عشّاق الدّم
عشّاق الدّم
جميل السلحوت
دعوة للقتل الجماعي التي أطلقتها عضو الكنيست الاسرائيلي إيليت شاكيد والتي جاء فيها:"
"وراء كل إرهابي يقف عشرات من الرجال والنساء، دون أن يتمكن منهم عدم الانخراط في الإرهاب. انهم جميعا مقاتلون أعداء، ويجب أن يكون دمهم على جميع رؤوسهم. الآن وهذا يشمل أيضا أمهات القتلى، اللواتي يرسلنهم للجحيم بالورود والقبلات. ينبغي أن نتتبع أبناءهن، يمكن أن يكون الشيء الأكثر عدلا. يجب أن يموتوا، كما ينبغي هدم المنازل التي تخرج منها الثعابين، وإلا سيتم خروج ثعابين أكثر من هناك. " ليست الأولى كما هي ليست الأخيرة، وما كانت هذه الدعوة الفاشية لتصدر لولا تربية الكراهية والحقد التي ينشأون عليها، وتغذيها مناهجهم الدراسية ووسائل اعلامهم. وما كانت لتصدر عن ممثل لشعبه منتخب للبرلمان، لولا الدعم الأمريكي والأوروبي الظالم للسياسات الاسرائيلية العدوانية، ولولا هكذا تصريحات وهكذا تربية لما تجرّأ حاخام يهودي وأبناؤه على خطف الطفل محمد أبو خضير والتنكيل به وحرقه وهو حيّ، وهذه التربية سيكون لها مردودات عكسية أيضا على من يؤمنون بها. والدعوة لقتل الأبرياء بمن فيهم الأطفال والنساء التي صدرت عن عضو الكنيست شاكيد سبقتها تصريحات مماثلة من مسؤولين يهود كبار، فجولدة مائير قالت"العربي الطيب هو العربي الميت" والحاخام الأكبر في اسرائيل الراحل عوفاديا يوسف وصف العرب "بأبناء الأفاعي"، ورفائيل ايتان رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الأسبق وصف العرب "بالصراصير التي يجب حشرها في قنينة وقتلها" ومدير المدرسة الدينية عند قبر يوسف في نابلس ألّف كتابا يدعو فيه الى قتل الأطفال الفلسطينيين، لذا لا غرابة من قيام الجيش الاسرائيلي بقصف البيوت في قطاع غزة وتدميرها على رؤوس ساكنيها من الأطفال والنساء والشيوخ، ولا غرابة في أن يكون حوالي ثلث الضحايا في قطاع غزة من الأطفال، بمن فيهم أطفال رضّع. فالجيش ينفذ سياسة مرسومة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: إلى أين يسير المجتمع الاسرائيلي من خلال هكذا تربية وهكذا ثقافة؟ فهل هذه هي الفوارق الأخلاقية التي تفاخر بها نتنياهو؟ وهل يدرك عقلاء اليهود في اسرائيل عواقب ذلك وانعكاساتها على مجتمعهم قبل غيرهم؟ ولماذا يسكت دعاة حقوق الانسان على هكذا دعوات مع ما تمثله من جرائم بحق الانسانية؟ ولماذا لا تقوم الدبلوماسية الفلسطينية والعربية بترجمة هكذا تصريحات وتوزيعها في الأمم المتحدة وعلى منظمات حقوق الانسان، وتجنيد الرأي العام العالمي لكبح جماح هذا التطرف الاجرامي؟ وأين الاعلام العربي من فضح هكذا أمور؟