ذكريات إرهابي معتقل
ذكريات ارهابي معتقل ( ٣ )
همسة : بين جدران الألم تولد كلمات الصمود والارادة !!!!
إهداء لمن فهم أبجديات المعتقل !!!!
# - في فرع المخابرات الجوية بمطار المزة بدمشق لديهم أساليب إذلال لا شبيه لها على وجه الأرض ؟؟؟
منها طريقة أخذ المساجين للتواليتات !!!
لكل سجّان طريقته التي تخصه ، يُعرف بها من صوته !!!
لحظات الجميع عراة ؟؟
ولو أنك رفعت رأسك ونظرت إليه فإنك جنيت على نفسك ، وستلقى حتفك بالتأكيد !!!
تبول أحدنا في القارورة الموجودة في زاوية الزنزانة ، في الصباح علم السجان بذلك ، فأخذ القارورة وأكملها بالماء ثم أتى بها للمعتقلين ، وارغمهم على شربها ، ثم وضعوه في الممر وأرغموا كل واحد منا بالصعود على ظهره في الذهاب والاياب ، وفي المساء وضعوه في التواليت ، وأمروا الجميع بالتبول عليه !!!!
لم تكن عوراتنا لتعنينا ، ولم نكن نأبه لذلك !!!!!
لأننا نعلم أننا بضاعة مخزنة للقتل ، وبعد أيام أخدوا محمود إلى جهة لانعلمها !!!!
وافترقنا وصوته مازال في أذني وهو يقول للسجان : أنت ربي ياسيدي ، أنت ربي ؟؟؟
كان السجان يضربه بقضيبه الفولاذي ويسأله من ربك ؟؟ فيرد محمود : بشار ربي !!!
فضربه على وجهه بحذائه ضربة أطارت الشرر من عينه ، تقول بشار ياابن الكلب !!!
لا تذكر اسمه أيها النجس ؟؟؟
ثم ضربه ضربة ثانية وثالثة من ربك ولاك ؟؟؟
فلم يدري مايجيب والضربات تنهال عليه من الكبل الحديدي !!!
فقال : أنت ربي ياسيدي ، أنت ربي !!!!
فقال نعم أنا ربك ياأخو الشرموطة ؟؟؟
كل هذا العذاب في الممر أمام الزنزانة والسجناء كلهم يسمعون ويتألمون !!!!
السجان الظالم من حمص كما عرفت ، واسمه مصطفى عازار قُتل على يديه عدة آشخاص ، كان شديدا وظالما وكان يضربنا بقضيب فولازي قطره ١٢ ملم ، يستخدم في تسليح الأبنية ، وكان بارعا في الضرب على الرأس من الجهة الخلفية ؟؟؟؟
كنا في الزنزانة شبه عراة ، إلا من الشورت الداخلي البالي ، الذي مضت عليه الأشهر ، وعشعش القمل فيه ، واستفحل الجرب في أكثر المعتقلين من أسفل القدمين إلى منتصف الظهر ؟؟؟
كان أكثر المعتقلين لا يقدرون على التأقلم على وضع الزنزانة والمبيت على البلاطة ٤٠ سم في ٤٠ فيظلون واقفين ثلاثة أيام أو أربعة ، ثم يلوون أعناقهم ثم يموتون ، وكانوا يسمون هذه الحالة بالفصل !!!
فضيق المكان والرائحة النتنة المنبعثة من القروح والجروح ، والخوف من السجان ، وقلة الطعام والماء جعلت الكثير يغادرون هذه الحياة غير مآسوفا عليها !!!
ذكرني ذكر الموت بمساعد في جوية حلب أظنه أبو حيدر كان شديد البطش والتنكيل بنا !!!!
عذب شابا طويل القامة أسمر البشرة ، نحيل الجسم من مدينة الباب ابن عثمان الحمد ، بعد تعذيبه الشديد رموه في الغرفة وكنا فيها أكثر من ٧٨شخصا ، في غرفة ٤ في ٥ أمتار ، أصيب المذكور باسهال حاد ، فرموه في الحمام ، ظل الشاب ثلاثة آيام يصرخ ويصرخ من شدة الألم ،إلى أن فقدنا صوته ، لقد توفي ؟؟؟؟
أخرجوه ورموه في حديقة الفرع ، وخيم الحزن على الجميع
فهذا شهيدنا الرابع الذي يسقط أمام أعيننا في غضون ثلاثة أسابيع ؟؟؟
في جوية حلب مئات المعتقلين !!!
