ياأهل المدينة المنورة ! لن تُراعوا !

ثلاث وقفات مع الحدث : ( التفجير الآثم قرب المسجد النبوي )

١- ذكرت كتب السيرة أن أهل المدينة سمعوا صوتاً أخافهم ، فانطلقوا يستطلعون الخبر ؟ فإذا رسولنا قد سبقهم ورجع وهو على فرس عري ! يطمئنهم بقوله  : لن تُراعوا !! 

٢- كان سيدنا عمر بن الخطاب يسأل الله الشهادة ، والميتة في المدينة، فيعجب من يسمع ؛ يسكن المدينة ويطلب الشهادة !؟ 

وقد حقق الله ماتمنى : طعنه أبو لؤلؤة المجوسي بخنجر الغدر والحقد على العرب والإسلام ، ودُفن إلى جوار مٓن يحب في طيبة الطيبة ! 

ولعل هؤلاء الستة الكرام ممن يقوم على حراسة وأمن الحرم النبوي الشريف كانت لهم دعوة مستجابة ، في نيل الشهادة والميتة في مدينة الرسول الحبيب !

٣- ماتزال المدينة وأهلها يتوارثون أخلاق الأنصار في الكرم والإيثار ( يقلون عند الطمع ، ويكثرون عند الفزع ) ويكرمون مٓن يأتي لزيارة المسجد الشريف ، والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ! 

حدثني أخ كريم ، أن أحد أبناء حماة قدم المدينة زائراًبعد أحداثها المفجعة  ، فركب سيارة صديقه ، وهو لا يملك إقامة ولا رخصة قيادة ، ! وقدر الله أن تنحرف السيارة باتجاه الرصيف ، وتصدم سيارة جديدة على باب إحدى المؤسسات ! فسُقط في يده ، واضطرب ، وفوجئ برجل يخرج ، ويطلب منه الدخول معه ، فجلس وهو يتوقع  أنه سيتصل بالشرطة ، لكنه قدم له كأس عصير ، وهدّأ من روعه  ... ثم تركه ، إلى الطابق العُلوي ، ليقول للموظفين بأن زائراً حدث له حادث ، وطلب منهم أن يساعدوه ! عاد الرجل مبتسماً ، وكان هو صاحب السيارة المصدومة ، وقدم له مبلغاً يكفي لإصلاح سيارته ، وودعه بحرارة مع الدعاء له ! 

عندما تكون أخلاق أهل المدينة بهذالسمو ، فليس علينا أن نردد مقولة النبي صلى الله عليه وسلم : ياأهل المدينة ! لن تُراعوا ! 

وسوم: العدد 675