عبرات

في مدينة عنتاب تجولت في الشوارع والدموع تملأ عيني لاستقريء وجوه البشر ، حلب تحترق حلب تنزف دما حلب تدمر ، الدماء تملأ الشوارع ، المشافي دمرت ، سيارات الاسعاف وطواقمها ، غدت أكوام حطام ، لاعلاج لامشافي لاغذاء لامأوى .

قال لي قائل لما تقول لامأوى وفي المقابر متسع ، بالأمس افتتحت مقبرة جديدة وفيها أمكنة للقبر .

وفي الشارع رأيت عينات من البشر .

1- مهتم بتأمين لقمة عيشه وعيش أولاده الصغار ، استيقظ في الصباح الباكر مع طلوع الشمس ليقطع المشوار الى مكان عمله ، قال لي مستعجل ، حسبي الله ونعم الوكيل ، ماذا يملك هذا غير ذلك . 

2- متسكع في الحديقة لاعمل له أبدى أسفه وانزعاجه قائلا : لم أكن أظن أن أنهارا من الدماء ستغرقك ياحلب ، ( الله ينصر المجاهدين ) . 

3- مثقف متعلم بدأ يشرح لي نظريات الوحدة والاتحاد بين الفصائل ، ووحدة المقاتلين ، ومواطن الضعف والقوة وووووووو ..... ثم قال حسبي الله ونعم الوكيل . 

4- منتسبو الجمعيات والعاملون بالوسط المجتمعي : أبدوا انزعاجهم لما يحصل في حلب ، ومنهم من قال نحن قدمنا كذا وكذا ، ومنهم من قال نحن على استعداد لتقديم العون نريد أن يفتح الطريق ، ومنهم ومنهم ومنهم ..... وعود وعهود .... 

5- جالس في مكتبه ينظر ، وينتقد الجميع ، ويلقي النكات ، ويقول مالا يقال في مثل هذا المجال . 

واني أقول : اعلموا أبناء وطني المؤامرة كبيرة وواسعة أعد لها منذ سنين ، ونحن نائمون ، أعد لها كاستراتيجيات دولية وتخطيط لتنفيذ هذه الاستراتيجيات .

بدأت استراتيجياتهم تنفذ منذ الحروب الصليبية ، وهي محاربة المسلمين والاسلام ، اينما وجد وحيثما كان ، الى أن جاءت صراحة على قلم المستشرق برنارد لويس الصهيوني الأمريكي اليهودي مستشار بوش الأب ، وكذا مستشار بوش الأبن في حربه على العراق ومفادها العالم الاسلامي فاسد ينتج مفارز ارهابية ويجب تفتيته باثارة النعرات الطائفية والدينية والمذهبية والعرقية بين المسلمين بعضهم البعض ومن يساكنهم من الأديان الأخرى . 

اعتمدت هذه النظرية في الكونغرس الأمريكي منذ عام 1983- في جلسة سرية .

هذه النظرية هي المعتمدة لدى كافة الدول الأوربية وأمريكا وروسيا ، وان اختلفوا في التفاصيل فهم متفقون على المبدأ وهو تفتيت العالم الاسلامي وتمزيق بلاد المسلمين وتحويلها الى كانتونات صغيرة ، وذلك عن طريق اثارة ماتقدم ذكره من نعرات ، يعطون السلاح لهذا ليقتل ذاك ، ثم ان انتصر ذاك يعطون السلاح لهذا وهكذا يلعبون بنا ونحن غافلون عما يفعل الظالمون بنا ، يفتتون أوطان المسلمين بأيدي المسلمين دون أن تراق قطرة دم من دمائهم . 

رسموا خرائط التمزيق بعد الابادة ووعدوا كل غبي فاسد بالسيادة ، وهم في الحقيقة يضحكون وينفذون استراتيجية برنارد لويس ، الابادة والتمزيق ونهب الثروات . 

ليس سرا ان قلت أن ثروات العالم الاسلامي قد نهبت ، وبدأ يظهر أثر ذلك في ميزانيات الدول الاسلامية والعربية . 

أما روسيا فهي العصا الأمريكية ، بها تضرب ، وبها تدمر ، وليس بوتن وأوباما وكيري ولاباروف الا عصابة واحدة تأتمر بأمر الصهيونية العالمية ، وتنفذ استراتيجية وضعتها الصهيونية العالمية بقلم المستشرق الصهيوني برنارد لويس . 

أفيقوا أمة العرب وأمة الاسلام أفيقوا من رقادكم واتحدوا في الوقوف بوجه استراتيجية ستطالكم ، لاتظنوا أنكم بعيدون ، فكل آت قريب ، لاتقولوا انكم بعيدون فأنتم الأقرب ياحكام العرب وياحكام المسلمين . مواقف المتفرجين أقسم لكم بأنها مؤقتة ، سيطالكم ، مانعاني منه من قتل وحرق وتدمير ، لاتقولوا نحن بعيدون انكم المعنيون وكل آت قريب ، يوم لاينفع مال ولا بنون . كفى

وسوم: العدد 701