المكتبات العامّة مكان للمطالعة
ومن الأمور التي صدمتني حضاريّا في شيكاغو، هذه المدينة التي تدور في فلكها مائتان وستّ بلديّات؛ لتقديم الخدمات الأفضل للمواطنين، هو وجود المكتبات العامّة، فعدا عن المكتبة المتواضعة التي شاهدتها في متنزّه عام، هناك مكتبات عامّة في كلّ حيّ"بلديّة" تحتوي على عشرات آلاف الكتب إن لم تكن أكثر، وفي البلديّات الكبيرة هناك مكتبات عامّة فيها ملايين الكتب، وفي كلّ مكتبة جناح خاصّ لكتب الأطفال، وفيه طاولات وكراسي خاصّة للأطفال، الذين يريدون المطالعة داخل مقرّ المكتبة. وطبعا هناك قسم خاصّ للكبار، في ساعات ما بعد الظّهيرة تجد أطفالا، يطالعون، بعضهم لا يتجاوز الخامسة من عمره، يأتي معه أحد والديه أو كلاهما، أو أحد جدّيه، وتجد في ركن الكبار أشخاصا من مختلف الأعمار، المسنّون تجدهم في ساعات النّهار المختلفة، يطالعون بصمت، يحافظون على نظافة المكان، قيّمة المكتبة تساعد أيّ شخص –مهما كان عمره- للحصول على الكتاب الذي يريده.
وللمكتبة قوانين لإعارة الكتب، وهو أن تشترك مجّانا بدون مقابل، لتحصل على بطاقة الاشتراك؛ ليسهل على قيّمة المكتبة تسجيل اسم المشترك واسم الكتاب الذي يستعيره، وتاريخ استعارته، وللاستعارة مدّة لا يجوز تجاوزها وهي ثلاثة أسابيع، على مستعير الكتاب أن يعيده خلالها، أو في اليوم الأخير منها، ومن يستعير كتابا ويتأخّر في إعادته يدفع غرامة مقدارها دولار عن كلّ يوم تأخير، وبعد عشرة أيّام من التّأخير يدفع ثمن الكتاب كاملا.
وممّا لاحظته أنّ هناك صندوقا مخصّصا للكتب المعادة، فبامكان من استعار كتابا أن يضعه في ذلك المكان، ولا يشترط عليه أن يعيده للقيّمة على المكتبة.
وسوم: العدد 693