العَلَم بين حامليه ومدعيه !
١/ للعلا ياعلم ، للسماء ياعلم ،
أعل فوق هامات الأمم
يانسيج الأمهات في الليالي الحالكات
كيف لا نفديك !
في كل خيط فيك قطرة من دمعة ، وقبلة من ثغرة .. ياعلم .
إننا نسقيك من دماء الشهداء ، من جراح الكبرياء ، دمت للمجد سماء ، ياعلم .
العلم ليس خرقة !
فمن أجلك ياعلم قطعت يمين سيدنا جعفر فلم يصرخ رضي الله عنه . الدماء تسيل من يده رضي الله عنه أخذ العلم بيده اليسرى فقطعت وعطر دمه بطاح مؤتة .
أي علم تقصد ؟
فقد كثرت الأعلام !
للعرب علم ، وللأكراد علم ، وللعلمانيين علم ، وللبعث علم ، صارت تحيته عنوان الولاء لحزب قائد ولكنه خائن ، خان المقدسات وخان أمة تتطلع إلى الحرية والمجد ، وفي سبيل رفضي تحية علم البعث كتبت في التقارير ، ونقلت من الباب إلى أتارب ، وخطفت من المسجد إلى سجن المزة قضيت فيه الأسابيع تحت القهر والتعذيب .
لأن إسلامي ثورة ، ثورة على الباطل وعلى الظلم وعلى الطغيان والاستبداد .
بلدي الباب أول من ثار على فرنسا وكنت في سن ال ١١ لما شاركت في إنزال العلم الفرنسي ، ومسح الصغار مثلي بعلم فرنسا الأرض ، فقد كنت أتمزق من الألم وأنا أرى تحية علم فرنسا أمام بلدية مدينة الباب !
إن طلاب حلب وفي مقدمتهم أصحاب العمائم كانوا قادة المظاهرات ، خرجنا من ثانوية المأمون وعند المتحف حاصرنا جنود السنغال وأمطرونا بوابل من الرصاص ولم ينجني من الموت إلا دخولي بيت أمام المتحف .
لكن هذا العلم خطفه العلمانيون والنصيريون وأصحاب الرسالة النائبة .
وثارت الأمة على هذا العلم وحامليه ، وحملوا علما يحمل ثلاث نجوم ، وهو العلم الذي حمله الأديب الثائر علي الطنطاوي والبطل المجاهد شكري القوتلي والزعيم إبراهيم هنانو وشيخ الشيوخ حسن حبنكة وأصحاب العمائم الزرقا والدواليبي هم قادة الثورة على فرنسا وهم أساتذتي في الثانوية والجامعة .
هذا العلم حملته صغيرا ، وحملته على كتفي كبيرا فقد تجاوزت الثمانين .
لكني أقول كما قال الإمام الشافعي
همتي همّة الملوك ونفسي
نفس حرّ ترى المذلّة كفرا
إن أقبح ذل هو الذل للطغيان ،
أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا ماكتب قبلي أحد تأييد للثورة مثلما كتبت على مدى سنوات .
وما هاجم الطاغوت قلم مثلما فعل قلم العبد الفقير ، وهاجمت الإسلام المزيف المحتل في بعبع داعش وصرت أخشى الاغتيال فكلما فتح باب الدار نظرت إليه ، هاجمت علماء السوء وفضحت أمرهم بالدليل والبرهان ، والروس قصفوا بيتي وداعش سكنوه ونهبوه .
أنا ثوري ولكن ثوري ذا أفق واسع ونظر عميق ، فقد كان لي بين البعث أصدقاء وبين القوميين السوريين أصدقاء بل ومن الشيوعيين أصدقاء ، إن المرونة الثورية عندي جعلتني أصادق من أكره وأبغض ، والبعض منهم هداه الله فحج واعتمر منهم مدير مدرسة طارق بن زياد واسمه محمود عمروش هداه الله فصار من حمامات مسجد الصديق رضي الله عنه .
علم الثورة هو علمي ، والثورة هدفي ، وانتصارها شرف لي ، وأنا ولله الحمد من بناتها فكريا ، لم يكن ثوريا من لم يكن مؤمنا مسلما فلا نامت عينه ولا هدأ جسمه ، لكن قلت كثيرا لبعض الثوار نصحتكم بقوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) فأبيتم ؟
ووجه بعضكم البندقية الثورية لأخيه الثائر بدل عدوه الفاجر !
نعم العلم رمز وليس مقياس التفاضل ، علم حسن البنا لونه أخضر وعليه سيفان بينهما مصحف كتب عليه كلمة واعدوا ، مقياس التفاضل شيء أكبر من العلم ومن الوطن هو ( التقوى ) .
( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
التقوى هي المقياس والدين هو الفصل والعز والشرف .
فإلى من تجرأ واتهمتي ظلما وعدوانا أنني أقف في صف الطغاة والظلمة لأنني أحسنت الظن بأخ في الله انطلاقا من قوله تعالى ( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك عظيم )
أقول : العلم رمز الوطن ورمز الثورة ، ورمز الشهادة ،
من لم يحترم علم الثورة ، علم الشهادة والشهداء ، علم البطولة والعز والفخر ، ينصح ويناقش !
