الأعراس الديمقراطية في سوريا
الأعراس الديمقراطية في سوريا
بدر الدين حسن قربي /سوريا
في خمسة استفتاءات متتالية لرئاسة سوريا وليس انتخابات، كانت من عام 1971 وحتى1999 جدّد حافظ الأسد بنفسه لنفسه بنسبة مئوية لا تقل عن 99% بل كانت 99.9% وطابقت المئة أحياناً. وفي استفتاءين تاليين لوريثه بشار كانت النسبة 99.7 % عام 2000 و 97.6% عام 2007 أما في الانتخابات المزعومة وليس الاستفتاء مما سمّوه ( العرس الديمقراطي) عام 2014 فكانت 88.7% رغم أن عدد الإرهابيين السوريين بالملايين حسب كلام بشار نفسه ممن يُفترض أنهم لايصوّتون له، ولكن على ما يبدو فعلوها وانتخبوه، وإلا كيف حصل على النسبة المشار إليها..!!
على أية حال، كل النسب المشار إليها التي تقترب أو تطابق المئة في المئة من أيام الأب سابقاً والولد لاحقاً، تؤكد أن البلد محكوم قمعاً واستبداداً بشبكة حديدية من فساد السلطة وتوحشها، وأن انفجار البركان السوري قادمٌ قادم لا ريب، وهو الذي كان، فمن يزرع الريح يجنِ العاصفة.
ومع ذلك، مازال نظام البراميل ومعه عصاباته من الشبيحة السوريين والميليشيات المقاتلة المستقدمة من الخارج على اختلاف أحزابها ودولها غير مستوعبين ماحصل للسوريين خلال أربعين شهراً مضت، بل يعتبرونه مؤامرة خارجية، وكأن إجرامهم وتوحشهم ونهبهم واستعبادهم للسوريين غير كافٍ لانفجار ثورة عليهم. ولكن مما لاشك فيه أن من يستحضر الفوز الساحق للديكتاتور الروماني الراحل تشاوشيسكو في آخر أعراسه الديمقراطية ثم إعدامه وزوجته بعد شهرين من العرس، يتأكد أن أجل الله آت على المجرمين قريباً أو بعيداً، وإن زعم من زعم أن سوريا غير تونس أو مصر أو ليبيا أو هي غير رومانيا، وأن بشار الكيماوي هو غير تشاوسيسكو ولا يخاف مصيره أن يكون مثله. ويؤكّدون على ذلك بما كان في حوار بشار الأسد مع دير شبيجل الألمانية نشرته يوم 16 تشرين الأول 2013 حيث سألته المجلة: هل تخشى أحياناً أن يحدث معك ما حدث للرئيس الروماني تشاوشيسكو، فبعد محاكمة قصيرة، تم إطلاق النار عليه من قبل جنود بلده؟ وكان جوابه: لو كنت خائفاً، لكنت قد تركت سوريا منذ زمن طويل.
على كل حال، أن يكون مصير آخر عرسان الديمقراطية الأسدية هو نفسه مصير تشاوسيسكو أو القذافي أو أشد سوءاً أو أقل من المجرمين العتاولة، فهذا أمر متروك لوقته، وإن كان مايفعله عريس الديمقراطية الكيماوي اعتقاداً منه أنه لن يقدر عليه أحد، يشير إلى مستقبلٍ بئيس له، وأكثر قبحاً من سابقيه، ويومها يفرح السورييون عن بكرة أبيهم بالخلاص ويكون عرساً لم يشهده تاريخهم، ويقولون: متى هو..! قل: عسى أن يكون قريباً.