المقامة المأمونية

أمين ورداني

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول تعالى في محكم التنزيل :{ الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب } .

كتبت  تلك المقامة في تكريم شيخ جليل أخلص بعلمه وجهده طوال فترة عمله .. هو الشيخ مأمون عبد القادر

حدثنا همام بن سحبان قال :

كنا إذا نزل الشتاء ببرده ، وأقام ما شاءت له أيد تطاول ليلها .

نحصي سويعات المساء وننتظر مسرى القمر ، خطو النجوم الغافيات على المدى ضيفا بشائره زهور البرتقال ، وأريجه عطر البساتين .. الرياحين .. الشذا.

سبق الربيع أوانه ، سأل الربيع آزاره عن محفل سيقام في قلب الشتاء .

تسعى إليه خطى الكواكب ، والأزاهر ، والرواء .

 جاءت بشوق مفعم بالحب يحدوه الرجاء .

آزار ، هذا موعد التكريم ، ردا للجميل ، لمعلم ثقة أصيل .

شمس الشموس إليك وانتهت الخطى ، كشك وعيدك عيدها ، واليوم قلبك قلبها ، اليوم عيد للبيان .

 قال الربيع :

عرفته ، نادمته زمنا وعيت رسما لاسمه ، حفظته ذاكرة الزمان .

مِيمَان ، للزمن الجميل تموسقا .

والهمزة العصماء بينهما خيول مطلقة .

 والواو أنفاس الصباح معتقة .

والنون نهر للعطاء يفيض موفور الثقة.

أهلا – ربيعَ الحب – زد ولا فضا لفيك .

واذكر أبا أنس ، وربا للقلم ، أنعم بزياك العَلم .

قال الربيع بفرحة :

الحرف محكوم بميسمه لديك ، ومحكم ميزانه .

والحكمة الفيحاء تغدو دوحة معطاءة .. ميمونة .. مأمونة .

ألقت إليك بنفسها ونفيسها ، سلست لديك وأسلمتك زمامها ، هشت لك .

اليوم أنت إمامها .

وسعت إليك وضيئة وهنيئة وردية شفافة .

اليوم أنت سميها .

أهلا وبوركت الخطى ، وأولو النهى ، وأولو العزيمة والتقى .

الله . ما أحلى الجنى  ، شلال عشق ما انتهى .

جاءوك إحساسا فريدا ملهما .

هذا ربيعك سيدي ، هذي خمائلك التي ربيتها ، وسقيتها من فيض علم مجتلى    ووسعتها صبرا جميلا طيبا .

غالٍ لديك رداؤها ، وشيا حنونا عبقريا مؤدما .

ماضٍ شراعك نحو مشكاة لربك في كتاب معجز .

هديا وقرآنا حكيما قدسيةً أنواره .

فجزاك ربك ما أتيت الموثقا .

هلا وبُوركت الخطى .

الله . ما أحلى الجنى والمُجتنى .

وليهنك اليوم ببشرى قد أتت ، أو ما استقامت منسما .