المرأةُ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

د. حامد بن أحمد الرفاعي

من الخطأ بمكان التحدث عن المرأة على أنَّها مسألةُ تُقابلُ مَسألةَ الرجُلِ أو بالعكس..فالرجلُ والمرأةُ كيان واحد بشقين متكاملين متلازمين لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:"النساءُ شقائقُ الرجالِ"فهُما معاً الحياة..فالحياة لا تكون بٍأحدهما دون الآخر لقوله تعالى:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءًا"وهُما الاستقرارُ فلا استقرار مع تَفرُّقِهما لقوله تعالى:"وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً"وهُما التنميةُ..فلا تنميةً بِدون تَكامُلِ جُهُودِهِما ومسؤولياتِهِما لقوله تعالى:"أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ"وهُما معاً الحَالَةُ الصَحيحَةُ لمعنى وجُودِ الإنسانيِّةُ..فالإنسانيةُ السليمة لا تتشكّلُ إلا باجتِماعِ خصائصهما وتَكامُلِ طبَائعِهما..الرجلُ والمرأةُ شُحنَتا الكيانِ البشريِّ الآمن..يَتفجّرُ ويًندثر بتصَادُمهما وتَفرُّقِهما..ويَتكوّنُ ويَستقرُ بِتزاوجِهما وتَساكُنِهما لقوله تعالى:"لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة"المرأةُ يَنبوعُ الحياةِ وضرعُ الحنَانِ والأمَانِ..وروضَةُ الأخلاقِ والسلوكياتِ..ومنبت ومنشأُ المسؤولياتِ لقوله تعالى:"بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ"المرأةً نَظيرةُ الرجُلِ وصنوه في تَحمُّلِ مسؤوليِّاتِ أمانةِ الاستخلافِ في الأرضِ لقوله تعالى:"إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً"ولقوله تعالى:"وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ"الإسلامُ خَفّفَ عنِ المرأةِ بعضَ المسؤولياتِ ومنحَها بعضَ الامتيازاتِ تَّقديراً لِمَسؤوليِّاتِ الأمومَةِ والطفُولَةِ لقوله صلى الله عليه وسلم:"عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ القشيري قَالَ:قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ"مَنْ أَبِرُّ؟قَالَ:أُمَّكَ،قُلْتُ:ثُمَّ مَنْ؟قَالَ:ثُمَّ أُمَّكَ قَالَ:قُلْتُ:ثُمَّ مَنْ؟قَالَ:ثُمَّ أَبَاكَ ثُمَّ الأَقْرَبَ فَالأَقْرَبَ"الإسلامُ يُقرَرُ التكَامُلَ المُنّصِفَ بينَ مَسؤوليِّاتِ الرجُلِ والمرأةِ في ميادينِ الحياةِ لقوله تعالى:"وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"ويُؤكّدُ الإسلامُ أنَّ الأسرةَ المُؤسسةَ على الزواجِ الشرعيِّ بينَ الرجُلِ والمرأةِ مُؤسسةٌ أساسٌ في بناءِ المجتمعِ الآمنِ..بل هي اللَبِينةُ الأساسُ والأمتنُ في جِدارِالأمنِ القوميِّ للمجتمعاتٍ.