وليس منا ، ونعتبرها كبوة جواد ، ويرد عليه !
وننتظر بيانه ولا نقبل سكوته ؟
وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .
وأقول لكل العلمانيين والمثقفين الخالق العظيم يقول ( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم ) أي شرفكم ، أي عزكم ، أي مجدكم ، فالقرآن هو كتاب الثورة على الظلم ، على البغي ، على الطغيان
وكلمة ( جاهدوا ) تتكرر كثيرا في هذا القرآن الكريم .
لقد ناقشت تلميذا لي ذي منصب ديني كبير لكن فيه عروق التشيع ، ناقشته وقلت له : أساتذتك سنة ، والمدرسة التي تعلمت فيها حصن أهل السنة ، والكتب التي صرت بها نجما مرموقا من تأليف أهل السنة ؟
أنا سميته إمام المنافقين ، وسيد شيوخ السلطة المفتي الضال اسميته شبقون على وزن حسون .
٢/ قال صاحبنا حتى أنت ياتلميذ السباعي تعادي الثورة !
خسأ وخاب وخسر !
أنا منظّر الثورة ومفكرها وحامل رايتها فكرا وعملا وعرقا ومالا .
نعم أنا تلميذ السباعي ولا فخر ، السباعي مرشح كل علماء دمشق وهم عمالقة الفكر في سوريا
نعم أنا تلميذه أقول :
آه لو غير ذات سوار لطمتني !
من اتهمني ابن رجل رباني صغيرا وقبلت يده كبيرا .
فإني : إن عفوت لأعفون جللا ،
وإن رميت يصيبني سهمي
فأنا أردت أن أنال من جهله ولكن هدي رمضان وتعاليم رمضان منعتني .
لكن أقول سامح الله من هاجمني فقد كنت ثوريا يوم كان هو يلعب بالطابة !
أنا ولله الحمد ممن جاهد باللسان والقلم ومنبر مسجد أبي بكر الصديق يشهد ، ومساجد حلب وحماة تشهد ، وسجون الطغاة تشهد ، وخواطر سنوات على صفحتي تشهد .
لقد هاجمت العلمانية والنصيرية والقرامطة والبعثية أصحاب الرسالة التافهة ، هاجمت الراية الحمراء ذات المطرقة والمنجل بعنف وهم الذين احتلوا سوريا وقصفوا مدنها واستشهد بقنابلهم الآلاف من أبناء الوطن وعطروا تراب الوطن .
فضحت طغاة مجاز حماة ، كتبت عن شيخ حماة المجاهد محمد الحامد وتلميذه المجاهد مروان حديد .
هاجمت بضراوة مشايخ السوء واسميتهم بقطاع طرق ، هم مرتزقة على موائد صاحب الصولجان وبئس العلماء على أبواب الأمراء .
يا ابن المربي ياسين النجار ومعذرة للدكتور المجاهد الثوري حقا الأخ حسان نجار فهو من أمجاد الدعوة الإسلامية في عصرنا الحاضر وهو عميد الأطباء العرب في المهجر ، درس في اسطنبول وأكمل دراسته في ألمانيا وهو جراح مشهور في حلب ، ترك عمله في بلاد ميركل وجاء إلى تركيا يخدم المشردين والمصابين والمرضى من أبناء وطنه الجريح .
هو ابن مربي أجيال في مدينة العلم والعلماء مدينة الباب ، ولهذا المربي أياد بيضاء على مدينة الباب ، فهو مربي مثقفيها ومعلميها وبكل تواضع أقول أنا منهم ومنهم الدكتور عبد المنعم البهو والدكتور رياض رحمو وكثيرون من عظماء بلد اسمه في سجل التاريخ أول بلد في سوريا ثار على الطغيان .
أماصاحبنا الذي ولد على تراب مدينة الباب واستنشق هواءها وذاق من لبنها لكن غرته الدنيا وجرفه حب الوجاهة واستظل براية حقق بها الزعامة وياويح حزب يقوده من نسي قول نبيه الكريم قائد ثورة الإسلام صلى الله عليه وسلم حين قال ( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه )
علينا جميعا كمسلمين أن ننحني بإجلال لقول قائد الثورة المحمدية صلى الله عليه وسلم
اللهم يارب ونحن في شهر رمضان ارحم شهداء الثورة على الطاغوت ، واجعل يارب علمنا عاليا خفاقا
إلعن أعداء ثورتنا يارب من نصيرية وروس ومجوس ، اللهم إطمس على أموالهم وأشدد على قلوبهم
اللهم سدد خطى كل من صرخ الله أكبر في وجه الطغاة .
أيها المسلمون ، أيها العرب ، أيها السوريون دماء الشهداء حقهم في رقابكم .
والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين .
وأخيرا :
أستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين .
وتحية وتهنئة بالصيام لكل مسلم على وجه الأرض .
والله أكبر ولله الحمد .
وسوم: العدد 729