هانت الجوائز بعد الطاهر مكي!
أجل أجل؛ لَكَم سعدنا كثيرأً، وفرحنا فرحاً عظيماً؛ عندما فاز اسم الراحل العلاّمة عميدالأدب المقارن والأندلسيات/ الطاهر أحمد مكي بجائزة النيل للآداب أمس، وهي أرفع جائزة في مصر؛ والتي أعلنها حلمي النمنم وزير الثقافة؛ بعد أن حرمه منها العام الماضي؛ وهو على قيد الحياة!
أجل أجل؛ ولَكَم أصابنا الحزن، والغضب أيضاً .. أضعاف أضعاف الفرح والحبور والسرور! فقد نالها أستاذنا الكبير بعد رحيله عنا قبل شهرين! فطوال ثلاث سنوات؛ كانت أغلب الترشيحات تصب في خانة الطاهر مكي؛ لكن مسئولي الثقافة في بلادنا كانوا يتحكمون في الاختيار؛ وفي عدم فوز الطاهر مكي بها؛ وهو الأجدر بها، والأحق بها، والأعلى اسماً، وقيمةً؛ وانتاجاً، وبحثاً، وأدباً، ونقداً، وتجويداً!
فقد حرمه جابر عصفور أكثر من مرة(أيام رئاسته المجلس الأعلى للثقافة، وأيام وزارته للثقافة)؛ بسبب الاختلافات الفكرية، والأيديولوجية، والمنهجية بين الرجلين! فالطاهر مكي لا يعرف شنطة الناقد، ولا يعرف شللة الناقد، ولا يعرف حظيرة الناقد، ولا يؤمن ببضاعة الناقد!
إذاً؛ استحق الطاهر مكي الجائزة؛ رغم أنف عصفور؛ ولكن بعد رحيل الرجل! فما أهون الإنصاف! وما أخزى الادعاء وأطغاه! وما أغبى الثقافة وأجرمها؛ عندما لا تعرف الوفاء والحق والعدل والنزاهة! وما أتعس الحقيقة؛ إذا لم نقلها في حياة أصحابها! فبئس الشعارات؛ وطوبى للغرباء؛ في دنيا الأدعياء الألداء غير الأوفياء!
فلكَ الله يا طاهر مكي حياً وميتاً! ولشانئيك عار الفضيحة؛ وشنار اللطيمة؛ ووخز الوجيعة!
وسوم: العدد 725