إلى الإعلاميين المترهلين في مصر
نحن لا يهمنا السيسي .. ولا يهمنا مرسي .. ولكن تهمنا مصر
وليد رباح /الولايات المتحدة الأمريكية
قيل في النخوة العربية ما قيل .. وقيل ايضا في البالون ونفخه ما قيل .. وقالوا في تأليه الزعيم العربي ما قيل .. وصدقناهم في كل ما قالوا .. الى ان علمنا ان البوق الاعلامي الموجه هو الذي يقول عن النخوة وعن البالون وعن الزعيم .. ولا مناص الا ان نصدقه .. لاننا تعودنا ان يكذب الاعلام العربي علينا فنصدقه . ولقد قيل قديما ان المحن محك للرجال .. وهكذا لم نعد نصدق احدا ..
كانت مصر زمن الحكم الملكي درة الدنيا .. كان الاعلام فيها يعتمد الصدق الى حد كبير .. وكان الحرافيش من الكتاب لا يجدون مكانا ينشرون فيه تفاهاتهم .. وكنت لا تجد في اللغة ما يشين .. حتى ان الجرائد التي كانت تصدر ليس فيها مدقق للغة .. لان الكاتب والاديب والباحث والصحافي كانوا على علم باللغة ومحتوياتها وادبها الى ان دب السوس في مصر فنخرها عن آخرها .. وقد صفقنا لمن أتوا .. ولكنهم كانوا هباء اضاعوا مصر في غياهب البحث عن المناصب .. فغدا الحكم في درة الدنيا اكذوبة لا تنطلي على احد ..
ورغم حبي لعبد الناصر وما فعله في سبيل درة الدنيا .. فاني آخذ عليه شلة اللصوص الذين كانوا حوله .. ولم ينتبه لوجودهم الا بعد فوات الاوان .. او كان يعلم ولكنه كان ( يطنش) حتى لا يدب السوس اكثر في مصر المحروسه .. على أمل ان ينصلح الوضع .. ولكن الوضع كان يزداد سوءا الى ان تخلقت في مصر الديدان بدلا من السوس .. واللصوص بدلا من الشرفاء .. والجهلة بدلا من المثقفين .. ومن ثم جاء سلفه لكي يستبدل الفقراء برجال الاعمال .. فديس الفقراء بالاقدام .. وامتلآت السجون بشباب مصر الاحرار .. واصبحت مصر فريسة لدول جرباء صغيرة تمتلك المال ولا تمتلك العقل .. فمالآها حكام مصر وزبانيتهم في سبيل الحصول على الفتات .. واصبحت مصر تعتمد الشحاذة بدلا من الغنى الذي كانت فيه .. (واني لاقصد غنى النفس قبل غنى المال .. ) وغدا ابناؤها غير قادرين على العيش الا من رحم السلطان وليس ربي .. والرحمة هنا تستجلب التصفيق .. وليس الصدق والحقيقه .
وجاء من بعد الذين ذهبوا الى غير رجعة من يزن الامور بمصلحته .. فتكدست الاموال وازداد الفقراء فقرا .. الى ان هب الشعب في ثورته ليقول كلمته .. ولكن تلك الكلمة أخرست بالوعود تارة وبالقمع تارة اخرى .. حتى ان الحليم في مصر اصبح حيرانا .. فتفرق الشعب ايدي سبأ .. هذا يؤيد ذاك .. وذاك يؤيد هذا .. الاخوة في البيت كانوا اعداء بعضهم للبعض .. تعطلت المصانع والمعامل وغدا الفقراء تحت الصفر لا يجدون ما يتبلغون به .. وبدلا من ان يفرز الشعب قادته ازداد التصفيق .. وازدادت الفرقه .. ولا اريد في هذا ان اقول هذا انتخب بتأييد من الشعب وذاك انتخب قسرا او تزويرا .. فكلهم في السوء سواء . واني لاجد بعض العذر لمن حكموا .. ففاقد الشىء لا يعطيه .. ومصر غدت خزائنها خاويه .. وخرابها اكثر من عمرانها .. وكل ذلك بايدي الشعب الذين صفق لهذا ولم يصفق لذاك .. فضاعت مصر في الفوضى ولم تزل .. ويعلم الله مدى ما ستعانيه مستقبلا . وفي كل ذلك قد انتصر الاعلام المبرمج .. والعقول القاصره .. فاستبدلت مصر عظماءها بجهالها .. وعظمتهابقصر قامتها .. وكل ذلك بايدي ابنائها ..
