فرقة الحقّ والإصلاح ( فحْص )

عبد الله عيسى السلامة

عبد الله عيسى السلامة

[email protected]

* المدارس الدعوية والفكرية الإسلامية ، في بلادنا ، كثيرة ، متوّعة المشارب والتوجّهات : صوفية .. سلفية .. إخوان .. تحرير.. تبليغ ....!

* كل واحدة من هذه المدارس ، تدّعي أنها على صواب ، وبعضها يدّعي أنه ، وحده ، على صواب ، وكل مَن عداه ، على خطأ ! وبعضها يمارس التخوين والتفسيق والتكفير.. ضدّ بعض آخر!

 * الأمّة التي تحتوي هذه المدارس ، تتعرّض للتمزيق والاجتياح ، من قبل الأعداء ، الظاهرين والمستترين .. وتوزُّع الأمّة ، ضمن هذه المدارس ، يزيدها تمزّقاً وضعفاً ، وعجزاً عن مواجهة أعدائها ، بدلاً من أن يكون عامل تقوية لها؛ كما هو مأمول منه !

ويظلّ بعض أصحاب المأرب ، يوظفون هذه الفئة ، أو تلك ، في تحقيق مآربهم ، محتجّين بآرائها ، واجتهاداتها ، وفتاواها .. على صحّة مايقرّرون ويفعلون ، ويجعلون ذلك ، حجّة لهم ، أمام شعوبهم ، ويوظّفون أجهزة إعلامهم ، في تلميع الأفراد ، الذين يوافقونهم ، وفي الترويج لآرائهم ، وتخطئة مَن عداهم ، من العلماء الآخرين ! أمّا الأفراد النفعيون ، الذين يوظّفون علمهم، لقاء مكاسب دنيوية،  فلا حيلة معهم ، إلاّ بإجماع الأكثرية المخلصة الواعية ، من العلماء الصادقين الشجعان !  

* الداعية العادي ، في أيّة مدرسة ، من هذه المدارس ، لايملك إلاّ أن يكون داعية ، لمنهج مدرسته ، الذي يحتكر الحقّ والصواب والإخلاص ، وينظر إلى أتباع المدارس الأخرى ، نظرة الريبة ، أو الاستهانة .. وربّما الخوف أو الكراهية ! بل ، ربّما كان ضمن المدرسة الواحدة ، فِرقٌ وجماعات ، كل منها تنفرد ، عن نظيراتها ، باحتكار الحقّ والصواب والإخلاص! وعلى سبيل المثال: ( الصوفية فِرق متعدّدة ، والسلفية كذلك)!

* الدراسات الكثيرة ، التي أصدرتها مراكز البحوث الغربية ، استقصت هذه المدارس الإسلامية : صغيرها وكبيرها ، وهيّنها وجليلها.. وأشبعتها دراسة وبحثاً ، وذلك ، ليسهل على الدول ، التي توجّه هذه المراكز، وتدعمها.. احتواءُ هذه المدارس ، والهيمنة عليها ، وعلى الأمّة التي تحتويها؛ فتنهب خيراتها ، وتضعف قدراتها ، وتفتّت طاقاتها.. لخدمة المشاريع الكبيرة ، التي أعدّتها هذه الدول الكبرى !

* الدراسات التي كتبها عرب ومسلمون ، وتلك التي أعدّتها مراكز البحوث الإسلامية ، حول هذه المدارس الإسلامية ، وقفت عند رصد الظواهر، وصدرت في كتب وبحوث ، بقيت حبراً على ورق ، لم يتح لأيّ منها ، أن يسعى إلى توظيف هذه الأفكار، لتجميع الأمّة ، عبر قواسم مشتركة ! 

* فرقة الحقّ والإصلاح ( فحص ) ، المقترح تشكيلها ، هي فرقة تتشكّل من مجموعة ، من فقهاء السياسة ، الإسلاميين المخلصين ، المتجرّدين ، الذين يرعون مصلحة الأمّة ، قبل مصالح مدارسهم الفكرية ، ومناهجهم الدعوية ؛ وذلك ، لوضع إطار فكري شامل ، يجتمع فيه أكبر عدد ، من قادة هذه المدارس والمناهج ، لرصّ صفوف الأمّة ، وتوحيد رؤاها ، في مواجهة الكوارث والنوازل ، التي تحيق بالأمّة ، من كل اتّجاه !

