فِي"مُلْتَقَىَ عَزَة أَبُو الْعِزْ"..لَيتَكُمْ مَعِي..

في كلمتي التي ألقيتها في ملتقى عزة أبو العز للموهوبين والمبدعين العرب الأول لعام 2016 الذى ينظمه صالون المنصورة الثقافى الرياضى العربى، قلت عن الأديبة القديرة والناقدة الخبيرة الأستاذة عزة أبو العز مؤسس ورئيس مجلس إدارة الصالون وأمين عام الملتقى: "إنها المفكرة الكبيرة"، وهالها ــ لتواضعها ــ ذلك الوصف وظنتني أجاملها، ولذا فقد أردفتُ قائلًا: "نعم، مفكرة كبيرة، لأنها دومًا تفكر في الكبيرة والصغيرة، فجمعت بين المواهب الصغيرة لأطفالنا من النشء فى المرحلة العمرية من 5 إلى 15 سنة، وبين الكبار من المبدعين من كافة المحافظات على مستوى  جمهورية مصر العربية، وجمعت بين الثقافة بجميع فروعها والرياضة بكل ألعابها لم تستثنِ، وكان اهتمامها بالفنون مساويًا لاهتمامها بالتميز الأخلاقي والتفوق الدراسي جنبًا إلى جنب.

  مفكرة كبيرة وهي تبحث عن المواهب لتشجيعهم ومتابعتهم وتحفيزهم أيًا كان مكانهم، تبدأ بمحافظات مصر وترنو إلى كل أطفال العرب الذين يضمهم الوطن الكبير، تعمل على توثيق سيرتهم الذاتية ونشرها من خلال مدونتها الإلكترونية، مفكرة كبيرة لأن رأسها لا يمل من التفكير في كل خير من أجل الأطفال؛ فنظمت من خلال صالون المنصورة بعض المسابقات للأطفال وأتاحت لهم الفرصة لزيارة الأماكن الأثرية من خلال سلسلة رحلات "أعرف بلدك مع ماما عزة"، ليس هذا فحسب بل تقوم باختيار أفضل العناصر من الأطفال والكتابة عنهم عدد من الحواديت الأدبية من خلال "أجمل الحكايات مع ماما عزة".  

  ليتكم كنتم معي سيداتي سادتي لا لتشاهدوا تكريمي وتكريم صديقي العزيز الشاعر والعروضي فوزي محمود، وتكريم البطل العالمي محمد فوزي نائب رئيس الاتحاد العربي للجوجيستو البرازيلي، بل لتشاهدوا تلك الأزاهير الواعدة على أفنان المستقبل تطل علينا بوجوهها الناضرة المستبشرة، وألسنتها العاطرة بترتيل آي القرآن الكريم، ومنهم من قارب على الانتهاء من حفظ أجزاء منه أو كاد مع التجويد وإتقان المخارج والمدود، ومنهم من يصدح بالغناء الوطني والديني، ومنهم  من ألقى أبيات الشعر بلغة محكمة لم يتلعثم في نطقٍ أو خطأٍ إملائي أو إعراب. حازوا الدرجات العلى في شهاداتهم الدراسية، وقدموا عروضًا رياضية في الألعاب التي يجيدونها ملؤها الفتوة والندية، فبهروا الحضور الكريم من الشعراء والنقاد والإعلاميين.

 ليتكم معي.. لتصل رسائل الاطمئنان على مستقبل بلدنا ووطننا إلى قلوبكم، لقد كان رؤياهم هو الدلالة الإيجابية الساطعة في ركام ما نعانيه ونحكيه من سلبيات، وكان اللقاء بهم ومصافحتهم كنفحات النسيم اللطيف في هجير واقعنا الذي جفف الحلوق.

  ليتكم معي.. لنشد على يد السيدة عزة أبو العز لتواصل جهودها، ويكون ملتقاها الثاني والثالث والرابع في كل العواصم العربية، ليت كل مسئول عن الطفولة في بلادنا يأتي ويشاهد ويدعم ويؤازر تلك الفكرة، نريد أن نستنسخ عشرات من فكر هذه السيدة وجهدها ودأبها وإخلاصها، لقد آمنت بما تفعل وعملت من أجله وأرادت أن تحجز لها مكانًا في مستقبل هذا الوطن حين نحتت بالحب اسمها على قلوب فلذات أكباد الوطن ممن سيحملون الراية من بعدنا، وقد جمعهم ذات يوم صالون ماما عزة.

 من أجل هذا كانت عزة أبو العز مفكرة كبيرة حين رعت الصغار وجمعتهم بالقدوة من الكبار، إيمانًا منها بالتواصل بين الأجيال، وحين رأت أن مستقبل الوطن ينبت من قلوبهم الخضراء، فعملت على تعهدهم بالرعاية جنبًا إلى جنب مع أمهاتهم ومدرستهم وبلدهم. فليتكم تكونون وتعملون مع هذه السيدة من أجل الغد. 

وسوم: العدد 682