عَالَـــــمٌ آمِــــــــنٌ...
إنَّ العالم اليوم يعاني من حالة عدم استقرار،وتصادم في كثير من البلدان فما هو السبيل إلى عالم آمن..لا شك أنه سؤال كبير ومعقَّدُ..وبين يدي الإجابة أمهد بما يلي:البناء الحضاري البشري يقوم على مرتكزين اثنين ثقافي ومادي..المرتكز المادي:هو اكتشاف واستثمار موارد الكون لصالح كرامة الإنسان..والمرتكز الثقافي:هو الأداء القيمي والأخلاقي لعملية تأسيس وتطبيقات البناء المادي للحضارة في حياة المجتمعات..من جهة أخرى الحضارة:بناء بشري تراكمي يتكون من وحدات حضارية تتمايز فيما بينها بالأداء الثقافي والقيمي والسلوكي للأمم..وبالتأكيد فإن الأداء الأخلاقي يبقى العامل الأساس والأقوى في حماية الحضارة من الانتكاسة والدمار..فالمسيح ـ عليه السلام ـ يقول:"ما جئت لأبطل الحق ولكن لأتممه"ورسول الهدى سيدنا محمد يقول:"إنَّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"والله سبحانه يقول:"لِكُلٍ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِى مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَات"فأزمة القيم هي المسؤول الأول عن تدهور كرامة الإنسان..وتفاقم انتهاك حقوقه والاستهتار بقدسية حياته..وما طغيان حالة عدم الاستقرار في كثير من بلدان العالم..واتساع ثقافة الصدام والحروب وفساد البيئة إلا نتائج مؤلمة لأزمة القيم السائدة في عالم اليوم..ولكن ما السبيل إلى التغلُّب على هذه الأزمة..؟بداية علينا أن نعترف بأننا جميعاً مسؤولون..فتنشئة الأجيال وتربيتهم كانت ولا تزال مسؤوليةً جماعيةً..تحتاج منَّا إلى مراجعة عامَّةٍ لكل مصادر ووسائل التأثير في تنشئتهم وصياغة سلوكهم وفق ثقافة مشتركة..تكون قادرة على بلورة ميثاق قيم عالمي يؤكد ثلاثة مرتكزات:احترام قدسية حياة الإنسان والأخوة الإنسانية،احترام حرية الإنسان وكرامته،احترام سلامة البيئة..ولتحقيق هذه الأهداف النبيلة علينا أن نعمل معاً على تفعيل الضرورات الخمسة التالية في حياة المجتمعات:(الأمـن الديني،الأمـن الفكري،الأمـن الأخلاقي،الأمن الاجتماعي،الأمن الاقتصادي) وبعد..أحسب أن بلوغ هذه الباسقات من الآمال..غير ممكن إلا بالحضور المشترك الفاعل للكفاءات والمهارات الشعبية والرسمية لكل مجتمع..وبالتكامل والتلازم بين مسؤولياتها في ميادين الحياة..وصدق رسول الهدىإذ يقول:"أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".
وسوم: 639