الرضا الوظيفي من مقومات النجاح الإداري
برزت في عصرنا الحديث مصطلحات مفاهيم لم تكن سائدة من قبل في عهد الاداره التقليدي الذي لم تكن للتكنولوجيا يد في إدارته والعبث به، ومن المفاهيم الهامة التي طرحت بقوة على طاولة المدراء والقادة والإداريين بشكل عام هو مفهوم الرضا الوظيفي.
الرضا بمفهوم البسيط هو القبول ، وعندما نجمع الوظيفة مع الرضا يصبح الوضع التقليدي هو القبول بالمهمة التي يقوم بها الشخص ، ولكن هذا القبول حتى يعطي ثماره لا بد أن يمتزج معه عدد من المشاعر والأحاسيس الايجابية التي تجعل من العمل مثمرا ، ناجحا ، ممتعا، منجزا، متقنا ، محكما ، مصدرا للسعادة.... الخ، فقد أصبح مفهوم الرضا الوظيفي في الإدارة الحديثة يشير إلى مجموعة الأحاسيس الجميلة (القبول، السعادة، الاستمتاع) التي يشعر بها الموظف تجاه نفسه ووظيفته والمؤسسة التي يعمل بها، والتي تحول عمله ومن ثم حياته كلها إلى متعة حقيقية (متعة العمل ومتعة الحياة).
وتشير الأبحاث الدراسية في هذا الإطار إلى أن للرضا الوظيفي فوائد جمة تكاد لا تحصى تنعكس على أطراف الإنتاج كافه، منها: استخراج واستنفار طاقات ومواهب العاملين بمنظمات الأعمال لتقديم أفضل ما عندهم لتحقيق ألأهداف المرجوة. كما انه يساهم بالمحافظة على الرصيد الاستثماري البشري والفني والخبراتي للمؤسسة من التسرب أو الضياع. ويعمل على زيادة و تعزيز قدرة المؤسسة على تحقيق أهدافها ومواجهة أي تحديات تواجهها.
بل تشير كثير من الأبحاث النفسية التي درست موضوع الرضا الوظيفي إلى انه يلعب دورا كبيرا في ارتفاع مستوى الطموح لدى الموظفين في المؤسسات المختلفة، وأن الأفراد ذوي درجات الرضا الوظيفي المرتفع يكونون أكثر رضا عن وقت فراغهم وخاصة مع عائلاتهم وكذلك أكثر رضا عن الحياة بصفة عامة، وأن الموظفين الأكثر رضا عن عملهم يكونون أقل عرضة لحوادث العمل.
كما ان هناك علاقة وثيقة ما بين الرضا الوظيفي والإنتاج في العمل فكلما كان هناك درجة عالية من الرضا أدى ذلك إلى زيادة الإنتاج. وبشكل عام يعتبر الرضا الوظيفي للموظفين من أهم مؤشرات الصحة والعافية.
لا يتحقق الرضا الوظيفي بكبسة زر أو لمحة بصر بل أن هناك مقومات دافعه للشعور بالرضا وهي على مستوى الفرد ذاته وعلى مستوى الوظيفة ومكان العمل، ومن أبرزها : شعور الفرد بقيمة ذاته أي احترام الذات، كذلك شعور الموظف بإشباع حاجاته النفسية والبدنية والعائلية وشعوره بالأمان والطمأنينة على ذاته وعلى من يعول، كذلك حالة الرضا عن العمل نفسه والاندماج مع الزملاء في العمل وكذا عدالة المكافآت الاقتصادية وغيرها، والحالة الصحية والبدنية والذهنية للفرد كلها عوامله دافعه باتجاه الشعور بالرضا الوظيفي، وعلى مستوى المؤسسة فان هناك بعض العوامل الهامة في هذا الإطار منها:
- الرضا عن الوظيفة ذاتها(أي طبيعة العمل الممارس) وكذلك الرضا عن الأجر والدخل المتحقق من العمل، وكذلك الرضا عن علاقات العمل (الرضا عن زملاء العمل، الرضا عن الرؤساء، الرضا عن المرؤوسين). كما تلعب أساليب الإشراف والتوصية والقيادة دورا هاما في هذا الإطار، كذلك هناك أهمية كبرى لبيئة العمل التي يعمل في إطارها الموظف.
ومن المقومات الهامة للرضا الوظيفي هو الرضا عن سياسات الأفراد (الرضا عن تقييم الأداء، الرضا عن نظام الترقي) والرضا عن طرق التحفيز وأسسها ومعاييرها. كذلك الرضا عن الخدمات التي تقدم للأفراد العاملين.
الرضا الوظيفي أصبح من أساسيات زيادة الإنتاج والتنافسية في السوق التي تسعى المؤسسات اليوم إلى تحقيقها وإكسابها لموظفيها من خلال طرائق تعليمية متعددة منها عقد الدورات والمحاضرات والندوات وورش العمل الكثيرة والمتنوعة بحثا عن التنافسية والاستمرارية في سوق العمل الذي يشهد صراعا قويا بين أطرافه المختلفة..
وسوم: العدد 668