الشهيد مروان حديد الذي أرهب الطغاة حياً وميتاً !؟
في ذكراه:
الشهيد مروان حديد
الذي أرهب الطغاة حياً وميتاً !؟
يحيى بشير حاج يحيى
التقيت به مرة واحدة في أوائل السبعينيات في مدينة حلب على سطح بناية الشيخ طاهر خير الله - رحمه الله -بمناسبة عرس أخينا عبدالرزاق ديار بكرلي ، وألقيت قصيدتي : ياموكب النور مزّق حالك الظُّلم ، ولم أكن أعرف يومها أنه يكتب الشعر !
وحين استطاع أحد المخبرين إيصال مجرمي أسد إلى منزله في دمشق بعد ملاحقته ( وقد لقي هذا المخبر مصرعه ) كنت في الخدمة العسكرية وكان شقيق أحد الضباط الشرفاء من حراس السجن ، ينقل لنا بعض مايراه ويسمعه ! من ذلك : أنه لما جيء به معتقلا ً بعد المعركة الحامية وإصابته بجروح لم يجرؤ واحد منهم أن يقابله بمفرده ، فدخل عليه أربعة عناصر لإهانته وتعذيبه ،فنهض مهللا ً، وقد أمسك بهم : فإذا هم كومة ، بعضهم فوق بعض !!
وكان هؤلاء الأوباش من بعد التعذيب وإضعاف جسمه بالجوع ومنعه من النوم ، وتمزق ثيابه يلبسونه بنطالا ًممزقاًتظهر منه عورته وكان رحمه الله حيياً ، وهم يتسافهون بقولهم باللفظ الصريح : ظهر .....وهذه ... فكان ذلك أشد عليه من العذاب ؟!! ويتضاعف عذابه عندما يسمع أصوات الشباب الذي اعتِقلوا وهم يعٓذبون ، فيهتف صارخاً: يامجرمون ! اتركوهم وتعالوا إلي ،فأنا عندي كل شيء ، محاولا ًصرفهم عنهم تخفيفا ًعليهم !!
وقد نقل أحد أساتذتنا لنا بعد لقائه به وكان يحترمه قوله : لم أعد أصبر وليس من صالحناالانتظار كمسلمين أهل حق !؟ ولولا المشايخ ( أي الذين يجلهم ويطلبون تهدئته ) لكنت إما مع الشهداء أو السجناء أو حارساً لمن يحكم بلادنا بكتاب الله وسنة رسوله !؟
ومن توفيق الله أن أحد الأدباء أهدى إلي ديوانه ( وهو مختارات من شعره ) ودفترين كبيرين مكتوبين بخط اليد ، يضمان مئة وتسعا ًوثلاثين قصيدة !
وأماديوانه فقد حمل عنوان : ديوان القائد الشهيد مروان حديد ، عُني بتحقيقه ودراسته محمد ناصر المزني - وقدم له الأستاذ سعيد حوى - وترجم له الأستاذ نافع علواني / الطبعة الأولى ١٩٨٣- في ١٥٦ صفحة من القطع الكبير / بلغت الدراسة ٤٠ صفحة ، وعدد قصائده ستون قصيدة
ومن قصائده : لن تطيروا في سمائي ، يقول فيها:
اقتلوني ، مزقوني أغرقوني في دمائي
لن تعيشوا فوق أرضي لن تطيروا في سمائي
أنتمُ رجسٌ وفسق أنتمُ سر البلاءِ
ومنها ،قصيدة وفاء الشهيد :
قم ياأخي أكملْ كفاحي قم لاتنم وا حمل سلاحي
إني وفيتُ لربنا ولديننا فاسأل جراحي !
ومنها ، قصيدة المقاتل المسلم :
سلاحي من عدوي والذخيرة وأهدافي وإن بعدتْ كبيرة
ويطربني الرصاص إذا تغنى وينعشني ،فما أشهى عبيره !
ومما قاله الأستاذ سعيد حوى في الشهيد:
هل كان الشيخ مروان حديد شعلةً ، وانطفأت كما ظن أعداؤه ،أو كما ظن الشامتون به ؟! أو كما ظن الحاقدون عليه ؟! ....... عندما يصبح إنسانٌ ضمير ٓ مرحلة ، ويتكلم عن واجب أمة ، ويقدم حياته ثمناًلرسالة ؛ فإن كل سدود الأرض لاتستطيع أن تحبس حمم براكينه ؟!
ومما قاله الأستاذ نافع علواني : كان أول قائد إسلامي في سوريا أسس العمل الجهادي بخطوطه النظرية والعملية من إعداد وتدريب .... ولم تأخذ الحركة الجهادية وضعها الصحيح إلا على يد مروان - رحمه الله - كان شجاعاً ، والشجاعة أنواع ،وكل أنواعها مجتمعة فيه !!
وأقول : رحم الله مروان حديد ،فقد كان مفخرة من مفاخر أهل السنة والجماعة في هذا الزمن!!