وليس في كل ما كتبناه بيت القصيد .. ولكنه التحول الذي جعل مصر غير آبهة بما يجرى حولها .. وبسبب قصر ( ذيلها ) بفعل ضعف حكامها .. فقد اتجه الاعلاميون الجهلة فيها الى ان لا يستطيعوا الوقوف امام الحمار فشتموا البرذعه . نسوا او تناسوا ان الاف الشهداء المصريين الذين ماتوا في سيناء دفاعا عن مصر ودفاعا عن فلسطين .. قد ذهبت دماؤهم مع الرياح .. فكنت ترى امرأة سمت نفسها كاتبة ( او هكذا يبدو ) ترسل برقية الكترونية الى نتنياهو تقول له سلمت يداك لقصفه غزه .. وآخر استعذب (الحمرنة) فقال على فضائية مالنا ولغزة ولفلسطين .. وثالث يظن ان حماس هي الشعب الفلسطيني فيحرض اسرائيل على القاء الشعب الفلسطيني في البحر .. وكأنى بالشعب الفلسطيني ذباب او صراصير يمكن ان تداس بالاقدام بسهولة .. ونسي اولئك او تناسوا ان غزة بغض النظر عن الحكم فيها هي مقدمة الامن القومي المصري .. وان القضاء على غزة يعني ان تصبح اسرائيل على حدود الوطن المصري .. وان الطلقة من هناك يمكن ان تصل الى القاهرة .. وبذا تصبح اسرائيل على مرمى حجر من قناة السويس .. وبذا يكتمل الاحتلال من البحر الابيض المتوسط الى القناة .. فتصبح الاكذوبة الاسرائيلية من النيل الى الفرات حقيقة مؤكده . ويصبح انذاك خبز المصريين مرهون بمزاج ( دولة) سيمحوها التاريخ عاجلا ام عاجلا .. اما اولئك الذين قبضوا وصرفوا على حساب جوع المصريين فسوف يتنعمون بالعيش في دول هذا العالم مهاجرين ورجال اعمال ومستثمرين .. كل هذا والشعب المصري يصفق لهذا ولا يصفق لذاك .. وتلك اولى علامات الاندثار .
وعود الى التاريخ كما عود الى الحاضر .. لقد توقفت كافة الغزوات التي مرت على الشرق عند حدود مصر .. ومن لم يعرف التاريخ عليه بقراءته .. ولما لم تجد الحملات العسكرية على درة الدنيا فقد اتجهت الدول الكبيرة التي تكن الكره لمصر والشرق .. الى نخر الشجرة المصرية من الداخل .. فكثرت منظمات حقوق الانسان التي تقبض من امريكا .. واصبحت المعونة الامريكية التي جل نقودها كراسي وخياما للعسكر واوتادا لتلك الخيام نبراسا يذهب اليه حكام مصر هرولة .. وغدت دول النفط آخر الملاذ تتنازل مصر في سبيل الهرولة اليها باراقة ماء الوجه .. اكثر من هذا .. اصبحت مصر تستورد القطن من امريكا بعد ما كانت تصدره لكل الدنيا .. وغدت الزراعة فيها مرهونة باتفاقات مع اسرائيل مشروطة بالغاء زراعة قوت الشعب المصري من القمح واستبداله بالتفاح والفراوله .. تمهيدا لجوع مصر وخلو امعائها . وغدت ارض مصر الزراعية خرابا يبابا تعطي للفلاحين القروض ولا يستطيعون سدادها ثم تستولي الدولة على الارض لتزيد مساحة زراعتها بالفواكه متجاهلة قوت الشعب .. وغدت مصانع الغزل والنسيج التي كانت تنتج افخر المنسوجات لكل الدنيا مرهون عملها باستيراد القطن من الخارج .. فان لم تجد العملة الصعبة توقفت المصانع وغدا انتاجها يعتمد الخيوط البلاستيكية التي تستوردها من الصين وغيرها لرخصها .. فان كانت ( هدمة) الفقير تعيش سنوات فقد غدت تعيش اشهرا وربما اسابيع .. فمن اين يأتي الشعب بالمال لشراء كسوته ؟ ومن اين يأتي بالنقود لكي يأكل وقمحه مرهون عند دول كبيرة تنتجه وتضع شروطا لاستيراده .. حتى وصل الامر بان مصر بعظمتها اذا توقف استيراد القمح فيها لاشهر فانها تأكل بعضها .. وخلاصة القول انه الخراب .. كل ذلك والشعب المصري يصفق .. ولا يصفق .. اكثر من هذا .. امنه القومي اصبح في خطر .. ولا يستبعد في مقبل الاشهر او السنوات ان يعتمد امن مصر القومي على اسرائيل لحمايتها .
