العيد .. تحسن مستوى الجزائري

ماميّز عيد هذا العام، إنخفاض أسعار الأضاحي بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الماضية التي شهدت إرتفاعا وصل إلى حد 6000 دج كل عام. وقد كتبت في سنوات ماضية، أني في كل عام أضيف 6000 دج، وأتحصل على كبش أقل وزنا من العام الماضي الذي يقل عنه في السعر.

لكن هذا العام لم تعد هذه القاعدة صالحة كما ذكرني بذلك أحد الزملاء، فقد إنخفض السعر مقارنة بالسنوات الماضية، وإن كان المرء يتمنى أن يكون في مستوى الجميع.

كبش للجميع.. الملاحظة الثانية التي لفتت الانتباه، أن أعدادا كبيرة من الجزائريين إشتروا كبش العيد وقاموا بواجب الأضحية، وأدخلوا السعادة على الأهل والأبناء والجيران. وقد كان ذلك ملاحظ بين الجيران والزملاء.  فقد حدثني البارحة طبيب عام وطبيب خاص في جلسة عائلية، أنه لم يطرق أحدهما الباب لطلب اللحم كما كان سائدا العام الماضي، بل إن الطبيبة حملت لحم الأضحية لتوزعه على الفقراء عبر سيارتها، ولم تجد فقيرا يطلب اللحم لأنهم كلهم ضحوا. وهذه والحمد لله تدل على أن مستوى المعيشي في الجزائر تطور بشكل كبير.

في اليوم الأول زرت إبن أخي في المستشفى، واليوم الثاني زرت رجلا مات إبنه وقمت بواجب التعزية. رزق هذا الرجل بثلاثة أبناء كلهم مصابون بمرض لا يسمح لهم أن يعيشوا مدة أطول. أقول لأبنائي.. إحمدوا الله تعالى على هذه النعمة التي بين أيدينا، واسألوالله تعالى أن نؤدي حقها بحقها.

الحج السليم .. لحد كتابة هذه الأسطر تم موسم حج 1437 هـ بنجاح، ولم تعرف لحد الآن مصائب العام الماضي التي أدت إلى وفاة 2000 حاج من مختلف الجنسيات، منها 464 حاج إيراني ، وهي أكبر نسبة بين جميع الدول.

يرفض صاحب الأسطر إعادة ذكر الأسباب التي أدت إلى سلامة الحج، لأن كل دولة تتبنى سببا بعينه وتنسبه لنفسها إن كان حسنا، وتنفي السوء عن نفسها وتنسبه لغيرها، وهذا ما لا يمكن الدخول فيه، مهما كان طرف وكانت أسبابه وأهدافه.

كبش الأستاذ الجامعي.. أستاذ جامعي يفتخر بكونه لم يشتري كبش العيد، لأن الأب هو الذي يتكفل بشراء الأضحية. وهذه الظاهرة تسىء للرجل القادر على شراء الأضحية والقيام بالواجب، ناهيك عن كونه أستاذ جامعي ، وكان من المفروض أن يتكفل بنفسه لشراء أضحية العيد، عوض أن يعتمد على الأب وهو الغني المثقف.

أرى شبابا في مقتبل العمر يتباهون بالرجولة في ميادين عدة، ويتظاهرون أمام الأتراب والأهل والزوج بأنهم يشترون بأنفسهم ولأنفسهم ما طاب ولذ من متاع ووسائل، لكنهم يرفضون شراء كبش العيد رغم أن سعره أقل بكثير مما يقتنون باستمرار، وهم يملكون المال والوظيفة. فيحرمون أنفسهم فضل الأضحية، ويحرمون غيرهم من المحتاجين فضل صدقة وهدية الأضحية .

والبيت الذي يخرج منه كباش للهدية والصدقة، أفضل بكثير من البيت الذي يخرج منه كبش واحد، لأن الموظفين الأغنياء يرفضون الأضحية ويكتفون بأضحية الأب.

وسوم: العدد 686