الشعب المغيب أين نحن منه؟

الشعب المغيب أين نحن منه؟

خليل الجبالي

مستشار بالتحكيم الدولي

[email protected]

مازال الشعب المصري في غيبوبة عدم الفهم لما يدور حوله من أحداث تتمثل في واقع الأفراد الذين يحكمون البلاد بعد أن سطوا عليها، وانقلبوا علي رئيسهم الشرعي، حتي أن بعض المغيبين ينبهرون بما يقدمه الطغاة من قتل وسحل وإعدامات وسجن للأبرياء.

إن الدمار الإقتصادي الذي لحق بالبلاد، وإنهيار مقومات الدولة، وتهديد مستقبلها السياسي والدولي لأمر لم يخف علي الجميع، حتي أن هيبة الدولة في رئيسها وحكوماتها وممثليها أصبحت فكاهة هذه الأيام في المحافل الدولية والجرائد العالمية والمنتديات السياسية.

إننا بحاجة أن نبين للناس حقيقة الإنقلاب العسكري الغاشم الذي أتى ليهلك الحرث والنسل بلا وعي ولا تفكير،  حيث أن الانقلابيين لا يملكون أي رؤية لإدارة صحيحة للبلاد سوى تشديد القبضة الأمنية، وإذلال الشعب وإخضاعه بالقوة المسلحة، والتفريط فى الحقوق وإهدار الثروات.

إن فشل الإنقلاب بات وشيكاً بعد أن فشل في كل شيئ، في إدارة الحياة العامة والحياة السياسية والحياة الدولية ، كما أنه فشل في المشروعات التي قدمها للناس جميعاً.

أننا بحاجة أن نصبر علي الآخرين لنوضح لهم ما نرجوه لهم وما نهدف إليه من إسقاط الإنقلاب، وعودة الشرعية، ورد الأموال المنهوبة سواءً قبل الإنقلاب أو بعده، وذلك بشرح برامجنا لهم، ونشر الوعي بالثورة وعدم الإنجرار للعنف، ونشر الأمل في تحقيق أهداف الثورة، ومحاربة كل صور اليأس التي يحاول إعلام الإنقلاب إشاعتها.

إن مشاركة الغير في تحقيق الشرعية لأمر أوجبه فرض الوقت، فلن يستطيع الإسلاميون أن يتحملوا عبء تبعة هذه المرحلة وحدهم، ولن نستيطع أن نترك المغيبين في دائرة الغفلة ليزداد الإنقلابيون بهم عدداً.

إن إستيعاب كافة الطاقات والكفاءات وممارسة الشراكة الحقيقية معهم في العمل الوطني، وتوسعة دائرة التحالف، لاستعادة وحماية الثورة والمسار الديمقراطي لأمر أصبح من الضروري التوجه إليه سريعاً والعمل علي تحقيقه في التو واللحظة.

إننا نوقن أن إرادة الشعب في الحرية وعودة الشرعية سوف تتحقق، ولكننا نرجوا إختصار الوقت وتقليل الجهد والخسائر البشرية التي يقوم بها الإنقلابيون من قضاة وعسكر وشرطة ومن تحالف معهم يوماً بعد يوم مما يؤلم الأحرار في أعراضهم ودماءهم وأموالهم وممتلكاتهم.

كما أننا نؤمن بأن التضحية والبذل والعطاء لن يضيعوا سداً فهم عند الله بمكان ، ونرجوا من الله أن يتقبل ممن بذل وضحي وأعطي مما يملك.

لقد مرت بالمؤمنين أوقات عصيبة، وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أكرم الخلق على الله، لكن الكرامة لا تمنع تقديم التضحيات وتحمل التبعات ولا تمنع جريان السنن الكونية على البشر وعلى المؤمنين ليتعلموا الدروس ويصححوا الأخطاء.

إن سنة الله في الكون غالبة، ومن سننه إنتصار أهل الحق وإن طال بهم الزمان ( كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا ورُسُلِي إنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) سورة المجادلة.

وقد أوجب الله الأخذ بالأسباب والثبات علي طريق الحق ومن ثم النصر بقوته وعزته سيكون حليفاً للمجاهدين الصابرين الثابتين.

(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) سورة الحج