من لغزة رمز العزة؟
ذ. رشيد لعناني
أستهل هذه المقالة بهذه الأبيات الماتعة الشجية للشاعر حبيب بن علا المطيري لا فض الله فاه و لا نثر أسنانه.
يا أهل غزة لا عذرٌ فنعتذرُ وما لنا عن سهام العار مستَتَرُ
يا أهل غزة، جبارون، ملحمةٌ من الصمود سُداها الموت والخطرُ
أنتم بقايا خيوط الضوء في زمن من الدُّجُنّة بالدّجناء يعتكرُ
تقصّف الهول في آجامكم وسرى في حَيْنه وأوار الحرب يستعرُ
وحاصرتكم خياناتٌ على رمم من الهشيم تمطّى فوقها القَترُ
رماكم العالَم الملعون عن وَتَر وأطبق الكون لا حسُّ ولا خبرُ
فما رآكم سوى أسباع مأسدة إذا بدا الهول لا تبقي ولا تذرُ
ونحن في هامش التاريخ أُلهيةٌ خُذروفُ غرّ له في لهوه وطرُ
كنا إذا أرغم الأعداء هيبتنا أو استباحوا الحمى بالشجب ننتصرُ
واليوم لاشجب! حتى الشجب مجترم تأسى له المُهج الحرى وتصطبرُ
غزة رمز العزة، مسقط رأس أبي عبد الله الشافعي مضرجة في دمائها في العشر الأواخر من رمضان الفضيل. أين الحكام العرب من مقتل أكثر من سبعين في يوم واحد، من مصرع قرابة 425 شهيدا منذ بدء العدوان الصهيوني الغاشم المبيت بليل المدعوم من قوى الاستكبار العالمي؟ أين القانون الجنائي الدولي و الاتفاقيات الحامية للمدنيين و لم لا تنضم السلطة الفلسطينية إلى النظام الأساس لمحكمة الجنايات الدولية؟! أين محمود عباس، صنو السيسي، من المجازر المجترحة في حق بني جلدته؟ أم يريد قص أظافر حماس الأبية و تجريم صدها للعدوان؟ أم يريد تكريس فكرة أنه جزء من النظام العربي البائد؟!
و من نافلة القول، إن الكيان الصهيوني يحتضر رغم العنفوان الظاهري. إنه غير قادر على صد الصواريخ محلية الصنع التي تنطلق من تحت الأرض و مندهش من التألق التكنولوجي للمقاومة رغم الحصار، مشدوه من اختراق إعلامي لقنواته و إطلاق لطائرة بدون طيار تطير فوق الأجواء التي يحتلها العدو ثم ترجع سالمة غانمة . لذا فالكيان الغاشم يعوض نقصه فيقتل المدنيين و الآمنين و سط الأحياء الآهلة بالسكان.
ها هو النّتِن ياهو العربيد يستأسد على الأطفال و الشيوخ و يشكر أسياده الأمريكان على مساندته في ظل الصمت العربي الرسمي. تعرض حي الشجاعية شرق غزة لمجزرة هي الأعنف من نوعها منذ نكبة 1967 في ظل غلق المعابر من قبل السيسي و تآمر دول الطوق العربي و التكالب الدولي. إن مصر السيسي تطلق القنابل الضوئية ليلا على الحدود مع غزة لتظهر مناضلي حماس للعدا و تمنع الوفود الأوربية الطبية من الدخول لإنقاذ الجرحى فياله من إسفين مسموم في جسم غزة الأبية. حال العرب يرثى له يعبر عنه قول محمود درويش: "عرب ٌ أطاعوا رومهم عربٌ وباعوا روحهم عرب ٌ…. وضاعوا". عرب أحبوا أعداءهم و ألهوا ميسي اللاعب التافه الذي تبرع بمليون دولار لخلانه الصهاينة!
بعد عيد الفطر السنة الفائتة وقعت مجازر رابعة و مثيلاتها من قبل السيسي المنصب رئيسا الآن غصبا بقدرة قادر و الآن قبيل عيد الفطر تدك الأحياء الغزية لرأب فشل الكيان الظالم أمام المقاومة الباسلة.
هذا ما تيسر إعداده في هذه العجالة. لا يعدم الخير في هذه الأمة، هذا بقلمه و هذا بحجره و ذاك بسلاحه و الآخر بماله و الآخر بدعائه في السحر، المهم أن لا تؤتى من ثغرك الذي ترابط فيه. يا أهل غزة لا عذر فنعتذر و ما لنا عن سهام العار مستتر. لا نملك لك إلا الدعاء و ما أدراك ما الدعاء. و أختم بأبيات للمطيري:
أبناء (ياسين) يا ودقا قد انبجست به السحائب بالآمال ينهمر
دماؤكم عن طيوب العزم منبئةٌ بأن أصدق ما في البيدر الثمرُ