عندما تتشابه الأحوال في قصيدة شعر!!
يحيى بشير حاج يحيى
ركزوا رفاتك في الرمال لــواءٓ يستنهض الوادي صــباحٓ مساء ٓ
يا ويحهم نصبــوا منارا من دم يوحي إلى جيل الغد البغــضاء ٓ
ما ضرّ لو جعلوا العلاقة ٓفي غد بين الشعــوب مــودة ًوإخاءٓ !؟
الأبيات من قصيدة لأحمد شوقي يرثي فيها البطل عمر المختار ، ويُشنّع على المستعمر الذي قدم من إيطاليا !؟
وماأصدقٓها في وصف ماوصلت إليه الحال في بلاد الشام مع المحتل الباطني الداخلي ، الذي استولى بمكره وخبثه على البلاد ، وأذل العباد ، ونشرفيها الفساد !؟
إن مافعله الهالك حافظ أسد في حربه على الإسلام تحت ستار القضاء على الإخوان المسلمين ، واستصداره قانوناً من مجلس الشعب يقضي بإعدام كل من ينتمي إليهم ، أو يؤيدهم ، ليدعو إلى العجب!
فلا الإخوان انتهوا ، ولا الإسلام بشموخه وعظمته ، وصمود أبنائه قُضي عليه !!
بل إن أبناء الذين قتلهم في قصف المدن ، وصفاهم في السجون ، في الثمانينيات ، وأحفادهم ... هم الذين يقاتلون وارث أحقاده وجرائمه اليوم !!
فكان دم الشهيد مروان حديد وأمثاله هو اللواء الذي بقي يرفرف في سماء الشام ، والمشعل الذي ظل ّ مضيئاً يقتبس منه الجيل القادم الواعد !
فإنك لتسمع بأسماء شهداء شباب في مختلف جبهات المواجهة ، يسقطون ، وهم لم يروا آباءهم ، أو كانوا صغاراً حين استشهد هؤلاء الآباء ، أو قضوا تحت التعذيب في سجون بني نُصٓير الباطنية !؟
وإنك لترى مصداق ماقال شوقي في جيل من الشباب السوري يزداد بغضاً ، ويتفجر حمية ، ويفور ثأراً !!
فهل حقّق الهالك الأب ، والوريث التعيس الخسيس مآربهم في تمزيق وحدة البلد ، وإيغار الصدور ، وشرذمة المجتمع !؟
إن الجواب الذي يجب أن ينتظره هؤلاء وأتباعهم ، ومٓن سلك طريقهم هو ماستحمله الأ يام - على قسوتها - فإن الشعوب لا تُقهر ، وقلاع الإيمان لاتنهار !
ونحن وهم كما قال ربنا جل ّجلاله ( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون ، وترجون من الله مالا يرجون)