كان الجو باردا ونحن في الشتاء نشاهد تساقط الثلوج من نافذة صغيرة في أعلى الغرفة ،
رئيس المهجع شاب من حلب ، شديد القسوة على إخوانه أكثر من السجان نفسه ، اسمه مهند ،
في منتصف الليل ينادي هيا إلى الحمام ، كنوع من التعذيب !!!!
يخلع الجميع ملابسهم ، ويملأ القدر بالماء الشديد البرودة ، والبرد قارص ،
يجلس كل خمسة أمام الباب ، ويضع الماء على رآسه ، ثم يناوله قطعة صغيرة من الصابون يرغي بها جسمه ،
ثم يصب مهند الماء عليه ، انه تعذيب أشد من التشبيح ؟؟؟
كان بجانبي طبيب من حلب ، والمحامي أبو خالد نقلوا الى المزة في دمشق ،
وبعض الشباب الثائر ألقي القبض عليهم من أكثر من سنة ؟؟؟
وكل يوم تسقبل الغرفة العشرات من طلبة جامعة حلب ،
وأُحضر استاذ الكيمياء في جامعة حلب ونسيت اسمه ، وياللهول أصوات التعذيب تملأ سكون الليل ،
أكثر مانسمع هو صوت المشبوحين الذين كانوا يعلقون من أيديهم ، وتلامس رؤوس أصابعهم الأرض ،
وكان السجان يتفنن في شبحهم !!!
بكيت والله عندما رأيت جاري محمد المتهم بأنه أحد أفراد الخلية النائمة التي أنا رئيسها !!!!
رأيته وقد عاد من الشبح الدماء تملأ ظهره ، والأرجل منتفخة وشديدة الزرقة والدماء تسيل منها !!!!
ياللهول ، ياالله ، ياجبار ، يامنتصر ، انتقم لنا ياجبار .
وصبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة ...
وأخذت ادعو الله جلت قدرته :
اللهم يامن لاتراه العيون ، ولا تخالطه الظنون ، تعلم ياالله عدد حبات المطر ، وعدد أوراق الشجر
اللهم من كادنا فكده ، ومن بغى علينا بهلكة فأهلكه ،
اللهم أنت وحدك على خلاصنا قدير ، فرٰج عنا يابصير ،
امنن علينا ياكريم ، اللهم فك أسر المأسورين ، وردهم لأهلهم سالمين ،
اللهم ألهمنا الصبر ، اللهم كنا لنا خير معين ياأرحم الراحمين ،
اللهم أغفر وارحم من قضى منا تحت التعذيب وتقبله ياارحم الراحمين
إلهي قد بكيت دما عليهم ..
وقلبي موجعُ طرفي كسير
يحاصرني شعور الذّل لمّا ...
أرى الأبطال كبلهم حقير
إلهي ضيّق الدنيا عليهم ...
وعذبهم بها فأنت القدير
وصبرا ياأسير فأنت زحرٌ ...
ستزأر ياأخي وقد تثور
مُنى الأبطال أن يحيوا كراما ..
وإن ماتوا فجنات وحور
إنها سطور كتبت بالدموع والدماء ، والسياط والقهر والعذاب !!!
إنها صرخة معتقل تقول :
ومازالوا في الداخل يتقاسمون فتات الخبز ، يعالجون بعضهم البعض دون طبيب ،
يتألمون من صوت من ينال التعذيب ، يعجنون الأمل بالألم ،
فياجدار السجن هل نام السجين ؟؟ أم تراه يرسم الاحلام بمداد من الأنيين ؟؟
فلا تنسوهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل
فهذه هي بركات الرسالة الخالدة !!!!
ووحدة حرية اشتراكية ؟؟؟
وسوم: العدد 689