صدق ابن تيمية: هم شر من الصهاينة ومن الصليبيين
لله در شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقد كان ينظر بنور الله عندما تصدى لأباطيل الرافضة في عصره، وآية ذلك أنك تقرأ ما كتب منذ بضعة قرون فكأنه يكتب عما نراه اليوم من مخازيهم؛علماً بأن الرافضة ازدادوا قبحاً وغلواً في المرحلة الصفوية التي ظهرت بعد عصر شيخ الإسلام بما يقرب من مئتي سنة!! ثم جاءت الصفوية الجديدة مع الخميني فأضافت إلى شرور أسلافها الصفويين مزيداً من البغضاء والدجل.
فرافضة القرن السابع الهجري الذين فضح ابن تيمية ضلالاتهم أقل سوءاً من مجوس عصرنا، ومع ذلك قال فيهم ذلك العالِم الرباني الاستثنائي: هم شر من اليهود والنصارى!! مع ملاحظة أن يهود اليوم شر من يهود الماضي، لأنهم لم يتمكنوا مما مكَّنهم منه صليبيو العصر الحديث!!
ومع ذلك فإن جرائم الصفويين الجدد أشد دموية ووحشية من جرائم سادتهم الصهاينة.
ووالله وبالله وتالله لقد صدق الرجل في تشخيصه هذا، فكيف لو عاش في زماننا ورأى مخازي المجوس الحاليين، وبخاصة ما اقترفوه-وما زالوا يقترفونه- من جرائم فظيعة في الشام والعراق؟ كاتب هذه السطور يستحضر وصف شيخ الإسلام لرافضة زمانه، كلما اطلع على موبقات القوم التي لا تتوقف ولو يوماً واحداً.
الفخر بالعار:
لنقف قليلاً أمام مأساة بلدة مضايا السورية، التي يقطنها أكثر من 40 ألف مدني أعزل، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ وفيهم نسبة غير قليلة من الذين تسببت لهم آلة العدوان المجوسي النصيري بإعاقات بدنية دائمة.
فقد حاصرها تجار المقاومة الذين باعوا الجولان للصهاينة وتكفلوا بحمايته من أي رصاصة، حتى اضطر أهلها إلى التهام الأعشاب البرية –وبعضها سامٌّ- وإلى أكل القطط!! وبدأ الموت جوعاً يفتك بعشرات منهم.
إنه وضعٌ لا مثيل له، وقد تم بتواطؤ عالمي خسيس، استفز بقايا ذوي الضمير في الغرب، فصرخ مسؤول بريطاني محتقراً نفاق قومه: كيف لا تعجز طائراتنا عن القصف في سوريا حتى لمناطق مدنية، لكنها تعجز عن إلقاء بعض الأغذية والأدوية لأهل مضايا المحاصَرين؟
ما لم يقله ذلك المسؤول أن طائرات الغرب سبق أن ألقت أطناناً من المواد الإغاثية على عبدة الشيطان في جبل سنجار!! المهم أن جريمة قتل مضايا بالتجويع، فضحت نفاق الغرب أكثر مما يتوقع، حتى إنها استفزت بعض المنظمات الحقوقية، وضغطت الصور المفزعة لضحايا الحصار على دجاجلة الساسة هناك، ففرضوا على عميلهم مصاص الدماء في الشام إدخال بعض الأغذية إلى مضايا.
وحدهم المجوس الجدد، انحدروا إلى درك الشماتة بالأهالي الذين يحاصرهم المجرمون، ولم تقتصر عمليات التشفي السادية على الرعاع والغوغاء، وإنما شارك فيها إعلاميون معروفون!!
فعلوا هذه الجريمة الإضافية، بالرغم من جهدهم الكبير لإنكار محنة مضايا، على طريقة كبيرهم الذي علّمهم السحر: حسن زمّيرة الذي قال بعد مجازر صاحبه بشار في حمص في بدايات الثورة السلمية: ما في شي بحمص!! وتسبب كذبه المكشوف بتلقيه موجات سخرية لاذعة، تجددت ذكراها اليوم بعد عار مضايا وشماتة قطعانه بأهلها!!
وسم “#متضامن_مع_حصار_مضايا” الذي تم تدشينه من قبل أنصار حزب اللات والنظام النصيري، كشف دناءة التشفي والشماتة والسخرية من جوع المحاصرين، بل الترحيب بمعاقبتهم بالتجويع والحصار، حيث نشر بعضهم صوراً لموائد طعامهم الفارهة ممهورة بالوسم السابق!!
شملت قائمة الساخرين من ضحايا الحصار في لبنان شخصيات إعلامية معروفة، فمراسل قناة المنار التابعة لتنظيم حزب الله “حسين مرتضى” نشر على صفحته على موقع “تويتر” صورة لهيكل عظمي وعلق عليها ساخرًا #”متضامن_مع_حصار_مضايا”، كما نشر صورة لهياكل عظمية تلعب كرة السلة، وقال إنهم طلاب من مدرسة مضايا، ونشر مصور في قناة الجديد الملحقة بأبواق نصر اللات، نشر صورته من داخل ثلاجة بيته وكتب ساخراً: “أنا متضامن مع حصار مضايا”.
كما نشر المخرج اللبناني الصليبي شربل خليل صورة يظهر فيها أفارقة يعانون من نحول شديد كتب عليها: “رئيس بلدية مضايا المحاصرة وأعضاء المجلس البلدي في آخر صورة لهم! أين_الضمير؟”.. وللعلم فإن شربل هذا أنتج مقطعاً يداعب فيه نصر اللات قبل سنوات، فنزل أفراد القطيع المجوسي إلى الشوارع وقطعوا الطرقات بالإطارات المشتعلة، وسارع المخرج النذل إلى الاعتذار وتقبيل أيادي سادته أذناب خامنئي!
بقايا شرف:
هذه السلوكيات المَرَضية المقرفة، أثارت بقايا الأصوات الشريفة من غير المسلمين، فكتب اللبناني طوني بولس: ”كم هو مؤسف أن ترى بشراً بهذه القذارة، المجاعة ليست للأمعاء الخاوية، إنما لأصحاب القلوب والعقول الفارغة”، بينما كتبت ناشطة أخرى: أشباه البشر هكذا تضامنوا مع أهلنا وإخوتنا في مضايا، أي عار سيلحق بهم وبنا إن سامحنا أو نسينا!“
وقالت صحيفة “أندبندنت” البريطانية ”إن أنصار النظام السوري ينشرون صوراً استفزازية للوجبات التي يقومون بتحضيرها، من أجل التشفي في أهالي _مضايا، وهو ما أثار موجة من الغضب والاستياء لدى جميع المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث دان الجميع هذا التصرف السادي والمقرف بشكل لا يصدق“.
أما صحيفة “تليجراف”، فأكدت أن “مؤيدي بشار الأسد وصلوا لمستويات قياسية من التدني بعد سنوات من الحرب التي استخدم فيها النظام أسلحة كيميائية وقنابل ضد مدنيين، وقام مؤيدوه بالسخرية من معاناة البشر وآلاف المدنيين الجوعى والمحاصرين”.
وسوم: العدد 652