* قد يكون بعض هؤلاء الفقهاء السياسيين الإسلاميين ، منتمين إلى المدارس المذكورة ، أو إلى غيرها .. وقد يكون بعضهم ، غير منتم إلى أيّة مدرسة ، سوى مدرسة الإسلام ، الشاملة الجامعة .

* ليس مطلوباً ، من أتباع المدارس ، أن يتخلّوا عن مدارسهم ، ومناهجهم في التفكير؛ فليس مطلوباً من السلفي ، أن يكون صوفياً ، أو إخوانياً .. ولا مطلوباً من الإخواني ، أن يكون تحريرياً ، أو أن يكون التحريري إخوانياً !

 المطلوب من كل واحد ، من هؤلاء ، أن ينظر إلى مدرسته ، أو منظمته ، أو جماعته.. على أنها وسيلة ، لتقوية الأمّة ، وأن يضعها في هذا الإطار، حين يسعى ، إلى التفاهم مع الآخرين ، من أتباع المدارس الأخرى ! فمن كانت مدرسته ، أو جماعته ، هدفاً قائماً بذاته ، في نظره ، لن يكون سهلاً عليه ، أن يتنازل عن شيء ، مما يخصّها ، من أساليب عمل ، أو أهداف قريبة .. ليتّفق مع الآخرين ، على السعي الجادّ المشترك ، إلى الهدف البعيد .. وعلى كلمة واحدة ، في مخاطبة أولي الشأن ، في الدول الإسلامية ، وفي غيرها .. !

* مَن عُرض عليه المشروع ، من الفقهاء المؤهّلين له ، ورفض الانضمام إليه ، حرصاً على التزامه بمنهج جماعته .. فهو وذاك ! وبالطبع ، لايلزَم أحد ، بالمشاركة في هذا المشروع الجامع ! لكن ، يتحمّل كل فقيه عاقل ، مسؤوليته الخاصّة به ، أمام ربّه ، وأمام أمّته ، عن الضعف الذي يسبّبه تشرذم الأمّة ! وسبحان القائل: ( بل الإنسان على نفسه بصيرة * ولو ألقى معاذيرَه )..

 والقائل : ( وأن ليس للإنسان إلاّ ماسعى * وأنّ سعيَه سوف يُرى * ثمّ يُجزاه الجزاءَ الأوفى )..

والقائل : ( وكلّهم آتيه يومَ القيامة فردا ) .  

* يكفي أن يتبنّى مشروعَ ( فحص ) هذا ، عالم مخلص واحد ، بداية .. ويدعو بعضاً ممّن يثق به ، من العلماء ، والدعاة المخلصين ، المؤهّلين لخدمة هذا المشروع ، فيتكوّن خمسة ، أو أكثر، بداية .. ثمّ يزداد العدد، حتى يصل إلى درجة ، كافية لتأسيس المشروع ، ووضع خطط التحرّك ، في إطاره .

* الاتّحاد العالمي لعلماء المسلمين ، مندوب ، قبل غيره ، للتحرّك في إطار هذا المشروع ، ولو على سبيل الأفراد ، الذين يقتنعون به ، بداية.. وذلك ، لتشكيل ( فحص ) خاصّ ،  بكل دولة : عربية ، وإسلامية .. لتوحيد رؤى المدارس الإسلامية ، في هذه الدولة .

* من وجد في المشروع صعوبة : في فهم أبعاده وجدواه ، أو في تنفيذه ، على أرض الواقع .. فليعرضه على غيره ، ممّن يحسن الظنّ بفهمهم وإخلاصهم .. فربّ سامع أوعى من مبلّغ !

* من لديه فكرة ، لتطوير المشروع ، أو تحسينه ، أو تعديله .. فيمكن أن يعرضها ، مشكوراً ، للإفادة منها .

* من لديه مشروع أخر بديل ، لتجميع القوى الإسلامية المخلصة ، في إطار واحد فعّال ، قادر على استنهاض طاقات الأمّة ، فليتفضّل ، ويعرضه ، مشكورا !

* من يعتقد أن الأمّة بخير، وسط تفرّق الجماعات الإسلامية ، وتشرذمها، وتناحرها – أحياناً - واستغلال الآخرين لتناقضاتها .. فليس مخاطباً بالكلام الوارد في هذا المشروع !

*  المدارس الشاذّة عن عقيدة الأمّة ، لامكان لها، في هذا المشروع !

* (.. إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه أنيب) .