هل لك شيخ ؟؟؟
في بلدنا رجل صالح حقا ، وصاحب تقوى ، يعمل سائق شاحنة ولا يأكل على موائد الأغنياء ، ويرفض الحجة البدلية ، كان يزوره سعيد رمضان البوطي
ركب بجانبي في السيارة من حلب إلى الباب وكان يردد على مسامعي يجب أن يكون للمسلم شيخ !!!
وهذه الفكرة صحيحة إجمالا ، فالتربية على أيدي الصالحين تثمر زهرا فواحا ، والذين تربوا على يد الشيخ أبو النصر خلف هم رواد المساجد وشيوخ حلقات الذكر بعد وفاته رحمه الله
والذين تربوا على الشيخ محمد النبهان ماتوا داخل المساجد في الفلوجة وهم يهتفون الله أكبر وطائرات أمريكا تحصدهم
الشيخ النبهان أغلق أسواق حلب كلها غضبا لله ورسوله ، وأنا شاهد عصر كما يقول الاعلامي الكبير أحمد منصور :
في جريدة من جرائد حلب كتب رقيع اسمه أبو شلباية غمز بنبينا العظيم محمد عليه السلام وقال عنه راعي ليس إلا ، فحرك الشيخ حلب كلها وسارت مظاهرات ضخمة ، خفت على نفسي أن أموت في الزحام وأداس ، كان الشيخ رحمه الله أمام الجماهير يقتحم سراي حلب وقد حملت سيارته ، وألاف الجند يحمون المحافظ وأظنه فؤاد الحلبي ، واستنفرت كل قوى الأمن في حلب وجاءت بأبي شلباية حافيا باكيا وسلم للمحافظ ، ورجا قائد موقع حلب العميد فلان الشيخ أن يصرف الجماهير فالمجرم صار في السجن ، بإشارة من الشيخ العظيم ، وأقول العظيم حقا لاني عايشته حيا وميتا ، فانصرفت الجماهير
أرهب الظلمة وقارع الباطل ، ركن الحركة الإسلامية في حلب ، ردع الظلم وأظهر الحق ، أغلق أسواق حلب أكثر من خمس عشرة مرة إحداها حداد على روح شيخه أستاذي الشيخ محمد سعيد ادلبي
بلغه سنة ١٩٥٢ أن رئيس الحكومة رشدي الكيخيا ينوي إعلان العلمانية في البلاد فتجول النبهان في أسواق حلب ونادى بالناس إذا ماأحد يقتل رشدي كيخيا قتلته بنفسي ، سمع رشدي ذلك بعد أن ذهب الشيخ رحمه الله إلى الحي الذي يسكنه وقال لاطبقن أضلاعه ولأدوسن رأسه بالنعال ، فقدم إلى مسجد الشيخ معتذرا قائلا : نعلك على رأسي
سنة ١٩٦٧ نشرت مجلة الجندي مقالا فيه ( الله والأديان السماوية دمى محنطة في متاحف التاريخ ) فوقف الأسد الهصور الشيخ محمد النبهان ليقول إن في الإسلام رجالا قادرين على حمل لوائه والذود عنه ، فألهب حلب وسوريا كلها وحضر وفد من الحكومة المحافظ ورئيس المخابرات وأحد الوزراء فأمضى الشيخ يهدد ويتوعد ، وعندما أساءوا الأدب طردهم من مجلسه
بعث الشيخ النبهان رحمه الله تهديدا لصديقه رئيس الوزراء وزير الدفاع معروف الدواليبي : يامعروف إن خرجت البنات في احتفال عيد الجلاء سأجعل الدماء للكعبين في حلب
سنة ١٩٧٣ أنشأ الهالك الأسد دستورا جديدا للبلاد لم يكن فيه مادة تنص على أن رئيس الدولة مسلم ، فكان أول توقيع تعارض الدستور للشيخ محمد النبهان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
ولو لم يكن للشيخ النبهاني من مكرمة سوى إغلاقه ملهى المونتانا وجعله مسجد سماه الفرقان يذكر فيه اسم الله لكفاه أن يكون من الخالدين
ويكفي أن تعلم أن الشيخ السباعي الذي كان وراء دين الدولة الإسلام قبل يده بعد خطبته في حفل المولد رحمه المولى
نعود للموضوع :
كلام ابن بلدنا وهو من آل الاخرس صحيح إذا زنته بمقاييس العقل لأنه لاعمل بدون جماعة ، ولا جماعة بدون قائد متخرج من محاريب الإيمان والقرآن ، وطاعة القائد من طاعة الله إذا أمر بطاعة الله ،
إن عظماءنا في التاريخ بدءا من أبي بكر إلى خالد إلى القعقاع رضي الله عنهم ، إلى خولة بنت الازور ، وعودا إلى فقهائنا العظام ، تجد قائدهم وإمامهم نبينا محمد عليه السلام
قرأت لعشرين مليونا من فلاسفة الدنيا ومنهم شكسبير وجارودي كلهم يقولون : نعم صدقت ، صدقت
هذا القائد العظيم عليه السلام تنكسر الخوزة على رأسه في أحد ، ويقف قائد الشرك المنتصر على صخور أحد ويهتف أعل هبل ، أعل هبل ، ويسمع القائد العظيم عليه السلام الذي تسيل دماؤه الشريفة على صخور أحد أجيبوه ؟؟
قولوا الله مولانا ولا مولى لكم
هاهو القائد العظيم تضمد جراحه فاطمة رضي الله عنها ، وتدور عجلة الزمن ، فإذا القائد المربي ، العابد الأواب الذي تورمت قدماه من طول القيام مناجيا ربه أن لايعذب أمته ( إن تعذبهم فانهم عبادك
وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )١١٨المائدة
ضمير الكاف والهاء أنا وأنت وهو وهي
وفي حنين عند الطائف وقبيلة ضخمة جدا هي ثقيف نصبت الكمائن الخفية ومع النبي عليه السلام عشرة آلاف فر منهم من فر ، وبقي النبي البطل صلوات الله عليه أمام الجموع وليس معه إلا عمه العباس وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وسيف القائد عليه السلام يضرب وصوته يرتفع : أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب
أجل وبصراحة لابد في السير إلى الله مع مرب تتلمذ على هدي هذا العظيم صلوات الله عليه .
وأخيرا قلت لابن بلدنا الذي يطلب مني أن يكون لي شيخ :
قلت لي شيخ ظل ثلاثة أسابيع يشرح لنا ( يوم لا ينفع مال ولا بنون ٨٨ إلا من أتى الله بقلب سليم ٨٩ ) الشعراء
برفسور نفساني يشرح أمراض القلوب
ماذا قال رحمه الله : إذا كنت مطلعا على حكم ابن عطاء الاسكندراني تكون قد عرفت
قلت شيخي المجاهد على أسوار القدس الشيخ مصطفى السباعي الأديب البليغ فارس المنابر مؤسس كلية الشريعة
قال شيخ الباب : شيخك على رأسي ووصلنا الباب ويتوب الله على من تاب
ثبت الله أقدام المجاهدين ونصرهم على عدوهم الأثيم
والله أكبر والعاقبة للمتقين
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 677