العالم يواجه جحيم قانون الغاب في القرن الواحد والعشرين
وضعية جد مزرية يمر بها العالم اليوم بسبب إضفاء الشرعية على قانون الغاب المعروف بأكل القوي للضعيف ،وهو منطق الحيوانات الضارية الكاسرة الأعمى . لقد تناوب على منصة الخطابة في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة طغاة وجبابرة، وألقوا خطابات تمجد قانون الغاب دون الشعور بأدنى حرج. وقف الدب الروسي يعلن للعالم مساندته غير المشروطة لذئب سوريا الشرس الذي خرب البلاد وأهلك العباد والحرث والنسل وطوح بملايين اللاجئين في شتى بقاع العالم، وقد ابتلعت أمواج البحار منهم خلق كثير ، وحوصر منهم مئات الآلاف خلف أسلاك شائكة على حدود دول أوروبية عنصرية تعتبرهم مجرد حشرات . وقف الدب الروسي بعنجهيته المعهودة وستالينيته المتهورة ليعلن غزوه العسكري لسوريا وتزويد طاغيتها بالسلاح والعتاد والجند دون أن يستشير مجلس الأمن أو ينتظر قرارا منه تماما كما فعل من قبل النسر الأمريكي الكاسر الذي طار إلى العراق وأفغانستان دون استئذان الأمم المتحدة أو الأخذ برأيها لأن النسور والدببة وغيرها من الحيوانات الضارية تهاجم ولا تستشير، ذلك لأنها متعطشة للدماء تنقض على فريستها متى شاءت وبدون إذن . وحين ذكر الدب الروسي بما فعله النسر الأمريكي في العراق وأفغانستان لم يكن قصده إنكار قانون الغاب بل كان قصده تبرير ممارسته لهذا القانون وتزكيته له . ووقف القرد الشيعي الطائفي الإيراني ليعلن تحالفه مع الدب الروسي ومع الضبع الطائفي العراقي من أجل إنقاذ الذئب السوري الشرس . وتناقلت وسائل الإعلام خبر تفاهم النسر الأمريكي والدب الروسي والقرد الإيراني من أجل إيجاد حل ينجو به الذئب السوري ويبرأ من جرائمه الشنعاء بما فيها استخدام الأسلحة المحرمة عند البشر والمسموح بها بموجب قانون الغاب . ويبدو أن اجتماع الحيوانات الضارية في المحفل الدولي هو إعلان صريح بإقرار العالم لقانون الغاب . ومن نفس المنصة تحدث الثعلب المصري بخبثه ومكره المعهودين وهو يبرر جرائمه البشعة ، ويتحدث عما يعد به قانون الغاب من ويل وثبور وعواقب الأمور، ويعبر عن استعداده لاستضافة الحيوانات الضارية التي أقرته على جرائمه النكراء .ولقد استقبلته هيئة الحيوانات المتحدة استقبال الزعماء لأنه ذبح الديمقراطية والشرعية على أعتاب مراقد أسلافه الفراعنة الطغاة . ومن نفس المنصة انتصب الثعبان الصهيوني ينفث سمومه الناقعة المعهودة ، وهو نموذج خبيث في تكريس قانون الغاب، وقد انفرد بفريسته في أرض الإسراء والمعراج ، والتف حولها يعتصرها اعتصارا ويجرعها سمومه القاتلة . فما أشد بؤس عالم تحولت فيه المخلوقات البشرية إلى حيوانات ضارية بعدما سطت على قانون الغاب وسلبته من أصحابه . فإذا كان الله عز وجل قد شبه في كتابه الكريم المخلوقات البشرية بالأنعام حين ينحرف بها الضلال عن الهداية بل جعلها أضل من الأنعام، فإن المخلوقات البشرية اليوم في هذا العالم البئيس أشد ضراوة من الحيوانات الضارية . فلك الله يا شعب سوريا المسكين وأنت بين أنياب ومخالب الحيوانات الضارية.
وسوم: 635