محرقة الشجاعية لا غرابة فيها

جميل السلحوت

[email protected]

تعتمد العقلية العسكرية الاسرائيلية على كثافة النيران والقتل والتدمير من أجل إثارة الرعب وتحقيق أهدافها بشكل سريع، وهم يعتقدون أن المشاكل التي لا يمكن حلها بالقوة العسكرية، يمكن حلها بقوّة أكبر، لأن تفكيرهم يقوم على التفوّق العسكري قبل كلّ شيء، لذا فانهم يربون شعبهم على الخوف لتبقى أياديهم على الزناد دائما. وارتكاب المجازر ليست جديدة عليها، بل هي نهج قائم، فقد ارتكبوا عددا من المجازر منها: دير ياسين، الطنطورة، الدوايمة، كفر قاسم، مدرسة بحر البقر، صبرا وشاتيلا، قانا، المسجد الابراهيمي، مخيم جنين وغيرها. ومجزرة الشجاعية في قطاع غزة يوم 20-7-2014 ليست استثناء بالطبع. تماما مثلما هي سياسة الأرض المحروقة التي يستعملونها في حروبهم معتمدين على سلاح الجوّ، وعلى استعمال الأسلحة المحرّم استعمالها دوليا مثل النابالم والقنابل العنقودية وغيرها.

وهم مبدعون في خطابهم الاعلامي لتبرير جرائم الحرب التي يرتكبونها، وبالتالي فهم يقلبون الحقائق ويسوّقون أنفسهم كضحايا، ويسوّقون ضحاياهم كارهابيين، يساعدهم في ذلك امبراطورية الاعلام التي يسيطرون عليها في مختلف دول العالم، وكذلك على عجز ادبلوماسية والعلام العربيين على تسويق الرواية العربية للأحداث.

 ومحرقة الشجاعية في قطاع غزة والتي سقط فيها مئات الضحايا بين قتيل وجريح، وما صاحب ذلك من عمليات تدمير واسعة لأحياء كاملة هي عملية انتقامية واضحة، لا وجود للروح العسكرية فيها، وقد استهدفت المدنيين قبل غيرهم لايقاع أكبر عدد من الضحايا، كردّة فعل على مقتل ثلاثة عشر واصابة العشرات من جنودهم. لذا فقد تمت إبادة أسر كاملة، وكانت غالبية الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ.

واسرائيل التي تشن حربها المفتوحة الأخيرة على الشعب الفلسطيني منذ اختطاف ومقتل الاسرائيليين الثلاثة في حزيران الماضي لا تدافع عن نفسها كما تزعم، وإنما تدافع عن احتلالها كما قال عضو الكنيست العربي محمد بركة.