 624م) الذي منعته العصبية القبلية من اعتناق الإسلام. فقال معبرا عن نوازعه النفسية: "تنازعنا نحن وبني عبد مناف الشَّرف أطعموا فأطعمنا، فحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتّى إذا تجاثينا على الرُّكب وكنا كفرسي رهان، قالوا مناَّ نبي يأتيه الوحي من السَّماء، فمتى ندرك مثل هذه؟ والله لا نؤمن به أبداً ولا نصدِّقه"([51]).
إذن، فحاصل كلام اليساريين والعلمانيين أمثال عباس صالح، والشرقاوي(ت1987م) وطه حسين(ت1393هـ/ 1973م)، أن العامل الاقتصادي هو العامل الأساسي المحرك للدعوة، وأن سبب معارضة الملأ المكي للدَّعوة، راجع إلى كون الرسول قد عرض لنظامها الاجتماعي، حين قصد تغيير الوضع الاقتصادي والاجتماعي بمكة، وحين عمل على إنصاف الفقراء من الأغنياء/البورجوازيين. وهذا ما لم يلائم امتيازات الأغنياء، ولا نظامهم القبلي فحدثت المواجهة المسلحة ووقع الإعراض. وحاصل الرِّوايات التاريخية أن غاية النبوة في الأساس هو دعوة النَّاس إلى توحيد الله ونبذ عبادة الأصنام، والتعبد لله باتباع المنهاج النبوي عقيدة وشريعة. وأن المعارضة ترجع إلى عوامل متعدِّدة ومتداخلة على رأسها التعصب الديني/الوثني، والتعصُّب القبلي والتخلف الثقافي، والانهيار الأخلاقي، والظلم الاجتماعي، ثم الحسد والكبر وغير ذلك من أمراض النُّفوس.
(رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). البقرة:201.
([1]) ـ سورة الإنسان: الآيتان 20 ـ 21.
([2]) ـ سورة الإنسان: الآية 27.
([3]) ـ العلمانية: هذه اللفظة مصدر صناعي، مولد معناه: (اللادينية) ويعني: (فصل الدين عن الدولة) وقيام الدولة في الحكم والإدارة والسياسة على غير الدين. وغايته: فصل الدين عن الحياة. ولفظ العلمانية ترجمة خاطئة لكلمة Secularism في الإنجليزية، وهي كلمة لاصلة لها بلفظ العلم ومشتقاته على الإطلاق، والترجمة الصحيحة للكلمة هي اللادينية، أو الدنيوية، وهو ما لا صلة له بالدين، أو ما كانت علاقته بالدين علاقة تضاد. تعني Secularism الاعتقاد بأن القوانين، والتعليم، وغيرها من الأنظمة، يجب أن تبنى على الحقائق والعلم بدلاً عن الدين./ بكر بن عبد الله أبو زيد، معجم المناهي اللفظية وفوائد في الألفاظ . ط.3، دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض ـ السعودية 1417هـ/1996م، ص. 387.
وقيل: العلمانية Secularism وترجمتها الصحيحة: اللادينية أو الدنيوية، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين. وتعني في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمة العلم science وقد ظهرت في أوروبا منذ القرن السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس والعراق في نهاية القرن التاسع عشر. أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين، وقد اختيرت كلمة علمانية لأنها أقل إثارة من كلمة لا دينية.
ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه، فإن سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما./ مانع بن حماد الجهني، الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة. جزآن، ط.4، دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع، 1420هـ، 2: 679.
([4]) ـ انظر: عبد الله الخطيب، الرد على مزاعم المستشرقين جولد تسهير ويوسف شاخت ومن أيدهما من المستغربين. مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، السعودية (بدون تاريخ)، ص. 9 وما بعدها./ محمد مهر علي، مزاعم المستشرقين حول القرآن الكريم. مرجع سابق، ص. 6 وما بعدها./ عوض عبد الهادي العطا، الجهاد بين عقيدة المسلمين وشبه المستشرقين. ط.1، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، السعودية 1985م، ص. 82.
([5]) ـ عماد الدين خليل، المستشرقون والسيرة النبوية. مرجع سابق، ص. 7.
([6]) ـ المكان نفسه.
([7]) ـ عماد الدين خليل، المستشرقون والسيرة النبوية. مرجع سابق، ص.7.
([8]) ـ انظر: عبد السلام ياسين، الإسلام بين الدعوة والدولة. مرجع سابق، ص85.
