كيف استقبلت مدينة الباب الهضيبي سنة 1954
دعاة وقادة .. في مدينة الباب
أعرف بالضيف أولا :
هو مستشار في أعلى مناصب القضاء واﻹبرام.. محاضرا وبلاغة وفصاحة وروحانية ..أوصى الشيخ حسن البنا بأن يكون الهضيبي مرشدا بعده لأن المرحلة القادمة تحتاج إلى فكر . رجل فكر خطط لإخراج الإنجليز من مصر ومعه محمد فرغلي.
جاءتنا الأخبار من حلب أن الهضيبي المرشد العام سيكون ضيف مدينة الباب.. فأرسلت إلى مدينة الباب فرقة الكشافة التي طافت المدينة وهي تنشد هو الحق يحشد أجناده .. في اليوم التالي وصل موكب الضيوف عشرون سيارة تتقدمها سيارة الرجل العظيم خرجت أهالي البلدة إلى المديونة تتنظر المرشد.. ترجل المرشد عندما رأى المستقبلين وأطلق الرصاص بهجة بقدومه واصطفت الخيول الأصيلة على يسار الطريق بإشراف صديق العمر الحاج أمين يكن وانطلقت الخيول تسابق سيارة المرشد الذي أعجب بذلك .. إنها صفحة من تاريخ مدينة الباب.. ووصل الركب إلى دار حاج إسماعيل الخطيب عم القاضي عبد الوهاب التونجي وبعد استراحة توجه الضيوف وفيهم سعيد رمضان وصالح أبو رقيق مستشار الجامعة العربية والسباعي والتونجي إلى الجامع الكبير ألقى السباعي الكلمة ثم سعيد رمضان وغصت الشوارع المحيطة بالجامع وكان العالمان الشيخ محمد سعيد المسعود والشيخ حمدان الصالح ينظمون سير الركب رحمهم الله.. وعاد الضيوف العظام إلى حلب وفي الجانب الآخر كان العبد الخاسر جمال عبد الناصر يعتقل ويسجن..
وكان يظن أن الهضيبي سيظل في حلب لكنه أبى أن يدخل إخوانه السجون فسافر إلى مصر وماهي إلا فترة وسيق إلى السجن والتعذيب وهو في ال 65 من العمر رحمه الله وأعزه وحشره مع محمد وصحبه .
*- وممن حضر إلى مدينة الباب الداعية الكبير عبد الحكيم عابدين وهو زوج أخت الشهيد البنا داعية موفق ،وبليغ إلى أبعد الحدود وألقى كلمة في حشود الأخوان في مركزهم قرب مخفر البلدة قدمته بالآية الكريمة ( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ) فبكى وأبكى وهو آية من آيات الله في الذكاء والمعلومات الدعوية .
*- كما حضر الشيخ السباعي أربع مرات وحاضر في مركز الإخوان في دار فرحات ثم في الجامع الكبير وكان معمما وكان نائبا في البرلمان وسالني هل يساعدكم عبد القادر الرحمو قلت : ﻻ . بعد شهرين عاتبني الزعيم الشعبي وكان مراقبا في المجلس النيابي وقال لي شكوتني للسباعي رحمه الله .
*- الشيخ المجاهد سعيدحوا رحمه الله حضر إلى الباب وألقى توجيهاته ونصحه للشباب المسلم في مزرعة الأخ حسين المحمد العثمان ولنا فيها ذكريات وذكريات وغطس في ماء البركة بثيابه وهي المزرعة التي اشتراها العماد .
*- العلامة المؤرخ محمد راغب الطباخ زار مدينة الباب وهو صاحب كتاب أعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء وقد احتفيت به جدا وكان معه ولده يحيى وجاء للباب ليقرأ الكتابة المحفورة على الباب الغربي للجامع الكبير على الباب الغربي للجامع الكبير .
*-وممن حضر إلى مدينة الباب وحاضر فيها الشيخ عبد الله علوان في جامع أبي بكر الصديق والشيخ أبو النصر خلف وولده عبد الباسط والشيخ كامل بدر رحمهم الله ، وكم وقف على درج السراي شاعر الإنسانية وسفير سوريا في الباكستان الداعية المربي عمر الأميري رحمه الله .
*- والدكتور الوزير الكويتي الداعية يوسف الرفاعي ، وهو من الدعاة العاملين في الحقل الإسلامي الكويتي ، حضر زائرا أنسنا بلطفه وتغذينا بعلمه وأظنه من آل البيت الكرام ، حضر وفاة الشيخ النبهاني التي هزت حلب يومها ، وقد أكرمناه واغترفنا من علمه ولعل الأخ الشيخ زكريا المسعود قد كتب عنه فقد كان ضيفه عندما زار المدينة .
* - الوزير المفكر علامة عصره الدكتور محمد المبارك وألقى محاضرة في الجامع الكبير في مدينتنا كان عميدا لكلية الشريعة بعد الشيخ السباعي ووزيرا في الحكومة .
رحم الله تلك الأيام ، وإلى لقاء آخر استودعكم الله .
وسوم: العدد 654