حروب الشطرنج 4
يقرر الإسلام قوانين للسلم وقوانين للحرب..فمن قوانين السلم:الحب والمودة..والبر والقسط والإيثار..والتفاهم والتعاون والتنافس في الخير وحب الغير..والعمل معاً لبناء الحياة..وتشجيع كل أسباب وعوامل التنمية الراشدة للمجتمعات..وتأكيد بذل الجهد البشري لتوسيع سبل البحث العلمي والتكنولوجي فيما يحقق ويلبي طموحات المجتمعات بالإبداع والتطوير والتجديد..ومن قوانين الحرب:الإعداد والاستعداد..والمغالبة والتقاتل والتحالف والتدافع..واحترام الأسرى والبر بهم..وعدم الإجهاز على الجرحى..وعدم التمثيل بالموتى ووجوب احترام كرامة جثثهم ودفنهم وفق معايير أديانهم وثقافاتهم..وعدم الاعتداء على البيئة..وعدم تعطيل مصادر الحياة..وعدم متابعة العدو إذ يفر من ساحة القتال..وقبول طلب السلم والمسالمة من العدو..عدم التعرض بسوء لرجال الدين العاكفين في معابدهم مسالمين..وعدم الاعتداء على النساء والشيوخ والأطفال..والإسلام يقرر كلية جليلة أخرى ويؤكدها..ألا وهي:أن الأمن والسلم والحب والمودة..هي أصل العلاقة بين الأفراد والمجتمعات..وأن الحرب والتقاتل رخصة استثنائية مكروهة..تمليها وتقررها حقوق رد العدوان والبغي ومقاومتهما..مع التأكيد أن هذه الرخصة الاستثنائية يجب أن تنتهي وتقف مع انتهاء العدوان والبغي وزوال آثارهما وأضرارهما..فالإسلام يرفض رفضاً شديداً ما يسمى الحروب المفتوحة بخياراتٍ مفتوحةٍ..والإسلام يمقت ويقبِّح بقوة مقولة حروبٍ طويلةٍ الأمد لصناعة ما يسمى(الفوضى الخلاقة) تلك الصنعة الخبيثة المدمرة التي تمهد وتسهل أمام صناع خبائثها فرص تحقيق ما يريدون من مظالم ومفاسد..من أجل إضعاف وقهر وإخضاع الآخر لصالح أطماعهم ومقاصدهم وطموحاتهم على كل مستوى ومنحى..أجل الإسلام يمقت الحروب والاعتداء والبغي..ويجلُّ الأمن والسلام وحب الخير وحب الغير والقرآن يعلمنا قائلاً:"وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"
وسوم: العدد 673