منطق الحلال والحرام لا يمكن أن يكون سببا في تلف المغرب
منطق الحلال والحرام
لا يمكن أن يكون سببا في تلف المغرب
لأنه شرع الله عز وجل
محمد شركي
استضافت القناة الأولى الكاتب العام لحزب الاتحاد الاشتراكي فجاء خلال حديثه ببائقتين : الأولى اعتباره عبارة "انصر أخاك ظالما أو مظلوما "جاهلية وليست جزءا من حديث نبوي شريف صححه علماء الحديث علما بأن هذه العبارة أخرجها رسول الله صلى الله عليه وسلم من دلالتها الجاهلية إلى دلالة إسلامية ذلك أن دلالة هذه العبارة في الجاهلية يختصرها قول الشاعر الجاهلي "
وهل أنا إلا من غزية إن غوت =غويت وإن ترشد غزية أرشد
فشتان بين هذا المنطق الجاهلي المكرس للظلم ، وبين المنطق الإسلامي الذي يعكسه الحديث الشريف الذي يدعو إلى الأخذ بيد الظالم لصرفه عن الظلم . وبالرغم من شهرة حديث : " انصر أخاك ظالما أومظلوما " حتى أن المتعلمين في التعليم الابتدائي يعرفونه فإن رأس حزب اشتراكي إما جاهل به أو متجاهل له وهو الأرج وفقا لتوجهه الإيديولوجي . أما البائقة الثانية التي جاء بها الكاتب العام للحزب الاشتراكي فهي قوله : "إن منطق الحلال والحرام سيضرب تلفة للمغرب " وقد جاء قوله هذا في سياق حديثه عن وزير العدل الذي نبه موظفة إلى القيام بواجبها خوفا من الله عز وجل عوض أن يخوفها من القانون حسب تعبير الزعيم الاشتراكي الذي يصدر في كلامه عن توجه علماني يقصي الدين من الحياة . ومعلوم أن منطق الحلال والحرام هو منطق شرع الله عز وجل ولا يوجد هذا المنطق في الشرائع الوضعية لأنها من وضع البشر الذي لا يحق له أن يحل أو يحرم . وشرع الله عز وجل إنما جاء لإنقاذ البشرية لا لتلفها أو هلاكها كما جاء على لسان الاشتراكي ضيف القناة الأولى . وما جاء على لسان الكاتب العام لحزب الاتحاد الاشتراكي يدخل ضمن حملة انتخابية قبل الأوان وقد شوهدت وجوه أحزاب المعارضة في هذا اللقاء الذي خصص لانتقاد حزب العدالة والتنمية والأحزاب التي تشاركه الحكم . ولقد سيطر على لقاء القناة الأولى جو الانتصار لما يسمى الحداثة حيث حرص الصحافيون المحاورون للكاتب العام للحزب الاشتراكي على لومه على التقصير في حق الحداثة أمام رجعية الحزب الحاكم . وما رجعية الحزب الحاكم عندهم سوى المرجعية الإسلامية للحزب الحاكم حزب العدالة والتنمية .ومعروف عن تيار اليسار الذي يدعي الحداثة تنكره للمرجعية الإسلامية المخالفة لإيديولوجيته العلمانية ، ومن ثم رفضه تبني التيار الإسلامي لهذه المرجعية لما لها من قيمة لدى الشعب المغربي ، وهو ما يرفع من حظوظ من يتبناها في الاستحقاقات الانتخابية . ويتعمد تيار اليسار العلماني النيل من المرجعية الإسلامية في انتقاده للحزب الخصم الذي يتبناها، لهذا جاءت عبارة الكاتب العام للحزب الاشتراكي : " منطق الحلال والحرام سيضرب للبلد تلفة " في سياق تصفية الحساب مع الحزب الحاكم، وقد طالب مرة أخرى رئيس هذا الحزب بالانصراف وكأنه لم يخض انتخابات، ولم يفز بها ، ولا توجد مدة معينة يقضيها في الحكم قبل أن ينصرف، علما بأن رؤساء حكومات سابقة ومنها حكومة التناوب لم ينصرفوا كما يراد لرئيس الحكومة الحالي . وكان من المفروض أن يكون منطق الحلال والحرام وهو كناية عن شرع الله عز وجل حكما بين الأحزاب السياسية المتصارعة مادام دستور البلاد ينص على أن الدين الرسمي هو الإسلام ، وهو دين منطق الحلال والحرام حيث يصرح القرآن الكريم وهو كلام الله عز وجل بالحلال والحرام . والحقيقة أن ما يسبب تلفا للمغرب هو تعطيل منطق الحلال والحرام عكس ما زعم زعيم حزب الاتحاد الاشتراكي ، ذلك أن الوازع الديني هو الذي يمنع التلف ، وشتان بين من يخشى الله عز وجل وفق منطق الحلال والحرام وبين من يقصي هذا المنطق من الحياة ،ويجعل الشرائع الوضعية بديلة عن شرع الله عز وجل الذي لا تستقيم الحياة بدونه ، ولو كانت الشرائع الوضعية صالحة لهذه الحياة لما تدخل الله عز وجل بشرعه لصيانتها ، وهل تعيش البشرية الكوارث والمصائب والحروب الطاحنة إلا بسيادة الشرائع الوضعية ؟ .