حروب عالمية ضد عصابات! وماذا بعد [ داعش]؟!

  التطرف داء له أسبابه ومظاهره،ومعظم المتطرفين دفعتهم لمواقفهم ردود فعل على مواقف مماثلة من العنف والكبت ..وأشكال القهر والظلم في نظم وعصابات دكتاتورية تؤله الفرد أو الحزب ..أو ما يشبههما ..

 ثم جرى إطلاق سراحهم – في خطة تبدو مبيتة- أو معروف هدفها ..ربما قابلتها ترتيبات أخرى من جهات أخرى ..كما يذهب أنصار نظرية المؤامرة بأن الأمر كله [ مؤامرة مبيتة] _ أي داعش .. وسلوكها الشاذ الذي يسيء لسمعة الشريعة الإسلامية السمحاء ..ويظهر الإسلام وخلافته- بصورة منفرة – ويخالف بعض صريح نصوصه..- ثم الأهم .. اتخاذ الروافض والصفويين المجوس [داعش] حجة لتدمير أهل السنة في العراق والشام وغيرهما..إلخ

مع أن [ داعشا ] قتلت من السنة أكثر مما قتلت من غيرهم ..وقد اغتالت كثيرا من كوادرهم وقياداتهم..وحاربت المجاهدين السوريين وغير السوريين ..وكانت تحتل المناطق التي يحررونها من قوات النصيرية!.. حتى قبل أن تصبح [داعش] داعشا ..,قبل أن تعلن خلافتها !  

.. وواضح ان أكثر هؤلاء يقاتلون ببسالة وعن عقيدة .. واقتناع بماهم عليه !

.. وواضح ان معظم من يقابلونهم ويقاتلونهم ليس لهم عقيدة متينة يدافعون عنها ..وأنهم أخلاط متنافرة ، وغير مستعدين للتضحية بأنفسهم .. ما داموا لا يدافعون عن اعتقاد راسخ ..إلا بعض [الهلوسات] الشركية والأحقاد الهمجية ..وحب النهب والإجرام والظهور ..إلخ

....قد تستطيع ما يسمى [ قوات التحالف]التغلب على تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل ..وقد يستأصلون كيانهم في كل مكان- وإن كان بعض القادة الأمريكان وغيرهم ..سبق أن صرحوا أن القضاء على [ داعش ] قد يستغرق سنوات!..وبالتأكيد ستكون الضحايا البريئة من الأطفال والنساء والشيوخ وغير المحاربين ..أضعاف أعداد القتلى من المسلحين ..- كالعادة دائما .. لأنها حرب إفناء –المطلوب فيها إبادة أكثر عدد من المسلمين – كما يفهم من تصريات أحد المسؤولين الروس أخيرا أن الهدوء ووقف الحرب أمر مستبعد .. - فيبدو أنهم أخذوا على عاتقهم مهمة إفناء أكبر عدد من المسلمين بحربهم مع بعضهم.. أو بتسليط الآلات الحربية الأجنبية تحصدهم!!

..إذا كانت كل هذه الاستعدادات ..والخطط والحروب [العالمية] ضد عصابة من بضعة آلاف .. وما زالت تراوح في مكانها .. فكيف لو كان هؤلاء دولة حقيقة بطيرانها وسلاحها الجوي وصواريخها وأساطيلها ..إلخ؟!

تفجير[ داعش] إلى شظايا خطرة تقض مضاجع مفجريها!:

,, قد ينتهي وجود [ داعش ] كدولة ..,لكن هل تنتهي من الوجود كفكرة وكتنظيم؟ .. أم تتحول إلى خلايا سرية تنتشر في كل مكان وتشكل خطرا غير منظور على الجميع؟.. فيكون القضاء على مراكزها بمثابة تفجير ينشر أجزاءها وأفرادها وأفكارها في كل مكان لتنتقم من محاربيها وتقض مضاجعهم إلى ما شاء الله؟!!

.. هذا عدا عا يتوقع من خلافات وصراعات وتصفية حسابات بين العناصر المنتصرة والمتسابقة على [ الكعكة الموصلية المدمرة ] ! ..وما هنالك من مكاسب مختلفة؟!

قد تكون بحار دماء ..! وساحات صراع ! وأحقاد وانتقامات..إلخ وفتن كقطع الليل المظلم - القاعد فيها خير من القائم !

وغير داعش ..وأشباهها ..هنالك عصابات الأكراد الملحدين في تركيا وشمال سوريا والعراق.. وعصابات الحوثيين في اليمن..وفي مناطق أخرى حيث تدور الملاحم التي تطن الأرواح والأموال ليل نهار !!

سياسات التوريط وزيادة التوريط !:

..وكأن المتآمرين لإبادة هذه الأمة لم يكتفوا بالحرائق السارية والدماء الجارية ..ويريدون المزيد- كجهنم- لأنهم من أهلها-! .. فهم – على ما يبدو مستمرون في تأريث الصراعات ..وإثارة الفتن والخلافات .. وربما ينتوون فتح معارك جديدة ..ويخططون لتوريط الذين ظلوا بعيدين عن الصراع ..أو مشاركين فيه جزئيا وعن بعد ..فيوجدون له تحديات وعصابات ومخاطر تضطرهم للتحرك ..أو للجوء أليهم وإلى قيادتهم السرية العالمية [ دولة الباطل والشر اليهودية وكر المؤامرات والفتن] !!

  انظروا- مثلا – كيف اضطروا تركيا إلى التورط في العراق وسوريا دفعا لخطر [تغول المتمردين والانفصاليين الأكراد] على الكيان التركي !.. وكيف كانت محاولة الانقلاب التي ما زالت تكلف وتشغل تركيا كثيرا!..وما يترتب على مكافحتها من مشاكل آنية ومستقبلية ..حتى لا تتفرغ تركيا للبناء وكي لا تستمر في النهوض والتقدم – على الأقل – بنفس السوية والنسبة القوية!

..وقس على تركيا غيرها من المناطق الهادئة وشبه الهادئة ..والناهضة والمحاولة أن تنهض!

وسوم: العدد 693