برتقالة مغربية وبرتقالة فلسطينية

(ق.ق.ج)

د. محمد عقل

[email protected]

يحاور القاص المغربي مصطفى لغتيري تناصيًا قصة الكاتب المغربي أحمد بوزفور التي تجسد تحول سيارة أجرة إلى برتقالة عندما تعاين شرطي في الطريق، فيقع هذا التحول خوفًا من بطش الشرطة، وهربًا من مضايقاتها غير المشروعة فيقول مصطفى لغتيري في قصة البرتقالة:

"صباحًا فتحت باب الثلاجة... مددت يدي داخلها... تناولت برتقالة.... متلذذًا شرعت أقشرها...فجأة أمام ذهولي، تحولت البرتقالة إلى سيارة أجرة صغيرة حمراء... شيئًا فشيئًا استحالت دهشتي إعجابًا بالسيارة...

بتؤدة فتحت بابها الخلفي... انبثق منها الكاتب متأبطًا أوراقه... مددت يدي نحوه... دون تردد سلمني إحداها... متلهفًا قرأتها... إنها قصة سيارة أجرة، تحولت إلى برتقالة".

من زخات حارقة(مجموعة قصص قصيرة جدًا)، 2013، ص:21.

ارتبط الناقد والكاتب د. يوسف حطيني الفلسطيني بالقاص مصطفى لغتيري المغربي ارتباطًا وثيقًا حيث كتب دراسة عن قصصه القصيرة جدًا، كما أن مصطفى لغتيري كتب مقدمة لمائة قصة قصيرة جدًا كتبها د. يوسف حطيني ونشرها تحت عنوان "جمل المحامل"، إحدى هذه القصص تحمل العنوان التالي: برتقالة- إلى مصطفى لغتيري، وفيما يلي نصها:

"منتشيًا راح يعرّي بسكّينه برتقالة شهية، فاجأه مذيع نشرة أخبار المساء بخبر عاجل عن أب يذبّ رصاص الموت عن ابنه بيدين عاريتين.

ردّد الأب المفجوع: مات الولد!!

كانت دموع البرتقالة تسيل بين شدقيه، وهو يشتم العرب والمسلمين.

وها هو ذا يمسك بين يديه برتقالة أخرى تكاد تنفجر غيظًا".

جمل المحامل- 100 قصة فلسطينية قصيرة جدًا، د. يوسف حطيني، دار الوطن، المغرب، 2013.