اطلبوا العلم ولو في الصين
رضا سالم الصامت
حديث سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم في الحث والترغيب على طلب العلم وهو فريضة على كل مسلم ومسلمة .حيث أن أول آية نزلت عليه تبدأ بكلمة ( أقرأ ) .وهناك آيات كثيرة تدل على أهمية العلم وطلبه , وقد رفع الله من شأن العلم والعلماء وميزهم عن غيرهم من بني البشر , وفي العلم سعادة الدارين لما له من الثواب الجزيل ولما له من الأثر الايجابي الكبير في تطوير وتسهيل الحياة على الأرض , فبالعلم أستطاع الانسان ابتكار الادوية وأوجد العلاج الذي أنقذ حياة الملايين من العمى والشلل وغيرها من الأمراض المستعصية التي كانت تجعل من حياة الملايين جحيما لايطاق , وبالعلم استطاع الانسان أن يضاعف من أنتاج الغذاء وينقذ الملايين من الموت جوعا , وفضيلة العلم لاتخفي على كل صاحب عقل وبصيرة بل حتى أشباه البهائم لايمكنهم أن ينكروا دور العلم في حياة الانسان " فالعلم نور"
واليوم و نحن أمة مستضعفة متخلفة متسلط عليها من قبل الغرب الذين ينهبون خيراتها وهذا لتفريطنا بالعلم وتخلفنا في مجالاته الكثيرة ولكون الغرب سبقنا في مجالات متعددة , فمن يريد ويدعي الحرص على النهوض بهذه الامة، فأول ما عليه فعله هو النهوض بالواقع التعليمي , والصين مثلا كبلد نام لم يحقق هذه القفزة الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية وتحسين مستوى العيش فيها الا عن طريق الاهتمام بالتعليم والعلماء و لعل الأدب الصيني بات مقروءا في معظم لغات الدنيا. و ما حصول الأديب الصيني مو يان على جائزة نوبل للآداب يوم 11 أكتوبر/ تشرين الأول في العام 2012 بجائزة « نوبل للآداب » عن روايته « فروغ » ( أو ضفدع )، والتي نشرت له عام 2009، و تناقش الفروقات في التقاليد الصينية بين البنات والأولاد لخير دليل على تطور الأدب الصيني رغم عمر الجائزة الطويل، نحو قرن من الزمان، لكن الصينيين ظلوا محرومين منها، لأسباب عديدة يطول شرحها . وبإعلان فوز هذا الأديب ، لن يعرف العالم المزيد عن أعماله الأدبية فحسب، بل ستتركز الأنظار أيضا على المزيد من الأدب والتراث الصيني، والعكس صحيح، حيث سيزداد شغف الصينيين بالأدب العالمي، وينهلوا منه الكثير، خاصة الجيل الجديد المُحتاج جدا لإنعاش روحه الثقافية وسط عالم مادي يأخذه عميقا في عالم تكنولوجيا المعلومات
بحيث إن للتعليم دور أساسي في عملية التنمية الشاملة، مما يجعل المجتمعات تعمل بصورة متواصلة على مراجعة نظمها التعليمية ، وإدخال تحسينات عليها، وعلى مناهجها الدراسية وتتبني العديد من الدول صيغة التعليم الأساسي ضمن آليات التحسين والإصلاح ، والخروج بالتعليم من إطاره التقليدي الجامد إلى مناخ تربوي رحب و مفيد ، يتركز فيه الاهتمام حول المتعلم واحتياجاته ، ومراعاة خصائص نموه
الدول النامية تواجه كثيرا من المشكلات التربوية التي تعوق الجهود المبذولة في سبيل التنمية الاجتماعية والاقتصادية فقد أصبحت الحاجة ماسة إلى إعادة دراسة دور التعليم في تلك المجتمعات وكيف يصبح اكثر ارتباطا بحياة المجتمع وتطلعاته، وربط التعليم بخطط التنمية الشاملة. ويبرز تطبيق صيغة التعليم الأساسي لدى العديد من الدول كأحد الحلول الفعاله في معالجة العديد من النصوص التعليمية
شهدت نهاية القرن العشرين تغيرات ثقافية واجتماعية، وتحولات اقتصادية ، أفرزت جملة من التحديات الكبرى استقبل العالم بها قرنه الجديد ال 21 أسباب ذلك يعود للنمو السكاني السريع الديون و الركود الاقتصادي و انتشار الفقر وزيادة نسب البطالة وزيادة نسب الأمية و خفض الإنفاق على التعليم
وهذه تحديات تعيشها في الوقت الحاضر كل دول العالم تقريبا ومتفرقة تتطلب مواجهتها والتعامل معها جهوداً جبارة ألزمت العالم بجميع هيئاته ومنظماته بالتحرك للتعامل معها وسبل مواجهتها ، وبذلك تنبأت الهيئات والمنظمات الدولة بحجم الخطر المحدق ونوع التحدي الذي ستواجهه، وسخرت كافة اهتماماتها وجهودها وأنشطتها في التعامل معها ويعنينا في هذا الجانب تلك الاهتمامات والجهود التي ركزت على تطوير وتحسين أنظمة التعليم في دول العالم الأول والثالث وبالذات التعليم في المرحلة الأساسية فمن خلال الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن لكل شخص الحق في التعليم، وعلى الرغم مما يبذل من جهود لضمان حق التربية للجميع، إلا أن التعليم خلال العقود السابقة وبالذات في مرحلته الأساسية لم يحقق الطموح المأمول منه. لذا فالمطلوب الدعم الدولي لجعل التربية حق أساسي لجميع الناس، رجالا ونساءً، و كل الأعمار
التعاون الدولي في مواجهة التحديات التي تعيق حق الجميع في التعليم
زيادة الخبرة الدولية في مجال توفير التربية الأساسية للجميع، وجعلها هدفا قابلا للتحقيق
التطور التكنولوجي يسهل الحصول على المعارف الكفيلة بتعزيز الحياة
زيادة الوعي بأهمية التربية في تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للفرد والمجتمع
التعلم لا يتحقق بمعزل عن أمور أخرى، ولذلك يتعين على المجتمع أن يوفر لجميع المتعلمين ما يحتاجونه من التغذية والرعاية الصحية، والدعم البدني والوجداني، لتمكينهم من المشاركة الفعالة فيما يتلقونه من تعليم والإفادة منه التزام السلطات التربوية المسئولة وطنياً وإقليميا ومحلياً بتوفير التربية الأساسية للجميع، ولا يتوقع منها تقديم جميع المتطلبات البشرية والمالية والتنظيمية اللازمة، ولكن تنشط المشاركات على كل المستويات أمراً ضروريا يسهم في تخطيط برامج التربية الأساسية وتنفيذها وإدارتها وتقييمها. والرؤية الموسعة ترتكز على مثل هذه المشاركات خاصة بعد ربيع الثورات العربية و ما تمخض عنها من مطالب اساسية لاصلاح النظام التربوي و ايلائه الأهمية القسوى لتحسين مستوى الادارة و المعاهد و الجامعات و تنشئة جيل متعلم.