ثَقَافَةُ السَلامِ..وأنْسَـــــنَةُ القِيمِ
السلامُ..تَربيةٌ وثَقافةٌ وخُلقٌ وسلوكٌ..والقيمُ والمبادئ والمثلُ أساسُ بِناءِ سُلوكِ الإنْسِانِ وتَوجيهِ أدَائهِ ومَسؤولياتِه في الحياة..ويَضبطٌ ذلك كُلَّه وَيَحكُمه عَقلُ الإنْسَانِ وَوجدَانُه..فبناءُ العقلِ السْلِيمِ وَالوجْدَانِ المُسْتَقيمِ خُطوةٌ أساسٌ لبناءِ تربيةٍ وثقافةٍ إيجابيةٍ فاعلةٍ لِتحقيقِ أمْنِ المُجتمعاتِ وَسِلامَتِها..فَمَا هي مُنطلَقاتُ ثَقافةِ السلامِ ..؟
أؤكِدُ أولاً..أنَّ العدلَ والسلامَ قِيمتان مُتكاملتان مُتلازمتان لقوله تعالى:"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ"ولقوله تعالى:"وَاَللَّه يَدْعُو إِلَى دَار السَّلَام"فالعدلُ اساسُ الأمنِ والأمانِ والسلامِ..والعدلُ والسلامُ هما أصلُ العلاقةِ الآمنةِ بينَ النَّاسِ لقوله تعالى":الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ"ومنْ أبرزِ مُنطلقاتِ بناءِ ثقافةِ السلامِ وأنْسَنَةِ القِيمِ الربَّانيَّةِ:
السلامُ:اسمُ اللهِ. احترامُ الأخوةِ الإنسانيَّةِ. إجلالُ قُدسيَّةِ حياةِ الإنسانِ ومُمتلكاتِه وخُصوصياتِه. إكبارُ حُريَّةِ الإنسانِ. التأكيدُ أنَّ الأرضَ سَكنُ البشريَّةِ وخِزانةُ رِزقِهم. صونُ قُدسيَّةُ كرامةِ الإنسانِ. صونُ سلامةِ البيئةِ وعدمُ إفسادِها والإفسادِ فيها. العملُ على نشرِ قِيمِ التعارُفِ والتفاهُمِ. التعاونِ والتنافُسِ في عِمارةِ الأرضِ واستثمارِ مَكنوناتِها لصالحِ الحياةِ. تأكيدُ الحُبِ والمُودةِ والتراحُمِ قِيمٌ أساسٌ لِبناءِ الأمنِ والسلامِ.
وبعد..فعلى أساسٍ ممَّا تَقدمَ..أخاطبُ مُجرمي صِنَاعةِ الموتِ والهلاك والدمار..وسماسِرَة ثقافة البغي والعدوان والحروبِ..وتُجَّارَ أسلحةِ الدمارِ والفناء والفساد والإفساد في الأرض..مُذكِّراً أنَّ صِناعةَ الحياةِ والأمنِ والبناءِ أدومُ نَفعاً وأوفرُ ربحاً وأسلمُ خاتمةً..وأنِّ رحلَةَ الإبحارِ في دِماءِ الحرُوبِ رِحلةُ هلاكٍ ودمارٍ وحسرةٍ ونَدمٍ.فهل من مُدَّكِر..؟وهل من متعظ..؟أجل أنســــــــــــنة القيم هو السبيل الآمن للصلاح والإصلاح والفلاح..والله سبحانه المستعان.
وسوم: العدد 716