هذه هي الهدية التي أطلبها في ذكرى زواجنا العشرين
زوجي الحبيب
لا يمر شهر دون أن نقرأ في الصحف خبراً ، أو أكثر من خبر ، عن اكتشاف أضرار للتدخين .
لـقد ذكرت الدراسات العلمية أن في التبغ أكثر من أربعة آلاف مادة تؤذي المدخن وتهدد صحته .
وأخطر هذه الأمراض هي السرطانات المختلفة التي ثبت أن التدخين في مقدمة أسباب الإصابة بها .
أستحضر في ذهني هذا كله وأنا أراك تسحب دخان سيجارتك بعمق يدخل معه الدخان إلى رئتيك منتقلاً عبر الدم إلى جسدك كله !
أستحضر هذا وأنـا أنظر إليك ، مشفقة عليك ، داعية الله تعالى أن ينجيك منها ، ويصرفك عنها ، ويبغضك فيها .
ويزيد ألمي ، ويتضاعف حزني حين أراك تدخن وسط أبنائك الذين يستنشقون دخان سجائرك ، ويراقبون ما تظهره من استمتاع وأنت تنفثه في الهواء !
هل تضمن أن لا يدخنوا ! إذا كبروا قليلاً ؟! ألا يرون فيك قدوة لهم ؟! هل تلومهم إذا قلدوك فصاروا مدخنين مثل أبيهم الذي يحبونه ؟!
هل ستوبخهم إذا اكتشفت أنهم يدخنون ؟ هل تسمح لي أن أسألك : لماذا توبخهم ؟ لعلك تجيبني : لأني أحبهم وأحرص على صحتـهم ؟ إذن دعني أسألك : ألا تحب نفسك وتحرص على صحتك ؟!
زوجي الحبيب
لا أريد أن أفقدك كما فقدت أبي الذي قتله سرطان الرئة وهو في السادسة والخمسين بعد استمراره في التدخين أكثر من ثلاثين سنة .
أرجوك ، أرجوك . رحمة بك وبي وبأولادك أقلع عن التدخين ، اهجره ، أَقسم على أن لا تعود إليه بعد اليوم ، فنحن نحبك ، ونحب أن تبقى معاً عمراً أطول ، وأنت في عافيتك وصحتك وقوتك .
أتذكر ما قلته لي قبل أيام : ماذا تريدين أن أهديك في الذكرى العشرين لزواجنا ؟ لم أجبك يومها .. ولذتُ بالصمت . لكني الآن ، وفي رسالتي هذه إليك أخبرك بالذي أريد أن تهديني إياه : تركك للتدخين . أجل . هذه هدية كبيرة أتمنى أن تهديني إياها .. فهي أغلى عندي من ذهب الدنيا كله .
وسوم: العدد 671