ايها الساده .. وايتها السيدات
تنزف قلوبنا دما ونحن نبكي ونتألم على حال الشعب المصري وما سيكون عليه في المستقبل .. فان قال لك الاعلاميون ان الدنيا هناك بخير فهم كاذبون .. وان قالوا لك ان مصر لا تجوع لوجود الخيرات الكثيرة فيها ولا يهمها سرقات من سرقوا فهم كاذبون .. فقد كانت السرقة فيها قرشا .. ثم تطور الامر الى جنيه فقط .. ثم ازدادت السرقة فاصبحت الافا .. ثم ملايين ومن بعد ذلك مليارات .. فازداد الغني غنى .. وازداد الفقير فقرا .. فكثرت بذلك البلطجة والجريمة والتحشيش والشم والتحرش والعمالة للاجنبي من خلال منظمات تنخر في جسد مصر كالسوس في الرغيف .. والدرع والدود في المش .. فاصبح الشعب يفطر هواء .. ويتغدى على اسماك النيل المسرطنه .. ويتعشى او لا يتعشى فهذا لا يهم حكامها.. يكفي انهم يأكلون ويشربون ويسهرون في افخم الفنادق .. والشعب يصفق لهم .. انها مأساة واي مأساة .
لقد أمل الشعب في مرسي فاذا به اسوأ مما قبله .. كما أمل في السيسي فاذا به مثل سابقه .. وأخر فتواه الصلاة على النبي لكي يشبع الشعب .. ومع ان الصلاة على النبي واجبه .. فانها لا تطعم خبزا . قد تريح الانسان لساعة او دون ذلك .. ولكن لا بد له من الطعام .. فهو زاده في الحياة .. كما هو زاد الصلاة على النبي في الموت ..
ايها الانسان المصري .. ان حل الازمة في داخلك .. تنبع من قلبك ووجدانك .. فان اردت الحياة فتخير لنفسك نهضة مصر .. ولا تلق بالا الى حكامها .. اعمل .. اشتغل .. ابتعد عن السياسة فانها تياسه .. تصالح مع نفسك .. احتضن عائلتك واطفالك .. لا تستمع الى اعلام الحكومه.. او اعلام المترهلين المرجفين .. قاطعهم وذلك اضعف الايمان .. وتأكد تماما ان لك اخوة مخلصين خارج مصر يقفون معك .. انهم ابناء امتك .. سندك في هذه الحياة .. فان لم تفعل .. فقد ضاعت عليك امور حياتك .. واصبحت العوبة في يد الاعلام المبرمج والكذب المكشوف والحقيقة الغائبه ..
لهفي عليك يا مصر .. فقد كنت منارة الدنيا .. وبفعل تصفيق الشعب وعدم تصفيقه اصبحت العوبة في يد القدر .. فتعالوا نتفقد اكفنا ان كانت قد اهترأت او لم تزل على صفائها .. فاذا عرفنا الجواب نهضت مصر .. انها ام الدنيا كما قيل .. فلا تهنوا امكم او تمتهنوها .. فانها تحتضنكم . وتصبحون على الموده.