([9]) ـ عبد الرحمن آل الشيخ، فتح المجيد شرح كتاب التّوحيد. ط1، دار الفكر، بيروت ـ لبنان 1989م، ص. 15.
([10]) ـ سورة البقرة: الآية 163.
([11]) ـ سورة النخل: الآية 51.
([12]) ـ سورة الزخرف: الآية 45.
([13]) ـ محمد خليل هراس، شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية. ط1، الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية 1992م، ص. 18.
([14]) ـ سورة يس: الآية 6.
([15]) ـ سورة السجدة: الآية 3.
([16]) ـ سورة المائدة: الآية 19.
([17]) ـ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. مصدر سابق، 5: 245.
([18]) ـ سورة الإخلاص: الآيات من1 إلى 4.
([19]) ـ سورة الروم: الآية 41.
([20]) ـ الطّبري، جامع البيان في تأويل القرآن. مصدر سابق، 20: 108.
([21]) ـ سورة سبأ: الآية 28.
([22]) ـ ابن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل. مصدر سابق، رقم: 14264. /ابن سعد، الطبقات الكبرى. 8 أجزاء، تحقيق: إحسان عباس، ط.1، دار صادر، بيروت، لبنان 1968م، 1: 191. (جزء من الحديث).
([23]) ـ ابن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل. مصدر سابق، رقم: 14264، 22: 165. /ابن سعد، الطبقات الكبرى. مصدر سابق، 1: 191. (جزء من الحديث).
([24]) ـ الزمخشري، الفائق في غريب الحديث والأثر. 4أجزاء، تحقيق: علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، ط.2، دار المعرفة، لبنان (بدون تاريخ)، 1: 317.
([25]) ـ ابن منظور، لسان العرب. مصدر سابق، مادة: حكر، 14: 209.
([26]) ـ ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر. مصدر سابق، مادة: حَمُرَ. 1: 437.
([27]) ـ البخاري، الجامع المسند الصحيح. مصدر سابق، بَابُ صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رقم: 3544، 4: 187.
([28]) ـ الخليل بن أحمد، العين. مصدر سابق، مادة: شمط، 6: 240.
([29]) ـ البخاري، الجامع المسند الصحيح. مصدر سابق، باب: بَابُ صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رقم: 3547، 4: 187.
([30]) ـ ابن دريد، جمهرة اللغة. مصدر سابق، 2: 979.
([31]) ـ راجع: الشامي، سبل الهدى والرشاد. مصدر سابق، 2: 304.
([32]) ـ راجع: الطبري، تاريخ الرسل والملوك. مصدر سابق، 1: 397.
([33]) ـ سورة ص: الآيات من4 الى6.
([34]) ـ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. مصدر سابق، 7: 53.
([35]) ـ المكان نفسه.
([36]) ـ الندوي، ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟. مكتبة الإيمان، المنصورة ـ مصر (بدون تاريخ)، ص. 82.
([37]) ـ ابن هشام، السيرة النبوية، مصدر سابق، 1: 263.
([38]) ـ انظر: طه حسين، الفتنة الكبرى: عثمان. ط.2، دار الكتاب المصري، القاهرة ـ مصر 1987م، ص. 10. (بتصرف)./ فتحي عثمان، التاريخ الإسلامي والمذهب المادي في التفسير. ط.1، الدار الكويتية، الكويت 1969م، ص. 7.
([39]) ـ ابن هشام، السيرة النبوية، مصدر سابق، 1: 246.
([40]) ـ المكان نفسه.
([41]) ـ نفسه، 1: 265.
([42]) ـ المكان نفسه.
([43]) ـ السهيلي، الروض الأنف. مصدر سابق، 3: 63.
([44]) ـ المكان نفسه.
([45]) ـ نفسه، 3: 63.
([46]) ـ ابن سعد، الطبقات الكبرى. مصدر سابق، 1: 202.
([47]) ـ سورة الكافرون: الآيات: 1 ـ 2 ـ 3.
([48]) ـ سورة الزمر: الآيات من 64 إلى 66.
([49]) ـ الشامي، سبل الهدى والرشاد. مصدر سابق، 2: 425.
([50]) ـ طه حسين، الفتنة الكبرى: عثمان. ط.2، دار الكتاب المصري، القاهرة، 1987م، ص. 10. (بتصرف).
([51]) ـ الشامي، سبل الهدى والرشاد. مصدر سابق، 2: 352.