زوجي لا يملأ عيني

د. محمد رشيد العويد

كثيرات من النساء يشعرن بأن أزواجهن لا يملؤون أعينهن ، أي أنهم ليسوا مثلما كن يتمنين .

تقول إحداهن : زوجي بارد ، يقتلني بروده ، وأنا شعلة نـار ، أقوم بواجباتي وأكثر من واجباتي ، بينما هو لا يقوم بما عليه إلا حين أقوم بتذكيره بها وحثه على أدائها .

تقول ثانية : ما أحسب أن امرأة ابتليت برجل لا يعرف كيف يتكلم كما ابتليت أنا ، فزوجي يحرجني أمام أهلي حين تصدر عنه أقوال سخيفة ، تافهة ، أتمنى لو أن الأرض تنشق وتبلعني قبل أن أسمعها وأنا أرى النظرات الساخرة في وجوه من هم معنا .

وتقول ثالثة : تعبت وأنا أحاول تعليم زوجي ماذا يلبس ، وكيف يلبس ، إنه لا يحسن شراء ثيابه ، ولا ذوق له في اختيارها ، حتى إني ما عدت أسمح له أن يشتري شيئاً إلا وأنا معه .

وتصرخ رابعة : ما عدت أرغب في تلبية دعوة إلى وليمة غداء أو عشاء مع زوجي ، فهو لا يستطيع أن يمنع صوت مضغه الطعام  . و حين يتكلم ، وكثيراً ما يتكلم أثناء تناوله طعامه ، تتطاير ذرات الطعام من فمه فيضع الجالسون أيديهم فوق صحونهم حتى لا تصل تلك الذرات إليها .

وهكذا تتوالى شكاوى الزوجات من أزواجهن ، شكاوى تنقص من قدرهم عندهن ، وتثير غضبهن ، وتزيد في إحباطهن .

وما أريد أن أقوله لهؤلاء الزوجات ، وهن كثيرات ، ما يلي :

- أكاد أجزم بأنه ليس هناك زوجة في العالم لا تشتكي في زوجها شيئاً ، أو طبعاً ، أو عادة ، فأرجو أن تخفف كل زوجة من سخطها على زوجها ، وهي تعلم يقيناً أنها ليست وحدها .

- حينما تحاول المرأة تغيير طبع ، أو عادة ، أو خلق في زوجها فلتحرص على الرفق ، واللين ، واللطف ، ولتبتعد عن الغلظة , والشدة ، والفوقية ، حتى يكون زوجها أكثر استجابة لها ، وحتى لا تثير فيه بغضه لها .

- على كل زوجة ، وزوج أيضاً ، عدم نسيان أن هذه الدنيا ليست النهاية ، وأنها لا تعدل عند الله جناح بعوضة ، فلا نسمح لهذه النقائص أن تهدم حياتنا الزوجية .

- والمرجو كذلك أن تذكر أن صبرها على زوجها لها فيه أجر كبير ، وثواب عظيم ، إن شاء الله .

- ولتستحضر أخيراً أن زوجها ، في المقابل ، قد يشتكي فيها طباعاً وعادات لا يرتاح إليها ويصبر عليها .

وسوم: العدد 675