إنما النساء شقائق الرجال

 كلمات حركت قلمي  :

        الكلمات وحدها تحرك القلم الساكن ، حين يصدر من المرأة المتحررة   كلاما نشازا تضيق به النفس ، وترفضه المرأة الإنسان صاحبة الفطرة السليمة . أن يوصف هذا الشريك  بأمثال هذه  التصريحات  : " أنا سعيدة بنفسي دون هذا  نصف ، سيكملني و يكبلني  " و  تزيد الحقارة و الازدراء " إن  ظلي خير من ظل الحيطة  "  . و حين تريد هذه المتحررة حبس فرحة برفض الستر ،  فمن منا لا يستبشر  بستر بناته ؟   فكم يطربني أن تنعم  بناتنا   في سكن الزوجية في ظل رجل صالح مؤتمن ، و مرأة صالحة مؤتمنة  فيهنآ  بالمودة   في بيت سعيد  . إن هذا النموذج   من النساء موجود في أوساطنا ، عششن في بيئات خاصة محدودة مؤثرة. و انهن يعملن جاهدات للخروج عن كل عادة و مألوف و تقليد موروث  

  المرأة نصف المجتمع   :      

        تضيق المرأة المتحررة من هذه العبارة ، بل تعد ذلك نقيصة أن توصف بهذا الوصف ، فتشعر بالظلم و الإهانة و التمييز ، فتستنفر ترسانة من الهيئات و الجمعيات و المنظمات ليعيدوا لها حقها المسلوب ، و أن يعيدوا لها نصفها الضائع المنزوع . إن  بعضهن لا يحسن قراءة النصوص فيصبن   في أفهامهن .  فهي قرأت النصف و لم  تقرأ المجتمع ، فالرجل لم يحظى بهذه التكرمة ، و لم يوصف بها الوصف ، فهو ليس نصف المجتمع إنما هو رجل ، لكن المرأة توصف بنصف المجتمع ، بما يتضمنه المجتمع من تنوع ، و يتضمنه من خبرات ، و ما يتضمنه من قيم . ليتك سيدتي تعيدي القراءة  إنه يكفي المرأة شرفا و قدرا أن القرآن الكريم أنصفك منذ قرون  

النساء شقائق الرجال:

         لم أجد صورة بيانية أبلغ وأبدع  من دقة تصوير القرآن الكريم لأعظم علاقة انسانية للزوجين ، صورة في غاية الروعة و الجمال    "  وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " ﴿۲۱﴾ من سورة الروم . إن الزواج قيمة اجتماعية ، و ضرورة فطرية لاستمرار الحياة لحياة ، فحياة دون زوج أو زوجة أو ولد دون سكن أو حياة دون لمة أهل أو أنس رفيق تحسب حياة ناقصة فاقدة لروعة الحياة فالمرأة و الرجل رفيقان ، أو حبيبان لا تنفك حياة أحدهما عن الآخر ، فهما  في تكامل يحفظ خصوصية كلا منهما ، فالمرأة مرأة و الرجل رجل  ، وإن  الفطرة السليمة تحدث المرأة بهذا الشريك ، فلو تأخر أو افتقد شعرت الكاملة بالنقص هي فطرة و لا داعي لإظهار الكمال المغشوش،  فالمرأة كريمة في عيون الزوج ، و أحسب بالمقابل أن الرجل كريم في عيون الزوجة  فالمرأة شقيقة الرجل  .

إنه منهج الفطرة السليمة       :

       أختاه أفيقي من نومك والبسي حلة الأمل ، و تزيني بأجمل ياقات الرياحين ، و أكسري الأوهام فأنت زهرة الحياة  .  فلا صلاح  يرتجى  بدون المرأة الصالحة .  لقد جاء  منهج الله عز وجل في الحياة ليبني هذه العلاقة الإنسانية الراقية على الطهر   ، فالعلاقة  تقرها الفطرة الإنسانية السليمة ، لأن منهج الله   يرفض حياة الغموض ، ويرفض حياة  الشذوذ ، كما يرفض حياة  المثلية التي أهدرت قيمة الإنسان .  إنه  منهج أقام العلاقة على العدل فلم يهضم حقوق الطرفين . " وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ " منهج راعى الفضل في بناء هذه العلاقة فللرجل فضله  و للمرأة فضلها  فكيف بالمرأة  صاحبة الخلق العفيفة  الطاهرة تنسى فضل الزوج ، إن   صاحبة الطباع السليمة لا تنسى الفضل و ترعى الود  و تصون العشرة  و كذلك الرجل صاحب المروءة يرعى الفضل  ،  فكيف ينسى توجيه المصطفى صلى الله عليه و سلم    "  مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ   " فما أجملها من قاعدة   تصان بها هذه  العلاقة،  قاعدة الفضل فحين ينسى الفضل تختل الموازين  . "  وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ  " 

وسوم: العدد 673