الحضارة العرجاء .... !
يؤكد علماء العمران ( الحضارة ) أن ما نراه حاليا لا يتعلق بالعمران من قريب ولا من بعيد لأنه حالة شاذة من العرج الذي هو بين حالة الرقود التام والعجز عن القيام وأخرى شبيه الكساح.
البنايات الشامخة والأنفاق العميقة العريضة لا تمثل من العمران إلا نسبة ضئيلة للغاية وغالباً ما تقع الانحرافات الخطيرة في مثل هذه البنايات والأنفاق لتمتعها بالبعد عن الرقابة أن وجدت وهي غائبة بالقطع
إنها ( حضارة ) محاربة الحق.
وأذكر أن الكاتب الكبير الأستاذ ( يحي حقي ) قال لي عام 73 أننا نعود مرة أخرى إلى مجتمع الغابة وتحدث كثيراً عن إله الإغريق وسرقة النار المقدسة ثم ذكرة الله واستغفره.
إن الطريق لاعمار الأرض يقع ضمن إطار من الأحكام المتعلقة بالضروريات وهذه ثابتة لا تتغير والأحكام المتعلقة بالحاجيات كدفع المشقة ، وبالتحسينات الملائمة للذوق وهذه شديدة المرونة على أحسن الأحوال وأرسى بذلك قواعد النظام الاجتماعي في المجتمع المسلم ، ليكون هاديا لبني الإنسان في كل زمان ومكان ( الموسوعة الإسلامية العامة ) مادة عمارة الأرض ص 1006 وما نراه الآن من تجاوز لحدود الحق والعدل ما هو إلا الخراب بعينه وهي يؤدي إلى هلاك الأمم دون شك .
إن القشرة اللامعة ( للحضارة ) لا تعني شيئا على الاطلاق .
لقد خلق الله الخلق لأداء وظيفة العبادة التي لا تقتصر على أداء الشعائر. إن العبادة وظيفة كلية يقوم بها الإنسان طبقا لمنهج خالقه . الذي هو نظام :-
1- عبادي . 5- سياسي .
2- اجتماعي. 6- أسري.
3- إداري . 7- جنائي.
4- اقتصادي . 8- مدني .
هذا هو النظام الإسلامي وهذه النظم مأخوذة من القرآن والسنة وأعمال الخلفاء الراشدين كما أنها مستنبطة بواسطة اجتهاد الأئمة المجتهدين وهي نظم تغني عن غيرها ولا يغني غيرها عنها ، بل إن فيها لما هو أسمى وأجل من أحدث النظم العالمية التي يفتخر بها علماء الغرب المعاصرون نظم لا تعرف القمار ولا الدعارة ، ولا الغش ، ولا التدليس ولا الاحتكار ولا الزنا ولا اللواط ولا غيره من الفواحش . إنها نظم ترتقي بالإنسان ، إنها العمران الحقيقي الذي هو وظيفة الإنسان في الأرض كما أرادها الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والكلام مهدى على الجملة إلى أصحاب الدعوات الفاجرة لممارسة العلاقات الزوجية خارج مؤسسة الزواج والدعوة الفاجرة الأخرى لخلع الحجاب. إنها أصوات لا تكف عن النباح في محاولة لإسقاط الحدود وتعدي الحدود ونهيب بالمؤسسات الرقابية أن تتصدى لمثل هذه الانحرافات العقلية القبيحة.
زغلول عبد الحليم
وسوم: 635