مصر التي في قلبي وخاطري
إنَّ مصر هي قلب العالم العربي، وإنه لا عز للعرب إذا لم تعز مصر، ولا واقٍ للعرب من أعدائهم إذا تخلت عنهم مصر، فكل قوة لمصر هي قوة لسائر الأمم العربية، وكل انتصار لها انتصار لنا، وكل عز لها ورقي وتقدم ومجد عز لنا ورقي وتقدم ومجد.
وعندما أعود بالذاكرة إلى الأيام الخوالي حينما كنا نزور مصر الحبيبة، مدينة الأهرامات التي عشت بين ربوعها وأحببت أهلها ونيلها وأزهرها الشريف، كان يخامرني الشعور بأن مصر هي ملكة الشرق الأوسط بلا منازع، وملتقى الشرق والغرب، كيف لا ومصر هي التي ساندت شعب فلسطين في كل محنة مر بها، وقدمت الغالي والنفيس في سبيل فلسطين، وتحمست ودافعت عن قضايا العرب، وانتصرت لقضايا الشعوب المغلوبة على أمرها في كل مكان.
وفي هذا الصدد اسمحوا لي - أيها السادة - أن أعبر عما يجيش في نفسي، فإن كنت فلسطيني الجنسية، فأنا مصري الهوى، وعربي بأصلي وموطني مهما توزعت العروبة بفعل عوامل كثيرة، وبين أمصار وبلدان، ومهما انقسم الوطن العربي الكبير إلى عدة أوطان، متمثلاً قول الشاعر:
أبناءُ مصر بناةُ المجد إن لهم حنين قلبي ودمع العين هتانُ يسقي الإله زماناً في رعايتكم والعلمُ والخيرُ إخوان وصنوانُ كنتم لنا سنداً في كلِ نائبةٍ واللصُ في الأرض خذلان وجوعان لا ينْسَ فضلكمُ حيٌ به شرفٌ ما دام في الأرض قرآنٌ وفرقانُ
وفي هذه المناسبة إننا نسأل المولى أن ينعم على مصر العروبة بالأمن والأمان والاستقرار.
وسوم: العدد 728