العقل الغربي لم ينتج شيئاً يستحق الإشادة به
هذه هي العبارة الذهبية التي قالها الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بدوي وهو يختم رحلته الشاقة في عالم (الفكر الغربي) ومنتجاته العقلية وبعد أن قضى معظم عمره ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ في الدفاع عن منتجات العقل الغربي!! عبارة خطيرة لأنها:
- شطبت على إنتاج العقل الغربي كله و
- شطبت على ما أنتجه عبد الرحمن بدوى من أعمال تمجد العقل الغربي ومنتجاته.
عبارة اهتز لها كل عقل يبحث عن اليقين.
لم يستطع أن يسكت عبد الرحمن بدوي حتى النهاية!
رفض كل (الفكر) الإنشطاري التجزيئي الذي يفصل بين القيم المتكاملة فتسقط معه كل منظومات القيم وتنتهي الحضارات وتموت، ما عدا الأمة الإسلامية القائمة على أساس التوحيد لأنها الأمة الشاهدة على الأمم إنها تذبل فقط ولكنها لا تموت!
لقد أسقطت العبارة الذهبية ((العقل الغربي لم ينتج شيئاً يستحق الإشادة به)) التي صرح بها بدوى في حديثه إلى مجلة الحرس الوطني السعودية بتاريخ 15 جماد الأولى 1423 هـ الموافق 25/7/2002م وهو الرجل الذي ظل يمجد العقل الغربي ومنتجاته سنوات عمره كله!
أسقط المفاهيم الغربية كلها فلم تعد لأى منها قيمة إلا عند الأمم المغلوبة حضارياً وثقافياً والتي أهملت خصائصها وراحت تبحث عن بقايا الحضارات البائدة التالفة الفاسدة لتستنهض عزائمها!! كلام أفرغ من الفراغ.
إستطاع الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بدوي أن يسدد للعقل الغربي ومنتجاته ضربة قاصمة قضت على قضاياه التجزيئية التى نقلها الأبالسة من كتابنا أوائل عشرينيات القرن الماضي ولا يزال وحلها يملأ شوارعنا!
ومن وحلها قضايا عجيبة مثل الإسلام السياسي ، دين الإنسانية ، دعه يعمل دعه يمر ، دع ما لقيصر لقيصر ، الدين هو علاقة الإنسان بربه، الثقافة لا علاقة لها بالدين ، رجل الدين ، القوميات والفرعونيات ، والبابليات ، والآشورية .. إلخ من مخلفات الأمم البائدة وبقايا الحضارات التالفة.
إن محاولة إستنهاض ما لا قيمة له لا وزن له في ميزان العدل والإنصاف ولا قيمة لنهوض ميت على فرض أنه قام!! الموتى في قبورهم بين منعّم وبين شقّى حتى يأتي اليوم الموعود.
ليس وراء الحق إلا الباطل.
إن ما نراه على الفضائيات من هجوم على خصائص أمتنا الكبيرة التى قوامها أكثر من 2 مليار مسلم لا يشكل إلا جناية كبرى تشارك فيها أطراف عدة منها طرف منا لتسهيل عملية الذبح والسلخ ولكن هذه الأمة الكبيرة محفوظة بكتاب الله الذي يملأ صدور معظم أهلها بنور اليقين رغم الدسائس ومحاولات كسر الهمة والتطويق والاختراق.
إنها أمة تذبل ولكنها لا تموت على عكس الأمم قاطبة لسبب بسيط أنها الأمة الشاهدة على الأمم!
إن عودة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بدوي إلى حظيرة الإيمان ورفضه (للفكر الغربي) ومنتجاته تعد الحدث الأكبر في تاريخ الأمة بعد أن أفتتنت بدعاوى معظم كتاب عشرينيات القرن الماضي خاصة مقولة الدكتور طه حسين وهي (أن نأخذ حلو الغرب ومره) والتي أفسدت العقل على نحو غير مسبوق حتى أسقطها الدكتور عبد الرحمن بدوي وتقبله من الصالحين.
وسوم: العدد649