العَالمُ في غَضبٍ .. لِمَ ..؟

د. حامد بن أحمد الرفاعي

العَالمُ في غَضبٍ .. لِمَ ..؟

د. حامد بن أحمد الرفاعي

العالمُ اليومَ في غَضبٍ ونَكَدٍ..الغربُ في غَضبٍ..والشرقُ في غَضبٍ..والشِمالُ في غَضبٍ..والجنوبُ في غَضبٍ..الكُلُّ غَاضِبٌ..الكُلُّ سَاخِطٌ..الكُلُّ مَغمومٌ..الكُلُّ يَائسٌ..الكُلُّ مُتبّرمٌ ممَّا يَحدثُ من حولِه..والكُلُّ يتساءلُ:لِمَ ؟ والله تعالى يجيب فيقول سبحانه:"قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ"هكذا أجابَهمُ القرآنُ الكريمُ..ويؤكدَ ذلِكَ بقولِ اللهِ تعالى:"ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ"ويتساءلُ أحدُهم بغضبٍ شديدٍ:أنا ماذا عَملتُ ..؟ أنا لا أعتدي على أحدٍ..أنا مهمومٌ في البحثِ عن لُقمةِ عَيشي وأبنَائي..ما هي جَريرَتي ..؟بكُلِّ تأكيدٍ الخطابُ القُرآنيُّ لا يَقصُدُ أمثالَك من عامةِ النَّاسِ..القرآنُ يُخاطبُ أصحابَ القرارِ والفعالياتِ الاجتماعيِّةِ..مِنَ العُلماءِ والمُفكرين والمُثقفين والاقتصاديين والإعلاميين والسياسيين..لِيُعيدوا النظرَ في سلوكياتِهم ومسؤولياتِهم..التي انتهت بِهم  وبك وبالناس جميعاً إلى هذه الحالةِ مِنَ الضْنكِ والقلقِ والجوعِ والخوفِ والغضبِ..القرآنُ يُخاطبُ أصحابَ القرارِ النافذِ فيما يُسمّى النظامُ العالميُّ ومجلسُ أمنِه المزعوم ليقول لهم:أيستقيمُ مع التَحدُّثِ عن حُريِّةِ الإنسانِ وكرامتِه والتغنِّي بالديمُقراطيِّةِ..أنْ يبقى ما يُسمى( حقُ النقضِ) قائماً في شِرعَةِ النظامِ العالميِّ ..؟؟؟ وهل يَبقى للديمُقراطيِّةِ معناً ومجلسُ الأمنِ يَئدُ الإرادةَ العالميَّةَ بصوتٍ واحدٍ يقولُ لا ..؟؟؟ ماذا نحنُ فاعلون ..؟ والجوابُ العمليُّ فيما اتخذته المملَكةِ العربيِّةِ السعوديِّةِ من خطوة جريئةُ مِنَ..مُلتَزمةً توجيهَ القُرآنِ الكريمِ في قوله تعالى:"وَاتَّقُوا فِتْنَة لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّة"فرفضت أنْ تكون عُضواً في مجلسِ الأمنِ لتتنزه عن مُمارسة شاهدةَ زورٍ على مظالِمهِ وعبثيِّةِ تَعامُلِه مع مصائِرِ الأُمَمِ والشعوبِ...فهلْ يَشهدُ العالمُ مواقفَ دوليِّةٍ جريئةٍ مماثلةٍ يَتشكَّلُ بها تيارٌ عالميٌّ..؟؟؟يَسعى بجديِّةٍ لإعادةِ النظرِ بشرعةِ النظامِ العالميِّ..لتكونَ شرعةً عادلةً..تُجِّلُ قُدسيَّةَ حياةِ الإنسانِ وكرامتَه وحريتَه ومصالحَه..وتُقيمُ تَعايشاً آمناً وسلاماً عادلاً بينَ المجتمعات..إنَّا لنأملُ ذلك..وإنَّا لمُنتظرون.